حرب محتملة على غزة قريبا

حرب محتملة على غزة قريبا
الثلاثاء ٠٢ أبريل ٢٠١٩ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

العالم- فلسطين

مع إقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلي التي تجرى (9 إبريل/ نيسان)، يعتقد بعض الخبراء بأن الكيان الصهيوني قد يقوم بشن عدوان عسكري جديد على غزة بعد إجراء الإنتخابات.

يعتقد المفكر العربي والمحلل السياسي عزمي بشارة، بأن "اليمين الإسرائيلي لن يخسر في الكيان الإسرائيلي مثلما يتوهّم (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس" في انتخابات الكنيست، وأنه سيحكم بكل الأحوال، أكان الفوز عددياً من نصيب الليكود وحلفائه، أو معسكر الجنرالات، نافياً وجود أي احتمال جدي لانتصار معسكر "اليسار" (الصهيوني) والوسط الذي سيضطر إلى التحالف مع اليمين، على أشكاله وأنواعه (ديني أو علماني)، في حال فاز مرشحوه، ليتمكن من تأليف حكومة.

وحذر من أنه بعد ذلك الاستحقاق، قد تحصل حرب إسرائيلية شاملة على غزة لكسر معادلة الردع الموجودة في القطاع المحاصر، فضلاً عن توزيعه مسؤوليات الانقسام الفلسطيني على السلطة بين "فتح" و"حماس".

وبرأي بشارة، الجنرالات (الذي يتجمعون اليوم في التحالف الانتخابي الذي يتصدره رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، بني غانتس) "قد يكونون أكثر تشدداً تجاه غزة وأكثر اعتدالاً تجاه السلطة الفلسطينية".

وحول موضوع التصعيد العسكري الأخير ضد قطاع غزة، اعتبر بشارة، مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، أن المقاومة الفلسطينية غير معنية بالحرب، بل بفك الحصار. ورأى أنه "بغضّ النظر عن الصاروخ الأخير (الذي سقط شمال تل أبيب الأسبوع الماضي)، أكان أُطلق عن طريق الخطأ أو خلاف ذلك، فالمقاومة لم تعد تقبل بأن يبقى الحصار على حاله وأن تظل التزامات ما بعد حرب 2014 بلا تنفيذ".

وأشار إلى أن فصائل غزة تُتقن "لعبة الشد والرخي"، وتعرف أن نتنياهو عشية الانتخابات "لا يستطيع أن يصمت تجاه المقاومة، ولا أن يندفع حربياً خشية تكبّد خسائر كبيرة قد تغير المعادلة الانتخابية". ولفت إلى أن انضباط فصائل المقاومة في الجولة الأخيرة من التصعيد، "حال دون امتداد القصف إلى حرب حقيقية شاملة".

لكنه حذّر، في المقابل، من أنه "لاحقاً، أي بعد انتخابات إسرائيل، قد ينشأ وضع عدم استعداد إسرائيلي بأن تبقى غزة مسلحة بهذا الشكل الرادع، وقد تحصل حرب حقيقية شاملة".

هذا وقلل مسؤولون إسرائيليون، بينهم عسكريون، قبل أسابيع، من أهمية شنّ حرب رابعة على قطاع غزة، بعدما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان توعّدا غزة بالرد على استمرار مسيرات العودة وإطلاق بالونات حارقة.

كما قال وزير الاستيطان في الكيان الصهيوني، يوآف غالنت «علينا التفكير 10 مرات قبل أن نصل إلى الحرب» إذ «يجب أن تكون خياراً أخيراً فقط». واعتبر أن البديل عنها يكون «بخلق ظروف أفضل في قطاع غزة» لأن «ضربه سيجعله يتدهور أكثر، ما سيدخلنا في مواجهة أخرى».

وبحسب المصادر الصهيونية، إن الجيش الإسرائيلي، يفضّل تأجيل المواجهة مع غزة، إذ «أوصى قيادته السياسية خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت) الشهر الماضي، بالامتناع عن أي مواجهة عسكرية في قطاع غزة قبل نهاية العام 2019، حتى يكتمل بناء العائق الذي سيحيّد الأنفاق الهجومية لحركة حماس».

من جهة أخرى، يرى بعض المسؤولين الإسرائيليين أن الأولوية العسكرية يجب أن تنصبّ على الجبهة الشمالية، خصوصاً في الجولان المحتل.

كما صرح، رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت « أن سورية هي الجبهة الأخطر على إسرائيل، وأن الاهتمام العملي للجيش يجب أن ينصبّ على جبهة الجولان"، ووافقه الرأي وزير الاستخبارات عضو الكابينت يسرائيل كاتس.

مع ذلك يبدو أن احتمال اندلاع حرب في قطاع غزة خلال عام 2019 الجاري، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال "كبير".

كما قال محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام إن 2018 كانت سنة تصعيد في قطاع غزّة، بعد ثلاث سنوات من الصمت منذ انتهاء عدوان العام 2014".

وأوضح أنه "أن احتمال مواجهة عسكريّة في القطاع العام الجاري "كبير جدًا"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن غزة وحركة حماس "ليسا التهديد المركزي لإسرائيل اليوم، ولكن، مثل السنوات السابقة، فإن الجبهة الجنوبيّة تشكّل خطر الاشتعال الأكبر".

وعلى رغم الأجواء المشككة بحرب جديدة ضد غزة في المستقبل القريب، الا أن حركتا «حماس» و «الجهاد الإسلامي» أبدتا استعدادهما لخوض مواجهة. وأكدت «حماس» مرات عدة بأن تهديدات الإحتلال لن تخيف أبناء شعب فلسطين ولن تكسر إرادتهم.

وساندتها «الجهاد» في موقفها دائما بأن «الشعب الفلسطيني لن يركع أمام تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ولن يتنازل عن حقه في الحياة».