البريكست في أروقة البرلمان البريطاني.. ماذا بعد التصويت؟

البريكست في أروقة البرلمان البريطاني.. ماذا بعد التصويت؟
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

بعد أن رفض النواب البريطانيون خطة رئيسة الحكومة تيريزا ماي بشان الخروج من الاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة، اجرت رئيسة الحكومة تعديلات على الاتفاق تمهيدا للتصويت عليه الليلة في مجلس العموم.

العالم . تقارير

خسرت تيريزا ماي الرهان مرة عندما رفض مجلس العموم البريطاني بأغلبية ساحقة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي في يناير الماضي ما شكل هزيمة لرئيسة الوزراء. فقد صوت 432 نائبا ضد اتفاق البريكست مقابل تأييد 202 نائب في حين تقدم زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كوربن باقتراح لسحب الثقة من الحكومة.

التصويت كان ذروة نقاش أكثر من عامين داخل بريطانيا بعد نتيجة الاستفتاء علي البريكست في عام 2016... لكن هذا لم يمنع ماي من المحاولة مرة أخرى فقد أكدت انها عملت جاهدة لتحسين شروط اتفاق بريكست، والوزراء يحاولون اقناع الاتحاد الأوروبي بعمل تغييرات في الاتفاق لجعله مقبولا لدى النواب.

على ماي أن تصل الى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ومن ثم عرض الاتفاق على النواب، لكن على مايبدو فإن الخلافات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا مازالت قائمة والقضية المثيرة للجدل هي الدعم الإيرلندي او شبكة الأمان التي تهدف الى منع عمليات التفتيش على الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، الأمر الذي يعارضه أشد أنصار بريكست. ويضغط هؤلاء على ماي لضمان حق بريطانيا في الانسحاب من الخطة أو تحديد مدتها. لكن بروكسل تعتبر أنها ضرورية للمحافظة على حدود التكتل الخارجية بعد بريكست.

السيناريوهات المتوقعة

سيصوت النواب في بريطانيا الثلاثاء على خطة رئيسة الحكومة تيريزا ماي المعدلة للخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست). في حال أيد النواب الخطة فإن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/آذار ولكن ستبقى الأمور على ما هي عليه حتى ديسمبر/كانون أول 2020 حتى يتوصل الجانبان إلى اتفاقية تجارية نهائية.

لكن ماذا اذا رفض النواب الخطة وهو أمر يتوقع حدوثه الكثيرون؟... یرى البعض أنه من المتوقع أن يرفض النواب اتفاق بريكست المعدل. وسيكون هناك خيارين اذا ماتم رفض الاتفاق المعدل، اما ان تنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق أو سيجرى تصويت آخر بشأن طلب إرجاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تقول ماي أنه ليس مضمونا ويحتاج موافقة 27 دولة أوروبية. و "في حال لم يتم تمرير هذا الاتفاق في التصويت، فقد تخسر (بريطانيا فرصة) بريكست".

يبدو أن رئيسة الوزراء تتجه نحو هزيمة برلمانية جديدة فقد مازالت الخلافات قائمة مع الاتحاد الاوروبي حول التعديلات الجديدة وبالتحديد قضية شبكة الأمان و من جهة اخرى يبدو أن اتفاق ماي لايحظى بالدعم في صفوف المحافظين الذي تنتمي اليهم.. لذا يرى مراقبون أن ماي تتجه نحو هزيمة جديدة ما قد يدفع بالمملكة المتحدة الى المجهول وقد يؤدي الى فوضى اقتصادية.