واشنطن تعترف بانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية والإمارات

واشنطن تعترف بانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية والإمارات
الخميس ١٤ مارس ٢٠١٩ - ٠١:٤١ بتوقيت غرينتش

نددت الخارجية الأمريكية بشدة بتدهور أوضاع حقوق الإنسان في كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر (الدول الحليفة لواشنطن) وعرضت الانتهاكات في هذه الدول العربية الأربع مشيرة الى تقييد الحريات العامة وانتشار ممارسات الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل خارج اطار القانون.

العالم- تقارير

وخلال مؤتمر صحفي في واشنطن عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ورئيس مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارجية الأميركية السفير مايكل كوزاك ملخصا للتقرير الذي تصدره الوزارة سنويا، وقد شمل 200 دولة، وتناول بشكل تفصيلي تصاعد الانتهاكات الحقوقية في العالم في 2018.

وفي ما يتعلق بالسعودية، أفرد التقرير حيزا مهما لجريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وانتقد التقرير الكيفية التي تعاملت بها السلطات السعودية مع الجريمة، خاصة في ما يتعلق بمحاكمة الجناة، مشيرا إلى أن الادعاء العام السعودي اعتقل 11 مشتبها بالقضية، ولم يسمهم ويحدد أدوارهم، كما لم يقدم توضيحات مفصلة لسير وتقدم التحقيقات.

وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن لم تستنتج بعد من المسؤول عن قتل خاشقجي، وإنها تحاول أن تدفع باتجاه تحقيق مفصل وشامل.

وفي السياق، أوضح التقرير أن السعودية لم تعاقب متهمين بارتكاب انتهاكات في قضايا أخرى، مما عزز بيئة الإفلات من العقاب، مشيرا إلى أن الانتهاكات تشمل القتل خارج إطار القانون والإعدام في قضايا عادية، والإخفاء القسري، والتعذيب.

كما ورد فيه أن المعارضين السعوديين المنتقدين للحكومة يتهمون بقضايا إرهابية ويحاكمون وفقا لذلك.

وبالنسبة للإمارات، قال التقرير السنوي للخارجية الأميركية إن الانتهاكات فيها تشمل الاعتقال التعسفي لنشطاء سياسيين، والتعذيب في السجون، مشيرا إلى أن سلطات أبو ظبي لا تحقق في الانتهاكات.

كما ورد فيه أن منظمات دولية تتهم الجيش الإماراتي بقتل مدنيين في اليمن، وتعطيل المساعدات.

وبشأن البحرين تناول التقرير الحريات العامة والحقوق السياسية واستعرض أمثلة من الاعتقال التعسفي واحتجاز سجناء سياسيين، إضافة إلى وقائع تعذيب أثناء الاحتجاز. و رصد التدخل الكبير في حقوق التجمع السلمي وفرض قيود على المشاركة السياسية واسقاط الجنسية.

وخصصت الخارجية الاميركية في تقريرها حيزا لمصر، أبرزها تسجيل حالات قتل عشوائي أو قتل خارج إطار القانون من قبل عملاء للحكومة وإخفاء قسري وتعذيب وظروف سجن قاسية.

ندوة في الكونغرس بعنوان: التعذيب في المملكة السعودية

هذا وكشف القائمون على صفحة المعتقل في السجون السعودية، الدكتور وليد الفتيحي، على "تويتر"، أنه ستقام الأربعاء المقبل في الكونجرس ندوة بعنوان: "التعذيب في المملكة".

وسيحاضر في الجلسة، التي ستقام في مبنى السينيت ديركسين، كل من: أحمد وليد فتيحي نجل الطبيب المعتقل، وليد الهذلول شقيق الناشطة السعودية لجين، ونائبة مديرة مكتب هيومان رايتس واتش في واشنطن، وآخرون.

وسيكون من بين الحاضرين كبير لجنة الاعتماد، السيناتور تباتريك ليهي، والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو.

وقبل أيام، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مفصلا عن مزاعم تعذيب تعرض له فتيحي بعد سجنه منذ أشهر.

ويحتوي التقرير على انتهاكات مروعة تعرض لها فتيحي منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، في أثناء الحملة التي شنتها السلطات ضد أمراء ورجال أعمال ومسؤولين حاليين وسابقين؛ بحجة محاربة الفساد.

وعلى الصعيد ذاته، تقول جماعات حقوقية إن بعض النساء، من بينهن لجين الهذلول، احتجزن في حبس انفرادي، وتعرضن لسوء المعاملة والتعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء، والجلد، والاعتداء الجنسي. ونفى مسؤولون سعوديون هذه المزاعم.

الشيوخ يقر وقف الدعم الأميركي لتحالف العدوان باليمن

من جهة أخرى، أقر مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قرار ينهي الدعم الأميركي لتحالف العدوان السعودي الإماراتي في حربه باليمن، وذلك بعد اتهامه بالتسبب "بأكبر كارثة إنسانية" هناك.

وصوت 54 عضوا لصالح مشروع القرار مقابل 46 في مجلس الشيوخ المؤلف من مئة عضو، والذي يسيطر عليه الجمهوريون.

ويشدد القرار على منع أي مشاركة في الصراع الدائر باليمن أو دعم للحرب التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية دون تفويض من الكونغرس.

ويدعو القرار إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن منع وصول المساعدات الإنسانية في اليمن.

كما يتضمن القرار أيضا الدعوة إلى محاسبة حقيقية للمسؤولين عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وذكرت رويترز أن هذا الإقرار يعد بمثابة توبيخ موجه إلى السياسة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب مع المملكة السعودية.

وقبل التصويت قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز إن مشروع القانون يدعو إلى تعليق مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية.

ولفت مينينديز إلى أن الصراع في اليمن وضع نحو 16 مليون شخص على شفا المجاعة، بينهم أربعمئة ألف طفل وأكثر من ثلاثة ملايين نازح.

وكان مستشارو البيت الأبيض قد أوصوا بأن يستخدم ترامب حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار، وجاء ذلك في بيان صادر عن البيت الأبيض قبيل تصويت مجلس الشيوخ على القرار.

يشار إلى أن مشرعين من الديمقراطيين التقدميين والجمهوريين المحافظين نددوا بما وصفوها "بالكارثة الإنسانية" في اليمن، وطالبوا الكونغرس بتأكيد سلطته الدستورية وتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل تدخلها العسكري في صراع اليمن.

وقال عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز في وقت سابق إن الولايات المتحدة لن تضع جنودها تحت إمرة النظام السعودي الذي وصفه بالوحشي والمستبد.