هل دفعت قطر "رشاوى" لاستضافة كأس العالم؟!

هل دفعت قطر
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٩ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

سوف تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، البطولة الثانية والعشرين من بطولات كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها قطر. وقد برزت خلال هذه الفترة أكثر من مرة اتهامات بأن قطر قدمت "رشاوى" لشراء أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية كي يصوتوا لصالحها. وقد رد شقيق أمير قطر، على الاتهامات الموجهة لبلاده، بدفع مبالغ سرية "رشاوى" إلى الفيفا، من أجل استضافة المونديال.

العالم - تقارير

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في ديسمبر/ كانون الأول 2010، عن فوز قطر بسباق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022، التي تعدّ البطولة الثانية والعشرين من بطولات كأس العالم لكرة القدم التي من المقرر أن تستضيفها دولة قطر في الفترة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022.

وقد برزت خلال هذه الفترة أكثر من مرة اتهامات بأن قطر قدمت رشاوى لشراء أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية كي يصوتوا لصالحها، كما أن نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي آنذاك ضغط على ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في وقته ليصوت لقطر مقابل شراء هذه الأخيرة لنادي باريس سان جيرمان الذي كان يعاني من أزمة مالية شديدة وإنشاء قناة رياضية في فرنسا.

وقد أثارت هذه المزاعم تحقيقاً في البرلمان البريطاني بعد نشر "صنداي تايمز" مقالة حول هذا الموضوع، وحقق الفيفا فيه في سنة 2011 دون نتيجة بسبب غياب الأدلة. ونفت اللجنة المنظمة القطرية هذه الاتهامات.

وقد اثيرت هذه المزاعم مرة اخرى بسبب الصراع الدائر بين قطر من جهة ودول الحصار لهذا البلد (السعودية والامارات والبحرين ومصر) من جهة اخرى.

وقد رد شقيق أمير قطر، على الاتهامات الموجهة لبلاده، بدفع مبالغ سرية "رشاوى" إلى الفيفا، من أجل استضافة مونديال كأس العالم 2022.

وغرد الشيخ خليفة بن حمد، عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "لكل الأصوات الحاقدة.. مونديال العرب في دوحة العرب".

وأرفق خليفة بن حمد مع تغريدته، صورة تجمع شقيقه أمير قطر، تميم بن حمد، إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، السويسري، جياني إنفانتينو.

وكانت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، قالت إنها حصلت على مستندات مسربة تزعم فوز قطر بتنظيم كأس العالم عام 2022 بعد دفع الدوحة مبالغ سرية، تقدر بنحو 880 مليون دولار للاتحاد الدولي لكرة القدم.

وقالت الصحيفة إن الحكومة القطرية عرضت صفقة بقيمة 400 مليون دولار على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للحصول على حقوق نقل مباريات كأس العالم قبل 3 أسابيع من إعلان فوزها.

وزعمت أن مسؤولي شبكة الجزيرة وقعوا عقدا للنقل التلفزيوني مع الفيفا يتضمن إيداع مبلغ 100 مليون دولار إضافية في حساب تابع للفيفا في حال فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم 2022".

على الصعيد ذاته قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) إنه يدرس التوسع في عدد الفرق المشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 إلى 48 فريقا.

وقال غياني إنفانتينو في مؤتمر رياضي في دبي إن الفيفا يدرس أيضا إمكانية استضافة بعض المباريات من قبل دول الجوار لدولة قطر المنظمة لأنشطة الجولة المقبلة من النهائيات التي يحيط بها الكثير من الجدل منذ أن مُنح حق تنظيمها لهذه الدولة الخليجية الصغيرة.

وقال إنفانتينو الشهر الماضي إن أغلبية الفرق الوطنية لكرة القدم تدعم التوسع في عدد المشاركة في نهائيات كأس العالم، مرجحا أن قرارا سوف يُتخذ قبل بداية المباريات المؤهلة لكأس العالم في مارس/آذار المقبل.

وقال رئيس الفيفا "سوف يكون من الصعب على قطر وحدها استضافة جميع مباريات نهائيات كأس العالم حال التوسع في عدد الدول المشاركة".

وصوت الفيفا في 2017 لصالح زيادة عدد الفرق الوطنية المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى 48 فريقا بدلا من 32 فريقا في جولة 2026، لكن تصريحات توالى ظهورها على لسان إنفانتينو ترجح أنه يميل إلى البدء في زيادة عدد الفرق قبل هذا الموعد.

وأضاف، أثناء المؤتمر الرياضي : "إذا كنتم ترون أنه من الجيد أن يشارك 48 فريقا في كأس العالم، وهذا هو ما يدفعنا إلى تحليل إمكانيته، فلماذا لا نجرب ذلك في 2022 قبل الموعد المحدد بأربع سنوات."

وتابع: "تجري مباريات كأس العالم 2022 بمشاركة 32 فريقا، وسوف نرى إذا ما كان بالإمكان التوسع في هذا العدد إلى 48 فريقا لنسعد العالم، سوف نحاول أو نفعل ذلك."

من جانبها، قالت قطر إنها لن تتخذ "قرارا نهائيا فيما يتعلق بالتوسع في البطولة حتى نطلع على تفاصيل دراسة الجدوى من قبل الفيفا."

ومن المتوقع أن تتضمن الدراسة جداول المباريات، وعدد الملاعب، وعدد المباريات التي تُقام يوميا، وفقا للتوسع المحتمل.

وخطت قطر خطوات واسعة في تنفيذ خطة طموحة للانتهاء من البُنى التحتية المطلوبة لتنظيم نهائيات كأس العالم من خلال إنشاء ثمانية ملاعب وغيرها من المنشآت الرياضية بتكلفة تتراوح بين ستة وثمانية مليارات دولار.

وقال رئيس الفيفا: "إذا كان من الممكن أن تستضيف بضع دول جوار قطر عددا من مباريات كأس العالم، فسوف يصب ذلك في مصلحة المنطقة والعالم أجمع."

وأكد أنه يعلم أن هناك توترات بين قطر وعدد من دول الجوار، وأن الأمر يرجع لزعماء تلك الدول فيما يتعلق بالتعامل مع الموقف، لكنه رجح أن الحديث عن مشروع كرة قدم سوف يكون"أسهل بكثير من غيره من الأمور المعقدة".

وأشار إلى أنه من الممكن أن تساعد استضافة دول خليجية بعض مباريات كأس العالم بالتعاون مع قطر "منطقة الخليج الفارسي وجميع الدول على تطوير كرة القدم وأن تبعث برسالة إيجابية عن اللعبة إلى العالم، أعتقد أن الأمر يستحق التجربة."

هذا وأدلى أمين عام اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022 في قطر، حسن الذوادي، بتصريحات جديدة بشأن إقامة بطولة كأس العالم 2022 بشكل جزئي على أراضي بلاده، بعد تقارير تفيد بأن الأزمة الخليجية ستفرض عليها نقلها إلى مكان آخر.

وقال الذوادي لوكالة فرانس برس في بيان: "قطر هي البلد المضيف الوحيد لكأس العالم 2022، وستستضيف المباريات الـ 64 للبطولة عبر 8 ملاعب".

وأكد الزوادي أن الاستعدادات لاستضافة البطولة تسير حسب الجدول رغم الأزمة الخليجية المستمرة منذ 8 أشهر، مضيفًا أن جميع الملاعب ستكون جاهزة بحلول عام 2020، وأن الفيفا سيقرر في وقت لاحق من العام الحالي العدد النهائي لهذه الملاعب.

كما أكد أن هناك ما يكفي من أماكن للمشجعين الزائرين، وأن بلاده قد تتخطى وعدها بتوفير 100 ألف غرفة، وأنه لن يتم إيواء أي منها في معسكرات العمال كما ذكر مؤخراً. وتابع: "المشروع يسير حسب الجدول المحدد بشكل كبير جداً، والفيفا سعيد بالتقدم الحاصل".

وأعلنت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر مقاطعة الدوحة في يونيو/ حزيران 2017، ما يزيد من تعقيد الموقف على مستوى مشاركة أي من هذه الدول قطر في استضافة مباريات نهائيات كأس العالم 2022.