مجزرة أسطول الحرية 'مرمرة' تعود للواجهة من جديد

مجزرة أسطول الحرية 'مرمرة' تعود للواجهة من جديد
الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٩ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة الشريك المؤسس في تحالف أسطول الحرية، أن محكمة الجنايات الدولية في لاهاي (هولندا) ستعقد جلسة استماع شفهية وعلنية، الأربعاء المقبل، بشأن القضية المرفوعة على كيان الاحتلال لجريمته بحق أسطول الحرية عام 2010.

العالم - تقارير

وقالت اللجنة الدولية في تصريح صحفي اليوم الاثنين: إن الجلسة ستعقد بحضور خمسة من قضاة غرفة الاستئناف الذين سيستمعون لأطراف القضية، وينظرون بقرار المدعية العامة الرافض لفتح التحقيق حتى الآن.

وعدّت اللجنة الدولية أن انعقاد جلسة الاستماع في غاية الأهمية، وتأتي ثمرة لجهود الفريق القانوني لتحالف أسطول الحرية المكلف من مؤسسة ihh التركية (المالكة لسفينة مافي مرمرة والعضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية).

ومجزرة "أسطول الحرية" هي اعتداء عسكري قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي وأطلقت عليه اسم عملية نسيم البحر أو عملية رياح السماء مستهدفةً به نشطاء سلام على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية، حيث اقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية كبرى سفن القافلة "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنًا من حركة غزة الحرة (معظمهم من الأتراك) داخل المياه الدولية.

وقعت تلك الأحداث فجر يوم 31 مايو، 2010 في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط. وقد وصفت بأنها مجزرة، وجريمة، وإرهاب دولة، ونفذت هذه العملية باستخدام الرصاص الحي والغاز. وقد نظمت حركة غزة الحرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية أسطول الحرية وحملته بالبضائع والمستلزمات الطبية ومواد البناء مخططة لكسر حصار غزة، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، وتقل 633 شخصًا من 37 بلدًا وبعض المصادر تقول أن عدد النشطاء هو 750 ناشطًا من 50 بلدًا.

قوبل هذا الهجوم بنقد دولي على نطاق واسع، وطالب مسؤولون من أنحاء العالم من الأمم المتحدة بإجراء تحقيق. وألغى رئيس وزراء الإسرائيلي رحلته إلى الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن يلتقي فيها باراك اوباما، وعاد إلى الاراضي المحتلة من كندا.

رفض كيان الاحتلال دعوات من الأمم المتحدة والحكومات في جميع أنحاء العالم من أجل إجراء تحقيق دولي في الاعتداء على الاسطول المحمل بالمعونات المرسلة إلى غزة.

في 22 مارس 2013 قدم رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال مكالمة هاتفية على الهجوم واعترف بحدوث «بعض الأخطاء العملية» وتعهد بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونياً. واتفق الجانبان على تبادل السفراء وتطبيع العلاقات، وذلك خلال مكالمة هاتفية شجع عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى الاراضي المحتلة في تلك الفترة.

الى ذلك تواصلت الاستعدادات آنذاك في قطاع غزة لاستقبال القافلة التي كانت تسعى لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، حيث قامت لجنة استقبال "سفن كسر الحصار"، التابعة لحركة حماس باستكمال الاستعدادات في مرفأ الصيد الصغير، غرب مدينة غزة لاستقبال هذه السفن. وقد كان من المُخطط أن ينطلق حوالي 100 قارب فلسطيني لاستقبال الأسطول في عُرض البحر.

وقد طالب إسماعيل هنية القيادي الكبير في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، المجتمع الدولي بمساندة السفن المتجهة إلى غزة.

وقال هنية في كلمة له خلال حفل افتتاح مرفأ الصيادين في غزة بعد تجهيزه لاستقبال السفن: «نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وأحرار العالم، أن يقفوا إلى جانب القافلة، وأن يتصدوا لعربدة الاحتلال في البحر، وأن يساندوا أبناء الشعب الفلسطيني في غزة».

وأضاف هنية: «الحصار سوف يكسر إن وصلت هذه القافلة إلى غزة، إن وصلت القافلة، فسيكون ذلك نصرا لغزة ومن في القافلة»، وتابع: «إن تعرض لها الصهاينة ومارسوا إرهابهم، فهو نصر لغزة والقافلة، لأنها ستصبح فضيحة سياسية وإعلامية دولية، وستحرك من جديد قوافل أخرى لكسر الحصار».

في غضون ذلك وصف مراقبون حادثة “مافي مرمرة” بأنها “نقطة التحول” التي أحدثت التغيير في سنوات الحصار الإسرائيلي.

ويقول رامي عبده، رئيس المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان، إن “سفينة مرمرة استطاعت أن تكسر الحصار الإسرائيلي بالرغم من عدم وصولها إلى قطاع غزة”.

ويضيف عبده، أن “هذه السفينة كانت سبباً في إجبار كيان الاحتلال، ودفعها للتخفيف من الحصار على غزة”.

ويتابع “الدم التركي وما قدمه المتضامنون من تضحيات، أجبر المجتمع الدولي على اتخاذ مواقف أكثر جرأة، تطالب إسرائيل بالتخفيف عن معاناة قرابة مليوني فلسطيني يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم”.

ويؤكد عبده أن “مرمرة أعطت دفعة قوية للعالم بضرورة التضامن مع غزة، والعمل على كسر الحصار عنها عبر تسيير السفن البحرية إليها”.

وكان كيان الاحتلال اعترض يوم 29 يونيو/ حزيران 2015، سفينة “ماريان” إحدى سفن “أسطول الحرية 3″ القادمة إلى القطاع بهدف كسر الحصار، وعزت إيقاف السفينة بأن غزة لا تخضع لأي حصار.

ويرى عبده، أن غزة تحتاج إلى تأسيس مفاهيم جديدة للتضامن، والعمل على كسر الحصار القاسي المفروض عليها منذ أكثر من عشر سنوات، معتبراً أن السفينة التركية كانت “بداية هذه المفاهيم”.

ويحيي الفلسطينيون بقطاع غزة في كل عام، ذكرى الاعتداء الإسرائيلي على “مافي مرمرة” عبر إلقاء الزهور في البحر عرفاناً وتقديراً للمتضامنين الأتراك الذين ضحوا بأرواحهم لأجل إيصال صوت غزة إلى العالم.

تصنيف :