بالدليل القاطع.. هكذا تدعم اميركا الارهاب في سوريا

بالدليل القاطع.. هكذا تدعم اميركا الارهاب في سوريا
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

اعتبرت الخارجية السورية عزم واشنطن تخصيص 5 ملايين دولار لتمويل نشاط جماعة "الخوذ البيضاء"، السيئة الصيت دليلا آخر على مواصلتها دعم الإرهاب لتحقيق أجنداتها في سوريا. وأدانت دمشق بشدة الدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية في سوريا مؤكدة أن ذلك لن يثني سوريا عن المضي بلا هوادة في محاربة الإرهاب والاحتلال الأجنبي حتى تطهير آخر شبر من أراضيها.

العالمتقارير

قال ناطق رسمي في وزارة الخارجية السورية في تصريح لـ سانا: "الولايات المتحدة الأمريكية تواصل دعمها السافر للإرهاب الذي تتعرض له الجمهورية العربية السورية في انتهاك صارخ ومستمر لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي وكل القرارات والصكوك الدولية ذات الصلة حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا تقديم خمسة ملايين دولار أمريكي لما تسمى "منظمة الخوذ البيضاء" ذراع المهام الخاصة لتنظيمي جبهة النصرة و(داعش) الإرهابيين إضافة إلى دور هذه الجماعة في فبركة الفيديوهات والسيناريوهات والأكاذيب حول موضوع الهجمات الكيميائية في سورية".

وأضاف: إن" هذه الخطوة الأمريكية اليائسة التي أعقبت خطوة مشابهة لمشيخة قطر تؤكد أن الولايات المتحدة مازالت تراهن على دعم الإرهاب لتحقيق أجنداتها الخاصة في سوريا والمنطقة ولخدمة مصالح الاحتلال الإسرائيلي وهي لن تثني سوريا عن المضي بلا هوادة في محاربة الإرهاب والاحتلال الأجنبي حتى تطهير آخر شبر من أراضيها من رجسه وإعادة الاستقرار والأمان إلى ربوع الوطن وتمكين اللاجئين والنازحين من العودة إلى بيوتهم".

وختم الناطق تصريحه: تدين حكومة الجمهورية العربية السورية بشدة ما قامت وتقوم به الإدارة الأمريكية من تقديم الدعم السري والعلني للتنظيمات الإرهابية بما في ذلك بشكل خاص ما تسمى "الخوذ البيضاء" وتطالب سوريا الإدارة الأمريكية باحترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب ووقف تمويل وتسليح "جبهة النصرة" والتنظيمات الإرهابية التابعة لها والتوقف فورا عن الاستثمار في الإرهاب.

وفي وقت سابق أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف حسام الدين آلا، أن الولايات المتحدة وبريطانيا أنشأتا ومولتا منظمة ما تسمى بـ"الخوذ البيضاء" لتكون بمثابة ذراع إنسانية مزعومة للتنظيمات الإرهابية في سوريا.

واضاف السفير آلا، ان في مقدمة هذه الجماعة ما يسمى بتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي ووكيلا ميدانيا لأجهزة استخبارات الدول التي أنشأتها ومولتها لافتا إلى أن واشنطن ولندن جعلتا من هذه المنظمة أداة رئيسية في الحملة الإعلامية ضد سوريا ومصدرا لفبركة الأكاذيب والاتهامات المتصلة بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق وجود الجماعات الإرهابية المسلحة.

وفي كلمة خلال ندوة مشتركة عقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف بالتعاون بين البعثتين الدائمتين للجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة بحضور مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة غينادي غاتيلوف بعنوان "الوضع الإنساني في سوريا تقارير شهود عيان" أوضح السفير آلا، أن تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب ومناطق الغوطة الشرقية من إرهابيي "جبهة النصرة" والمجموعات الإرهابية المتحالفة معه كشف بالوثائق والمعلومات العلاقة العضوية التي تربط منظمة "الخوذ البيضاء" بالمجموعات الإرهابية ودورها في فبركة مزاعم قصف المواقع المدنية واستخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق مختلفة من سوريا.

وقال السفير الا: إن طبيعة عمل هذه المنظمة لا تقوم على الاستجابة للبلاغات التي تردها عن الحوادث بل على توقيتات خاصة بها وعلى تنفيذ التعليمات التي تردها للتحرك.

ولفت مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى إلى أن مسارعة الدول المشغلة لمنظمة "الخوذ البيضاء" إلى إجلاء نحو 480 من عناصرها وعائلاتهم بعد انتهاء المهام الموكلة إليهم في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري جنوب سوريا وتهريبهم تحت جنح الظلام إلى الأردن عبر "إسرائيل" لإعادة توطينهم في دول أخرى جاءت لإخفاء تورطهم في فبركة الكثير من الاتهامات والحوادث المزعومة لاستخدام الأسلحة الكيميائية.

ونوه السفير آلا بأهمية هذه الندوة لفضح دور الدول الغربية في إنشاء هذه المنظمة والتسويق لعناصرها المرتبطين بالتنظيمات الإرهابية كأبطال إنسانيين مزيفين إلى درجة منحهم جائزة الأوسكار تقديرا لنجاحهم في إنجاز المهام الموكلة إليهم في فبركة وتسويق الأكاذيب واستخدامها في اتهامات للحكومة السورية في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن.

وأوضح السفير آلا أن المثير للسخرية هو عدم سماح الدول المشغلة لمنظمة "الخوذ البيضاء" للكثير من عناصرها الذين تم تهريبهم من سوريا بالدخول إلى أراضيها لمعرفتها بارتباطاتهم بالجماعات الإرهابية.

وأعرب السفير آلا عن الشكر والتقدير لروسيا الاتحادية على المبادرة لتنظيم الندوة ولمدير مؤسسة الدراسات الديمقراطية في الاتحاد الروسي مكسيم غريغورييف على مساهمته القيمة في الندوة والتي شملت عرضا لنتائج التحقيقات التي أجراها استنادا إلى مقابلات أجراها مع عناصر سابقين في منظمة "الخوذ البيضاء" وآخرين من عناصر المجموعات المسلحة الذين تمت تسوية أوضاعهم والذين أكدت شهاداتهم على العلاقة العضوية بين منظمة "الخوذ البيضاء" والمجموعات الإرهابية وعلى دورها في فبركة وترويج الأكاذيب والاتهامات الموجهة الى سوريا في المحافل الدولية.

بدوره أكد السفير غينادي غاتيلوف المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة في جنيف على أهمية الندوة في تعرية هذه المنظمة الإنسانية المزعومة والاستمرار في كشف الدور القذر الذي تقوم به محذرا من استمرارها بالقيام بأعمال إجرامية في بعض المناطق السورية.

وأوضح غاتيلوف أن الدول الغربية نكثت بوعودها لإخراج كل عناصر "الخوذ البيضاء" من سوريا لافتا إلى استمرار وجود العشرات منهم في الأردن دون البت في وجهتهم لأن الغرب خائف من استقبال هؤلاء بسبب إمكانية قيامهم بعمليات إرهابية هناك.

وحذر غاتيلوف من استمرار منظمة "الخوذ البيضاء" في التحضير لأعمال استفزازية جديدة باستخدام مواد كيميائية في منطقة خفض التصعيد في إدلب بهدف توجيه الاتهامات للحكومة السورية باستخدامها ضد المدنيين ولمنع عملية عسكرية محتملة تطلقها الحكومة السورية لإخراج الإرهابيين من إدلب، مشدداً على أهمية وجدية تلك المعلومات.

وخلال الندوة قدم مدير مؤسسة الدراسات الديمقراطية مكسيم غريغورييف عرضاً لمقابلات أجراها وفريقه في سوريا مع أكثر من مئة من شهود العيان بمن فيهم أربعون من عناصر "الخوذ البيضاء" وخمسون من السكان المحليين وخمسة عشر شخصاً كانوا سابقا في صفوف المجموعات الإرهابية ممن تمت تسوية أوضاعهم أوضحت في مجملها عدم انطباق معايير العمل الإنساني على ما تسمى "منظمة الخوذ البيضاء" بما فيها معايير الحياد والطبيعة التطوعية لعمل أعضائها إضافة الى كون مراكزها ومقراتها تابعة للتنظيمات الإرهابية.

وأكد غريغورييف أن نتائج عمله أظهرت كذلك انخراط "الخوذ البيضاء" في فبركة الأخبار والصور الكاذبة وتجارة الأعضاء البشرية وسرقة المواطنين والممتلكات العامة والانخراط بدور تخريبي ممنهج في سوريا لافتا إلى جود حسابات فيسبوك لعناصر من "الخوذ البيضاء" مع صور وشعارات تؤكد ارتباطهم بتنظيمي "داعش" والقاعدة الإرهابيين.

وأشار إلى أن "الخوذ البيضاء" تزعم بأن عناصرهم هم مجموعة من المتطوعين لكن الأبحاث تشير إلى حصولهم على رواتب شهرية وإلى مشاركة الكثيرين منهم في الأعمال العسكرية كمسلحين موضحاً أن تركيبة تنظيم "الخوذ البيضاء" تختلف كلياً عن أي منظمة إنسانية تعمل في المجال الإغاثي وتشبه التنظيم العسكري.