الجولان السوري "هدية" ترامب لنتنياهو في الانتخابات

الجولان السوري
الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

اثار قرار رئيس الادارة الامريكية دونالد ترامب باعتراف بلاده بسيادة الكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان السوري المحتل موجة من ردود الفعل العربية والدولية الرافضة لهذا القرار المخالف للقرارت الدولية .

العالم - تقارير

لقد اختار الرئيس الامريكي ترامب هذا التوقيت بالذات لاعلان ان الجولان السوري المحتل تابع للكيان الصهيوني ليكون بمثابة هدية ترامب لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الانتخابات التي مزمع اقامتها قريبا في الكيان وذلك ليحسن صورة نتنياهو امام الناخبين خصوصا وان شعبيته في تضاؤل مستمر.

لذلك خرج علينا الرئيس "المغرد" ترامب وكتب على تويتر "بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية (للكيان)الاسرائيلي والاستقرار الإقليمي!".

هذه الكلمات التي صدرت عن ترامب ضربت بعرض الحائط كل القرارات الدولية التي تؤكد سورية هضبة الجولان وتعتبر استيلاء الكيان الصهيوني عليها احتلالا، واثار هذا القرار غير الشرعي العديد من ردود الفعل الرافضة له.فلم يرحب بها سوى كيان الاحتلال الصهيوني المستفيد من مثل هذه قرارات.

وحول ردود الفعل الدولية فقد قالت المتحدثة الرسمية باسم الاتحاد الأوروبي إن "الاتحاد لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوری المحتل"

وأعلنت مايا كوسيانتشيتش، المتحدثة باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، أن "موقف الاتحاد الأوروبي" إزاء انتماء مرتفعات الجولان" لم يتغير وأنه، "بموجب القانون الدولي، لا يعترف بسيادة "إسرائيل" على الأراضي التي احتلتها في عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية

وكانت فرنسا والمانيا من اولى الدول الاوروبية التي اعلنتا رفضها لهذا القرار. من جانبه شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن بلاده لن تسمح بشرعنة الاحتلال الإسرائيلي في الجولان.

بدورها اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موقفها من مرتفعات الجولان لا يزال ثابتا، مضيفة أن موسكو تعتبرها أرضا سورية احتلتها الكيان الصهيوني.

وأضاف البيان الصادر عن الخارجية الروسية أن موسكو لا تزال تتمسك بالقرار الأممي رقم 494 لعام 1981 الذي يعتبر قرار "إسرائيل" بنشر قوانينها وسيادتها على هذه الأراضي السورية غير شرعي وليس له أي قوة قانونية.

وتابع: "تتمسك الأغلبية الساحقة من أعضاء المجتمع الدولي بهذا الموقف أيضا. ولتأكيد ذلك يتخذ سنويا قرار دولي حول "مرتفعات الجولان السورية"، وذلك في إطار بحث البند الـ55 لجدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ايران ايضا اتخذت موقف رافضا لهذا القرار الامريكي حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان القرارات الشخصية وغير المدروسة لترامب ستسوق منطقة الشرق الاوسط الحساسة الى ازمات متعاقبة جديدة.

واكد مساعد رئيس مجلس الشورى الاسلامي للشؤون الدولية،حسين امير عبداللهيان، علی أن مرتفعات الجولان جزء لا يتجزأ من سوريا، وستعود إلى وطنها الأم، مشددا على ان الصهاينة لن يكون لهم مكان في المنطقة.

وقال امير عبداللهيان في تغريدة على صفحته في موقع تويتر: تعد مرتفعات الجولان جزءًا لا يتجزأ من سوريا، وستعود الى الوطن الرئيس، وان الصهاينة الغاصبين والمحتلين والارهابيين لن يكون لهم مكان في مستقبل المنطقة. وعلى ترامب أن يعلم ان المستقبل بالتأكيد هو للشعب الفلسطيني وأرض فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.

وتناسق هذا الراي مع راي جميع الدول العربية حيث اكدت كل من مصر والاردن على سورية هضبة الجولان ،فيما أعربت دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي، اليوم الجمعة، عن أسفها لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن الجولان السوري المحتل.

سوريا صاحبة الارض وهي التي يسعى الامريكان للتعدي عليها وجهت عن طريق وزارة الخارجية والمغتربين رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن حول التصريحات الخطيرة والمشؤومة وغير المسؤولة التي تهدد الأمن والسلم والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم والتي صدرت يوم أمس الخميس عن دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وما سبقها من تصريحات لاعضاء الكونغرس الأميركي ومواقف لمسؤولين في الإدارة الأميركية بخصوص وضع الجولان العربي السوري المحتل.

وشددت الخارجية على ان الادارة الاميركية بحماقتها وغطرستها لا تمتلك اي حق او ولاية في ان تقرر مصير الجولان العربي السوري المحتل وأن أي اعتراف منها أو أي إجراء ينطوي على الاعتداء على حق الجمهورية العربية السورية في استعادة تلك الارض المحتلة وسيادتها عليها هو عمل غير شرعي لا أثر له وهو اخلال بالتزامات الولايات المتحدة الاميركية كعضو دائم في مجلس الامن وهذا مركز لا تستحقه تجاه احكام الميثاق ومبادىء القانون الدولي.

وطالبت من الأمين العام للأمم المتحدة أن يصدر موقفا رسميا لا لبس فيه يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الأممية تجاه قضية الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري.

وخرج مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ليؤكد ادانه الحكومة السورية لتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير المسؤول حول الجولان السوري المحتل.

وقال الجعفري خلال مؤتمر صحفي إن تصريحات ترامب حول الجولان السوري المحتل لن تغير من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا، مضيفا أن الإدارة الأمريكية لا تملك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان السوري المحتل.

وطالب الجعفري الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة تصريحات ترامب واتخاذ خطوات فعلية للحفاظ على مبادئ الأمم المتحدة والقرارات الدولية، مؤكدا أن أي اعتراف أو إجراء من الولايات المتحدة الأمريكية حول الجولان السوري المحتل عمل غير شرعي ولا قيمة له.