بومبيو الى لبنان.. ماذا يحمل في جعبته؟!

بومبيو الى لبنان.. ماذا يحمل في جعبته؟!
الأربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٩ - ١١:٠٣ بتوقيت غرينتش

هناك مسافة شاسعة بين الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، الى لبنان في العاشر من فبراير الماضي وبين الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى لبنان خلال اليومين المقبلين.

العالم - تقارير

حملت زيارة ظريف الى لبنان العديد من المشاريع الاقتصادية التي تهدف الى تنمية وتوسعة التجارة البينية بين ايران ولبنان، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني في بيروت، اكد ظريف ان بلاده على أتم الاستعداد لمساعدة لبنان في كافة المجالات المدنية والعسكرية، واضاف: ان التعاون الايجابي والبناء لا يرتد سلبا على اي طرف بل هو لمصلحة لبنان وايران والمنطقة ككل لافتا: لا نريد ان يشعر لبنان باي حرج جراء هذا التعاون ونحن على ثقة تامة بانه في نهاية الامر سنصل الى افضل نتيجة متوخاة.

ايران تتقدم بمشاريع اقتصادية للبنان

واعلن ظريف انه ابلغ الرئيس ميشال عون وبري : ان ايران لديها الاستعداد الدائم للتعاون مع لبنان في كافة المجالات الحيوية وهذا ياتي ضمن المصلحة الوطنية للبلدين".

في المقابل اعرب الرئيس اللبناني العماد ميشال عون عن امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من الجمهورية الاسلامية في ايران في المجالات كافة، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين.

اللبنانيون ايضا تفاعلوا مع زيارة ظريف الى بيروت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قالت زينة منصور في تغريدتها: "زيارة ظريف كانت لافتة في توقيتها قبال جلسة منح الثقة وبعد تشكيل الحكومة وفي ابعادها السياسية وفي العروضات الاقتصادية والعسكرية التي حملها ويبدو أنها طغت على زيارتين بعدها في الشكل والاساس، زيارة امين عام جامعة الدول العربية وزيارة الموفد الديوان الملكي السعودي " .

وفي تصريح ملفت لوزير الخارجية اللبناني خلال لقائه وزير الخارجية الايراني صرح جبران باسيل " إن "أي مساعدة عسكرية للبنان يجب أن تكون مقبولة في حال لم تكن مشروطة ولا تسبب ضرراً لمصلحة البلاد".

لاشروط لدى ايران على علاقتها مع لبنان

ايران لم تتقدم باي شرط بالنسبة الى تعاونها الاقتصادي مع لبنان ونشرنا تصريح ظريف الذي قال فيه "لا نريد ان يشعر لبنان باي حرج جراء هذا التعاون"، لكن لننظر ماذا كتبت الصحافة اللبنانية عن زيارة بومبيو الى لبنان والتهديدات الاميركية حتى قبل وصول بومبيو الى بيروت فقد كتبت صحيفة " Kataeb.org " الالكترونية اللبنانية "عشية وصوله الى بيروت... بومبيو يأمل بتغيير عون وباسيل مسارهما!".

بومبيو وبحسب الصحيفة فلن يكتفي بالنقد بل سيطلب من الرئيس اللبناني ووزير خارجيته تغيير مسارهما. واضافت الصحيفة: "وفي وقت استبعدت مصادر مطلعة عبر "المركزية" أي تغيير في موعد الزيارة، (زيارة بومبيو للبنان) كشفت أنه سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (في خطوة لم يقم بها ساترفيلد واعتبرت رسالة "شديدة اللهجة" من واشنطن إلى السلطات اللبنانية)، إضافة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل".

اشتراطات بومبيو وصلت لبنان قبل زيارته

وقد وصل التدخل الاميركي في الشأن اللبناني واشتراطاته الى درجة التدخل بمن يحق للبنان ان يقيم علاقة معه وبمن لايحق له ذلك ويصل الامر الى التهجم على تيار سياسي كبير في لبنان وما يمثله حزب الله من ثقل في البلد من اجل التضييق عليه وعدم السماح له بممارسة المزيد من النشاط السياسي.

وبحسب صحيفة "الديار" اللبنانية، فإن "وزير خارجية اميركا بومبيو سيطلب من كبار المسؤولين في لبنان اتخاذ موقف اكثر جدية وقوة حيال علاقة حزب الله مع ايران، وان تقوم الدولة اللبنانية بالاعلان انها لن تسمح بأي نشاط ايراني في لبنان وانها لن تقوم بالانفتاح اكثر على سوريا وقيادة الرئيس السوري بشار الاسد".

وتضيف الصحيفة ان الشيئ "الاساسي لدى بومبيو هو ابلاغ واشنطن لكبار المسؤولين اللبنانيين انه يجب محاصرة حزب الله كي لا يقع لبنان تحت عقوبات اميركية لا ترغب الولايات المتحدة بفرضها على لبنان كي يبقى الاستقرار ولا ينهار الوضع الاقتصادي لان الادارة الاميركية تعرف ان الاقتصاد اللبناني في وضع سيىء وعاطل جدا"، بحسب الصحيفة.

فواشنطن ليس فقط تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان وهو ما يعد انتهاكا للقرارات الدولية ولسيادة البلد بل هي تهدد لبنان اقتصاديا من مغبة السماح لحزب الله اللبناني بممارسة المزيد من النشاط السياسي على الساحة اللبنانية.

لماذا تخشى واشنطن نشاط حزب الله السياسي؟

من يستمع لتخرصات الاميركيين يزعم بان حزب الله متورط بنشاطات غير شرعية ومعادية لتطلعات الشعب والدولة، لكن المشروع الكبير الذي افتتح به حزب الله نشاطه السياسي بعد تشكيل الحكومة هو "مكافحة الفساد".. فلماذا يجب ان تكون الحكومة الاميركية متخوفة من مشروع حزب الله لمكافحة الفساد.. أليس السبب هو احتمال ان يكون اصدقاء اميركا في لبنان متورطون بعمليات فساد. .وان حملة حزب الله ستطيح بهم؟

وتنقل الديار عن مصدر دبلوماسي: ان عناوين اخرى تتفرع من النقاط السابقة، يريد الاميركي ابلاغ المسؤولين في لبنان بها، وان اي خروج عن هذه العناوين ستعرض لبنان لمشاكل عقوبات اميركية وهي: "ابلاغ المعنيين في لبنان عن مدى الانزعاج الاميركي في الدور الكبير الذي اعطي لحزب الله وحلفائه في الحكومة، وهذا الواقع المستجد - بالنسبة للاميركي - يجب مواجهته بما يؤدي الى اضعاف حزب الله ومحاصرته مالياً واقتصادياً".

اضافة الى هذا ستحاول واشنطن زرع الشقاق بين اللبنانيين وخلق بيئة للتصادم بين القوى السياسية المختلفة وتضيف الصحيفة ان زيارة بومبيو ستعمل على "اعادة "انعاش" دور حلفاء واشنطن في لبنان والطلب منهم اعادة ترتيب العلاقة فيما بينهم، ليشكلوا "رأس حربة" في مواجهة تنامي نفوذ حزب الله وحلفائه على كل المستويات"

وتتدخل واشنطن في علاقة لبنان بأصدقائه ودول الاقليم وتطلب من الحكومة "على لبنان عدم تجاوز العقوبات الاميركية المفروضة على ايران، ومنع اي شكل من اشكال العلاقة التي تشكل خرقاً لهذه العقوبات، وغير ذلك "فسبق الابتزاز والتهديد" هو البديل".

وتعبر واشنطن عن انزعاجها من العلاقات المتطورة بين لبنان وروسيا وتقول صحيفة الديار ان زيارة بومبيو تقوم بتوجيه "رسائل الى المسؤولين في لبنان عن مدى الانزعاج لدى الادارة الاميركية، من دخول الجانب الروسي قطاعات الاستثمار في لبنان، خاصة في قطاع النفط ان من خلال وجود احدى الشركات الروسية في "مثلث" الشركات التي جرى تلزيمها التنقيب عن النفط والغاز في «البلوكين 9 و4»، وان من خلال تلزيم معمل دير عمار لاحدى الشركات الروسية".

كل هذه الشروط والتهديدات تضعها واشنطن امام لبنان قبل الزيارة التي سيقوم بها مايك بومبيو، فماذا سيتأمل اللبنانيون من بومبيو غير بث الفرقة والاختلاف بين التيارات والقوى السياسية في البلاد وخلق بذور التصادم فيما بينهم من اجل جعل لبنان بيئة مناسبة للتنازع.. لا للتفاهم؟

*محمد طاهر