بريطانيا تبدي نفسها حريصة على اتفاق السويد!

بريطانيا تبدي نفسها حريصة على اتفاق السويد!
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٩ - ١١:٥٥ بتوقيت غرينتش

لا يزال مصير اتفاق الحديدة مجهولا، رغم مرور ثمانين يوما من الاتفاق الذي توصلت اليه حركة أنصار الله اليمنية مع الحكومة المستقيلة برئاسة عبد ربه منصور هادي في العاصمة السويدية ستوكهولم. وفيما تواصل دول تحالف العدوان خروقاتها اليومية وبمساعدة أسيادها الغربيين الممولين للعدوان، خرج وزير الخارجية البريطاني منتقدا عدم تنفيذ الاتفاق ومحذرا من فشل عملية السلام في الحديدة.

العالم - تقارير

وصل وزير الخارجية البريطاني "جيرمي هانت" أمس الأحد إلى عدن قادما من الرياض، في زيارة لم يكن معلنا عنها ضمن جدول جولته الإقليمية التي يقوم بها لما وصفه بـ"تحريك عملية السلام في اليمن".

وكان هانت قد اجتمع السبت في الرياض بالرئيس اليمني المستقيل والفار "عبد ربه منصور هادي"، وبحث معه "الهدنة الهشة" في الحديدة.

وحذر الوزير البريطاني من فشل عملية السلام في مدينة الحديدة جنوب غربي اليمن، إذا لم تبذل أطراف النزاع جهودا صادقة للدفع باتفاق ستوكهولم للسلام قدما.

وقال الوزير البريطاني خلال زيارة مفاجئة إلى عدن: "نحن الآن أمام فرصة أخيرة لنجاح عملية ستوكهولم للسلام. وهذه العملية قد تموت في غضون أسابيع إذا لم نر التزاما من الجانبين بالوفاء بتعهداتهم طبقا لاتفاق ستوكهولم"، حسب قوله.

واشتكى الوزير البريطاني من بطء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، خلافا لما تم الاتفاق عليه في السويد في ديسمبر الماضي.

يمنيا، أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، اليوم الاثنين، أن من يخالف اتفاق ستوكهولم شكلا ومضمونا وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا أحد ركائزها الأساسية، مشددا على أن القوى الوطنية لا تتعاطى مع المملكة المتحدة كوسيط.

وقال عبدالسلام في بيان له تعقيباً على وزير الخارجية البريطاني حول اتفاق استوكهولم: إن "اتفاق ستوكهولم لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى وجود جهات محايدة لا في ميناء الحديدة ولا في غيرها".

وأضاف "أن من يخالف اتفاق استوكهولم شكلا ومضمونا وبشكل صريح هي دول العدوان والتي بريطانيا أحد ركائزها الأساسية، مشيرا إلى "أن المشكلة ليست في رؤساء لجان التنسيق وإعادة الانتشار وإنما هم كما يبدو يتلقون التوجيهات من دول العدوان".

وأشار إلى أن قبولنا بدور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة هو لأنهاء ذرائع ومبررات الطرف الآخر وليس لتسليمه للطرف المعتدي.

واعتبر رئيس الوفد الوطني أن "تصريحات بريطانيا ليست مفاجئة أو غريبة، فهي مع العدوان وهي تعترف بذلك وتعلنه مرارا، مؤكدا "أننا لا نتعاطى معها كوسيط".

واتهم مبعوث الأمم المتحدة بالتبعية لبريطانيا قائلا: إن مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث كما يبدو لنا ليس مبعوثا للأمم المتحدة وإنما مبعوثا انجليزيا يمثل بريطانيا خاصة بعد توضيح وزارة الخارجية البريطانية أهدافها وموقفها بوضوح والذي ينسجم مع عرقلة الاتفاق.

ولفت إلى "استعدادنا لإجراء إعادة الانتشار في الخطوة الأولى، لكنهم يرفضون لأنهم لا يريدون انكشاف الطرف الآخر وفقدان ذرائع ومبررات استمرار العدوان على الساحل الغربي".

وأكد أن الطرف الآخر يحاول عرقلة الحل في الحديدة بادعاء ضرورة الاتفاق على القوات المحلية وهذا مخالف للاتفاق، مشيرا إلى أن اتفاق استوكهولم لم ينص على التوافق على أي سلطة أو قوات محلية.

وشدد رئيس الوفد الوطني على التزام انصار الله باتفاق السويد وما نتج عنه من تفاهمات واستعدادنا لتنفيذ ما علينا من التزامات، مشيرا إلى أننا لا نمانع بذهاب لنقاش أي تفصيل أو تفسير للاتفاق إذا لزم ذلك.

ونوه إلى أن تهرب الأمم المتحدة من المضي في التنفيذ حتى من طرف واحد يضعها أمام حقيقة واضحة أنها لا تتحرك وفقا لمصالح الحل بعيدا عن حسابات دول الاستكبار وفي مقدمتها بريطانيا.

واعتبر أن "بريطانيا كشفت بشكل واضح أنها تدير عملية عرقلة الاتفاق عبر مبعوثها إلى اليمن تحت غطاء الأمم المتحدة".

فماذا يعني تسلسل تصريحات الوزير البريطاني حول اتفاق الحديدة التي جاءت تكملة لتصريحات خالد اليماني وزير خارجية هادي، الأربعاء الفائت، الذي قال إن الفشل في تنفيذ اتفاق الحديدة سيعيد الوضع إلى المربع الأول وسيقلل من فرص تحقيق السلام، عازيا الفشل في تحقيق الاتفاق الى انصار الله، حسب زعمه.

وبحسب المحللين، فلم يكن مستبعداً عدم التوصل إلى نتيجة من اتفاق الحديدة خلال الفترة الزمنية المحددة. لذلك فإن هذا الإخفاق قد زاد من التكهنات بأن كلا من حكومة هادي والسعودية والإمارات وخلال الـ80 يوما الماضية ومن خلال لجوئهم المتكرر لانتهاك الهدنة يسعون الى كسب الوقت وإعادة التقاط أنفاسهم من جهة، و ترميم صورتهم التواقة للحرب أمام الرأي العام العالمي من جهة اخرى.