جرائم الاحتلال بحق الاقصى والفلسطينيين في رمضان

جرائم الاحتلال بحق الاقصى والفلسطينيين في رمضان
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٩ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

تتواصل انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الاعزل، حيث أخرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل منتصف ليل السبت – الأحد، جميع المعتكفين بالقوة من المسجد الأقصى المبارك، وتعتزم منع الاعتكاف داخل المسجد الأقصى، وقصره على العشر الأواخر من شهر رمضان.

العالم - تقارير

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، المسجد الأقصى المبارك، وأخرجت الفلسطينيين المعتكفين فيه بالقوة.

وتصدى المصلون في المسجد الاقصى لعناصر شرطة الاحتلال التي حاولت اقتحام مصلى "الأقصى القديم" في المسجد الأقصى المبارك، بأحذيتهم. وبحسب شهود عيان، فإن أفراد من شرطة الاحتلال وخلال جولتها في المسجد الأقصى المبارك، حاولت اقتحام "الأقصى القديم" دون خلع الاحذية، وتصدى لهم العشرات من المصلين ، وتم منعهم من الدخول.

وانتشر عناصر الشرطة الاسرائيلية في باحات واروقة المسجد الاقصى وقاموا بتصوير المصلين .

وأكدت مصادر محلية أن شرطة الاحتلال قامت بإجلاء المصلين من باحات الأقصى، مشيرة إلى أنها تبحث عن اخرين بالمصليات لطردهم.

وأدى آلاف المصلين من القدس المحتلة وخارجها، صلوات المغرب والعشاء وقيام الليل برحاب المسجد الأقصى المبارك وسط حركة نشطة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة ومحيطها.

ومئات المواطنين الفلسطينيين تناولوا الإفطار في باحات المسجد المبارك، في حين تضاعف عدد المصلين في صلاتي العشاء والليل، وانتشر المصلون في مُصليات المسجد ولواوينه وباحاته المختلفة متحدين كيان الاحتلال وقواته.

وفي السياق ذاته، قاد وزير الزراعة في حكومة الاحتلال، صباح اليوم الأحد، اقتحاما للمسجد الأقصى المبارك، عبر باب المغاربة، بحراسة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة.

وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أن وزير الزراعة في حكومة الاحتلال "أوري ارئيل" برفقة 17 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى وجالوا في ساحاته.

الى ذلك، هزت قصة وفاة الطفلة الفلسطينية "عائشة اللولو" المؤلمة، المجتمع الفلسطيني،الطفلة التي خاضت معركة المرض وحيدة وبعيدة عن ذويها، الأمر الذي يتناقض مع الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والحق في الصحة والوصول إلى الخدمات الصحية بشكل آمن ولا يفعله سوى كيان غاصب ومحتل كـ"اسرائيل".

وقالت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية، مي الكيلة، في بيان صحفي، تعليقا على وفاة الطفلة عائشة في قطاع غزة، إن معاناة الطفلة عائشة اللولو، 5 سنوات، وحرمانها من مرافقة والديها لها أثناء علاجها تجسد ظلم "إسرائيل" ومعاناة الشعب الفلسطيني بأسره.

وأضافت الوزيرة: "كيف لطفلة أن تسافر وحيدة عبر الحواجز الإسرائيلية دون مرافقة أم أو أب أو أخ لإعطائها الطمأنينة والحنان، ولتقديم الدعم النفسي خلال مرحلة العلاج؟"

وتابعت الكيلة قائلة: "عائشة بكت بمرارة قبل العملية (التي أجريت لها في مستشفيات القدس لاستئصال ورم في الدماغ) تريد أمها ولم تجدها، لأن "إسرائيل" حرمتها من تصريح المرور من غزة إلى مدينة القدس، فخاضت العملية الجراحية في رأسها وحيدة، لكن كانت بجوارها سيدة فلسطينية فاضلة تطوعت لتكون بجانبها".

ادانة والدة الشهيد أشرف نعالوة

من الطفلة عائشة الى والدة الشهيد أشرف نعالوة، "وفاء نعالوة"، حيث جاء في لائحة الاتهام وقرار الإدانة الجديد اتهام السيدة وفاء نعالوة بـ"عدم منع نجلها من تنفيذ العملية" التي قَتل خلالها مستوطنين اثنين في مجمع بركان الصناعي الاستيطاني قرب سلفيت، وسردت المحكمة أن أشرف أبلغ والدته قبل استشهاده أنه ينوي تنفيذ عملية، وأن والدة الشهيد لم تفعل ما يمكن لمنع ابنها من ذلك.

وكانت المحكمة ذاتها قررت في (13-3-2019) الإفراج عن وفاء نعالوة بشرط الحبس المنزلي في بيت ابنتها، ودفع غرامة مالية قدرها 30 ألف شيقل، ولكن نيابة الاحتلال استأنفت على قرار الإفراج فأُلغي.

وعكست تصريحات النيابة العسكرية الصهيونية إشارات انتقامية أكثر منها قانونية، حيث قال المدعي العام في جلسة المحكمة، ردا على قرار الاستئناف بالإفراج: "لا أريد أن أذكركم مرة أخرى كم استغرقنا من الوقت للوصول لأشرف نعالوة".

ويحاكم أمجد -شقيق الشهيد أشرف- مع والدته في القضية ذاتها؛ إمعانا في توسيع دائرة الانتقام من العائلة حيث يواجه كلاهما التهمة ذاتها.

وقال المحامي الصهيوني "حاييم بليشر": إن "قرار المحكمة بترك الاثنين داخل السجن قرار صائب، ويجب أن يشمل العقاب ليس فقط أمه وشقيقه، بل العشرات من عائلته والداعمين له والمؤيدين لفعله".

ويعلق السيد غسان مهداوي -شقيق الأسيرة وفاء نعالوة للمركز الفلسطيني للإعلام على القرار: "ما يجرى هو إجراء انتقامي؛ حيث تسعى سلطات الاحتلال لإلصاق تهمة بها من أجل إرضاء عائلات القتلى من المستوطنين. هذا انتقام وليس محاكمة قانونية".

وأضاف: "من غير الواضح ما هي الأحكام التي سوف تبنى على قرارات كهذه، ولكنها تشير إلى السيناريو الأسوأ"، مشيرا إلى أن وفاء تعرضت لتحقيق قاسٍ عند اعتقالها.

وأضاف أن "سلطات الاحتلال تماطل في محاكمة وفاء، وعرضت على المحكمة منذ اعتقالها عشرات المرات، وتحدد سلطات الاحتلال جلسات محاكمتها بالتزامن مع موعد الزيارة في محاولة لمنع العائلة من زيارتها، علماً أنها تعاني من أمراض متعددة".

يذكر أن سلطات الاحتلال استخدمت أصناف العذاب كافة بحق عائلة نعالوة؛ حيث هدمت منزل العائلة في ضاحية شويكة بطولكرم في (17-12-2018)، كما اعتقلت شقيقاته ووالده على مرّات، ولاحقت أقاربه على جميع المستويات، في حين تركز الانتقام الأكبر من والدته المعتقلة منذ (17-10-2018)، وكذلك شقيقه أمجد الذي ينتظر حكما غامضا مع والدته.

واستشهد أشرف في (13-12-2018) بعد مطاردة ساخنة لشهرين جندت فيها قوات الاحتلال كل أجهزتها في عملية واسعة أعقبت تنفيذ عملية بركان التي قُتل فيها مستوطنان.