العالم - إیران
بين الحرب واللاحرب ثمة ميدان واسع خلق بيئة هامة لدعايات التهويل وإضفاء المزيد من أجواء التوتر في المنطقة، على خلفية التصعيد الأميركي الأخير.
وضمن مسار التهويل، يأتي إعلان شركة إكسون موبيل بإجلاء جميع موظفيها الأجانب من حقل غرب القرنة واحد النفطي جنوب العراق، التي تمت على عدة مراحل في وقت متأخر من الجمعة.
وضمن تلك الأجواء أيضاً أصدرت إدارة الطيران الأميركية تحذيراً للخطوط الجوية التجارية بتوخي الحذر أثناء تحليقها فوق مياه الخليج الفارسي وخليج عمان، في خطوة ربطتها الإدارة بتزايد الأنشطة العسكرية في المنطقة.
كما انفردت صحيفة الشرق الأوسط السعودية بنشر خبر مفاده أن السعودية وعدد من دول مجلس التعاون وافقوا على طلب من واشنطن لإعادة انتشار قوات عسكرية أميركية في مياه الخليج الفارسي، وعلى أراضي تلك الدول.
بالمقابل ذكرت وسائل إعلام أميركية أن اجتماعاً عُقد في مقر القيادة المركزية الأميركية في البحرين، ضم رؤساء القوات البحرية وكبار القادة العسكريين في دول مجلس التعاون للتباحث في التطورات الأخيرة.
يأتي هذا في وقت أعرب فيه نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، عن قلق بلاده من ما أسماه بالوضع الملتهب في الخليج الفارسي، مؤكدا أن حكومة بلاده تستعد لأي تطورات محتملة.
ووسط هذه الأجواء والمواقف يصبح السؤال المطروح اليوم هو "هل وصلت الأمور بين إيران وأميركا إلى حرب محتمة؟"
في الأصل، يؤشر الانقسام داخل إدارة الرئيس ترامب على تخبط واشنطن في مقاربة هذه المسألة، لا سيما وفشل الضغوطات العسكرية والاقتصادية الأميركية على إيران.
كما يقرأ من خلال مواقف ترامب المتلاحقة عدم رغبته بخوض أية مواجهة عسكرية مع طهران، وهو الذي اتهم في تغريدة له وسائل الإعلام ببث أخبار كاذبة من شأنها تشويش الوضع الحالي ودفعه إلى مزيد من التوتر.
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن بولتون وبومبيو وهما من الصقور يدفعان ترامب باتجاه المواجهة مع إيران، فصعود بولتون إلى أعلى مناصب صناعة القرار في السياسة الأميركية أدى إلى التوتر الحالي في التعامل مع إيران، بحسب نيوروك تايمز التي كانت أشارت إلى أن ترامب أرسل رسالة إلى مساعديه الصقور بأنه لا يريد أن تنفجر حملة الضغط الأميركية المكثفة ضد الإيرانيين إلى صراع مفتوح.
وما يصب في دائرة التهدئة والحد من التوتر مواقف إيرانية عدة، آخرها ما قاله وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الذي أبدى اعتقاده أن الحرب لن تندلع في المنطقة لأن طهران لا تريد الصراع، مؤكداً أنه ليس بإمكان أي دولة مواجهة الجمهورية الإسلامية.
تفاصيل أكثر في الفيديو المرفق..