ثورة بحرينية ضد التطبيع

ثورة بحرينية ضد التطبيع
الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

عبر ناشطون من البحرين على تويتر عن غضبهم العارم من استضافة بلادهم لمتحدثين إسرائيليين في المؤتمر الدولي لريادة الأعمال 2019، والذي سينظم في المنامة من 15 إلى 18 نيسان/أبريل المقبل.

العالم- البحرين

وعبر وسمي "البحرين ترفض التطبيع" و "لا لدخول القتلة البحرين" اللذين تصدرا التريند البحريني بتويتر، هاجم النشطاء حكومتهم وعبروا عن رفضهم التام لأي شكل من أشكال التطبيع مع المحتل الاسرائيلي.

وارتفعت الأصوات الشعبية الرافضة لتواجد المتحدثات الإسرائيليات والاعتراف بالكيان الإسرائيلي، على الرغم من توجه شخصيات بحرينية مؤخراً للتواصل بشكل علني مع تل أبيب.

وقد كشفت القناة الإسرائيلية الـ13 الشهر الماضى في تقرير عن البدايات الأولى لأسرار العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والبحرين، والرسائل السرية التي أرادت المملكة الخليجية نقلها لدولة الاحتلال.

وقال باراك رافيد المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية إنه عشية الانتخابات الإسرائيلية يبدو نتنياهو معنياً أكثر من أي وقت مضى بإبلاغ الجمهور الإسرائيلي عن إنجازاته في العالم العربي، مؤكدا ان: نتنياهو يضع الآن البحرين على رأس أجندته في الزيارة التالية، حيث يعمل على إنجاح الزيارة مع مستشاريه منذ أشهر طويلة، ويبقى السؤال: هل يمنح ملك البحرين نتنياهو هذه الجائزة بتسهيل زيارته للبحرين على خلفية الانتخابات والتحقيقات الجارية ضده؟

وأدان تيار الوفاء الإسلامي في البحرين مشاركة متحدثين من الكيان الصهيوني في الفعالية التي يشرف عليها ولي عهد البحرين، معتبراً هذه الخطوة الخطيرة متقدمة في مشروع التطبيع مع العدو الاسرائيلي داعيا في بيان له إلى مواجهة هذه الخطوة سياسياً وإعلامياً وميدانياً بكل السبل والوسائل المشروعة.

كما أكدت الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، على أن: مشاركة شخصيات من العدو الصهيوني في مؤتمر لريادة الأعمال بالبحرين يعتبر تطبيع مع كيان محتل لفلسطين مشددة في سلسلة تغريدات نشرتها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على وجوب مقاطعة هذا المؤتمر .

ونشرت الجمعية البحرينية صورة للمشاركين الإسرائيليين الأربعة في المؤتمر، مرفقة إياها بعبارة: "غير مرحب بكم في البحرين".

والمؤتمر الدولي السنوي هو من تنظيم صندوق العمل (تمكين)، وسيعقد في نسخته الحادية عشرة، ويعقد لأول مرة في البحرين، ومن المقرر أن يشارك فيه عدد من الخبراء ورواد الأعمال والمعنيين بالشأن الاقتصادي من مختلف دول العالم، للوقوف على آخر المستجدات التنموية في قطاع ريادة الأعمال وبحث سبل وفرص تنمية هذا القطاع وأطره التنظيمية على المستوى الدولي.

كما دعت المتحدثين من البحرين والكويت والسعودية والمغرب واليمن والسودان إلى مطالبة إدارة المؤتمر بإلغاء دعوة وفقرة الاحتلال الإسرائيلي أو أن يكون لهم وقفة شرف تسجل في التاريخ بالانسحاب ورفض الحضور مع الاحتلال.

ووفق لائحة المتحدثين التي نشرت على الموقع الخاص بالمؤتمر ، فقد تبين أن كلاً من المدير التنفيذي في "فورم أوف إسرائيل"، إيلا ماتالون، ونائب رئيس هئية الابتكار ورئيس قسم بدء التشغيل آنيا ألدان، والمؤسس والرئيس التنفيذي لراشيب راشيلي غانوت، والمؤسس المشارك في "ألفا أوميغا" ريم يونس، سيكونون من المشاركين.

ولم تصدر السلطات البحرينية تعقيبا على هذه، والمنامة لا تقيم علاقات دبلوماسية علنية مع تل أبيب، وباستثناء مصر والأردن لا تقيم الدول العربية علاقات دبلوماسية علنية مع "إسرائيل".

إلا ان عدم اقامة علاقات دبلوماسية علنية لم يمنع الدول العربية من التسارع على التطبيع مع دولة الاحتلال الذي تفاقم مؤخرا ، عبر مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية، مثل الإمارات، في حين تتحدث تقارير عن علاقات سرية وطيدة مع السعودية.

وكانت هيئة البث الإسرائيلي "مكان"، ذكرت أن وزير اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين، تلقى دعوة رسمية لزيارة البحرين منتصف أبريل المقبل للمشاركة في مؤتمر عالمي على مستوى وزراء حول دول الستارت أب الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار ينظمه البنك الدولي.

كما شهد مؤتمر وارسو لـ"السلام والأمن بالشرق الأوسط"، في فبراير الماضي، جلوس نتنياهو إلى جانب وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، قبل أن يجاوره في جلسة لاحقة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، بحضور وزراء دول عربية أخرى.

وفي نوفمبر الماضي ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن مملكة البحرين تجري حوارا سريا مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بين الجانبين.

والتقى سفيرا الإمارات والبحرين، يوسف العتيبة، وعبد الله بن راشد آل خليفة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مطعم راقٍ بواشنطن، في مارس الماضي، وناقشا معه العلاقات الثنائية.

وفي 17 مايو 2017 جاء أوضح دليل على تداخل المصالح مع "إسرائيل" على لسان مسئولين في البحرين عندما تحدث وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بعد إطلاق الصواريخ من سوريا.

وفي أواخر عام 2017 ، عندما أعلن ترامب عن قرار نقل السفارة الأمريكية في "إسرائيل" من تل أبيب إلى القدس اعتبر وزير الخارجية البحريني انه "ليس من المفيد اختيار قتال مع الولايات المتحدة حول القضايا الجانبية بينما نحارب معاً الخطر الإيراني".

ويتفاخر نتنياهو كثيراً بما يقول إنه تطور في العلاقات بين "إسرائيل" ودول عربية، في حين ما يزال الوضع مع الفلسطينيين دون تغيير.

ورسمياً ترتبط دولة الاحتلال بعلاقات دبلوماسية فقط مع الأردن ومصر، وكانت تحرص دائماً على إخفاء أسماء الدول العربية التي تُقيم علاقات سياسية واقتصادية أو أمنية معها؛ خوفاً من المواقف الشعبية الغاضبة، لكن نتنياهو أكد عدة مرات مؤخراً وجود نية حقيقية من دول عربية (لم يسمها) للدخول بعلاقات رسمية ومكشوفة مع دولة الاحتلال.