شاهد.. قصة ماء الزهر وطريقة عمله في تونس

الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٩ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

جني وتقطير زهر النارنج حدث سنوي وعادة قديمة يمارسها التونسيون منذ خمسة قرون ، وفضلا عن رمزيتها بالنسبة لهم فهي تخلق حركة تجارية وثقافية هامة وخاصة في محافظة نابل.

العالم - منوعات

النارنج شجرة معمرة دائمة الخضرة تنتمي إلى جنس الحمضيات من الفصيلة السذابية. يعود أصلها إلى الصين. كما عرفت واشتهرت في سوريا حيث نقلها العرب من دمشق إلى الأندلس مثلما نقلها الصينيون إلى فرنسا وإيطاليا.

والى تونس حيث أسهم الأندلسيون الذين حلّوا بها في القرن الـ15 الميلادي في تطوير هذه الزراعة وخصوصا في محافظة نابل، ونقلوا إلى التونسيين طرق تقطير أزهار الشجرة ذات الرائحة الذكية لاستخراج ماء الزهر منها والزيوت التي تستخدم في المأكولات والحلويات وفي صناعة المواد الطبية ومواد التجميل والعطور.

وقال احد العاملين في المجال " نجمعه ونقطره منه ونخرج منه الزيت ويتم توريده للخارج".

خمسة قرون ولا يزال سكان نابل بمختلف مدنها ومناطقها متشبثين بعادة تقطير الزهر الذي بات له رمزية كبيرة في حياتهم. وتعد منطقة بني خيار الأولى في تقطير الزهر على المستوى الجهوي والوطني وتساهم بنسبة خمسين بالمئة من الانتاج المحلي . وفضلا عن اعتبار جني وتقطير الزهر حدثا سنويا ومن أهم العادات القديمة التي يسعى الأهالي للمحافظة عليها يساهم الموسم في إضفاء حركة تجارية وثقافية كبيرة على المنطقة. اما غالبية التونسيين فيفضلون ماء الزهر الذي تقطّره ربّات البيوت في المنازل بواسطة القطّار التقليدي عن المقطّر في المصانع.

وقالت ربة بيت " اناس كثيرون يعرفوني ويقطرون عندي الشئ الجميل في القطار اننا كنا نقطر بالحطب انا وحماتي الان نقطر بالجاز".

يشار اخيرا الى ان تقطير طن واحد من أزهار النارنج بالطريقة الآلية يوفر حوالي ستمائة لتر من ماء الزهر وكيلوغراما واحدا من زيت النيرولي النّادر الذي يستخدم في صناعة أرقى أنواع العطور في العالم وفي حين وصل سعر الوزنة اي اربعة كيلوغرامات من الزهر الى خمسة وعشرين دولارا يصل سعر الكيلوغرام الواحد من زيت النيرولي يصل إلى أكثر من خمسة آلاف يورو.