المظاهرات تحول سعر العلم الجزائري الى 500 دينار!

المظاهرات تحول سعر العلم الجزائري الى 500 دينار!
السبت ٠٩ مارس ٢٠١٩ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

تغمر السعادة البائع الجزائري "فؤاد"، الأربعيني، الذي باع 300 من الأعلام الجزائرية لمتظاهرين في العاصمة ضد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، محققا خلال يوم واحد مبيعات أكبر من تلك التي يجنيها طوال شهر أمام ملاعب كرة القدم.

العالم - الجزائر

في أيام الأسبوع، يبيع "فؤاد" الفواكه والخضر في الشارع، حيث غالبا ما كان يبعده عناصر الشرطة في الآونة الأخيرة.

وأثناء عطلة نهاية الأسبوع، يزيد دخله من بيع الأعلام والأوشحة للمشجعين.

ووصف التظاهرات الضخمة في الجزائر للجمعة الثالثة على التوالي ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 إبريل، بأنها "نعمة من السماء"، حسبما قال لفرانس برس، قبل أن يضيف: "طالما أنها مستمرة".

وفضلا عن الأعلام، يبيع فؤاد، الأوشحة والقبعات والشعارات والأساور الإسفنجية بالعشرات، وكلها بألوان العلم الجزائري، أخضر وأبيض مع هلال تتوسطه نجمة حمراء.

وتطلب فتاة في العاشرة من العمر من والدها "شراء علم"، رغم أنها تضع وشاحا بالألوان ذاتها، فينصاع الأب لذلك.

يقول الأب الخمسيني، رافضا ذكر اسمه: "اليوم عطلة يوم من أجل الحرية، أريد أن تتذكر ابنتي ذلك في وقت لاحق".

ويبلغ ثمن العلم 500 دينار (نحو 3,7 يورو)، والأوشحة والشعارات 200 دينار و150 دينارا للسوار.

لكن فؤاد، يرفض أن يكشف قيمة مبيعاته لهذا اليوم، ويقول أحد أصدقائه بنبرة ساخرة إنه يخشى "الحسد".

وتحول العديد من الشباب منذ بداية التظاهرات في 22 فبراير إلى باعة، عندما ينزل المتظاهرون إلى الشوارع.

ويربح العاطلان عن العمل، عصام ومحمد (22 عاما كليهما)، بعد تحولهما إلى بائعين جوالين 50 دينارا مقابل كل علم يبيعانه.

وقد تمكنا من بيع كل البضاعة التي اشترياها من تاجر جملة في القصبة، إحدى مناطق العاصمة، وأكدا لـ"فرانس برس": "بعنا 150 علما في ساعة واحدة".

وحققا أرباحا قيمتها نحو 55 يورو، في بلد يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور حوالي 130 يورو، ومتوسط الراتب الشهري نحو 600 يورو.

وفي مكان غير بعيد، يجمع ناصر الدين وحسن ومحمد، ثلاثة أصدقاء في العشرينات من العمر، الأعلام من جمعية شبابية تصنعها، ثم يعيدون بيعها لصالح الجمعية مع الاحتفاظ بمبلغ "صغير" هو خمسة آلاف دينار (37 يورو) لكل منهم يوم الجمعة.

وتقول فاطمة (78 عاما)، من قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن فرنسا الذي نالته الجزائر عام 1962: "إن هذا العلم هو ملك الناس، لذا نبرزه ونلجأ إليه للقول، إن الشعب هو من يقرر".

إلى جانبها، كانت مجموعة من الفتيات اللواتي تغطين بالعلم الوطني، يطلقون هتافات.

وفور ظهور بائع أعلام، يتهافت عليه أولئك الذين لم يشتروا بعد.. وكلما كان العلم كبيرا، بتزايد الطلب عليه.