بريف حماة الشمالي وادلب..

الارهابيون يواصلون خرق الهدنة والجيش السوري يسحقهم

الارهابيون يواصلون خرق الهدنة والجيش السوري يسحقهم
الإثنين ٢٠ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

تواصل الاشتباكات العنيفة بين وحدات الجيش السوري والمسلحين في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وبينما تصدت وحدات الجيش لهجوم مجموعات إرهابية من جبهة النصرة باتجاه المناطق المحررة والنقاط العسكرية في محور أبو الضهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، واصلت المجموعات المسلحة خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد، واعتدت بـ 12 قذيفة على المناطق الآمنة في محور الحماميات بريف حماة الشمالي الغربي بسوريا.

العالم - سوريا

وكان الجيش السوري بدأ منذ أيام عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي المتاخم لمحافظة إدلب، وتمكن خلالها من استعادة عدد من البلدات والتلال الاستراتيجية، أهمها مزرعة الراضي والبانة الجنابرة وتل عثمان التي مهدت للسيطرة على كفر نبودة وقلعة المضيق الاستراتيجيتين.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مجموعات إرهابية منتشرة في عدد من القرى والبلدات بريف حماة الشمالي الغربي استهدفت بـ 12 قذيفة صاروخية وهاون محيط قرية الحماميات التي طهرها الجيش السوري من الإرهاب، ما تسبب بوقوع أضرار مادية في المكان، وذلك في خرق متجدد من الإرهابيين لاتفاق منطقة خفض التصعيد.

وأشارت (سانا) إلى أن وحدات الجيش ردت بضربات مكثفة على مصادر إطلاق القذائف، ودمرت عدداً من منصات الإطلاق، وكبدتهم خسائر بالأفراد، ولقي مدني سوري مصرعه وأصيب 5 آخرون بجروح، يوم الإثنين، الماضي نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على مدينة السقيلبية.

وتواصل التنظيمات المسلحة التي يقع معظمها تحت زعامة تنظيم تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا" والمنتشرة بريف إدلب الجنوبي وعدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي، خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد، عبر اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش ونقاطه والقرى الآمنة وأمطرت البلدات والأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية في أرياف حماة وحلب واللاذقية بآلاف الصواريخ وأوقعت مئات المدنيين بين قتيل ومصاب، كما رفعت من وتيرة اعتداءاتها على نقاط الجيش السوري.

الطرف الملتزم بوقف اطلاق النار هو الجيش السوري فقط اما الفصائل المسلحة فقد استغلت هذه الهدنة ولم تخف خروقاتها التي تتفاخر بها على وسائل التواصل الاجتماعي. هدنة لاعاقة تقدم الجيش السوري وفرصة للفصائل المسلحة لتعويض جزء من خسارتها والتقاط انفاسها.

وكانت مصادر مطلعة ذكرت لوكالة "سبوتنيك" أن اجتماعا عقد صباح السبت الماضي ضم عدد من القياديين في المجموعات الارهابية للتشاور في موضوع الاتفاق المذكور، حيث خرج المجتمعون بقرار رفض للهدنة ووضعوا شروط القبول بها وهي انسحاب الجيش السوري من المناطق التي تقدم إليها مؤخرا في ريف حماة الشمالي الغربي.

وتابعت المصادر: هذا الأمر ترجم بشكل مباشر من خلال بيان صحفي للمتحدث باسم ما تسمى الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا المدعو ناجي المصطفى، الذي أكد فيه رفض الجماعات المسلحة للهدنة ما لم ينسحب الجيش السوري من المناطق التي حررها مؤخراً.

وعلى الأرض ترجم المسلحون رفضهم للهدنة من خلال إطلاقهم عدة صواريخ باتجاه منطقة جبلة بريف اللاذقية، ومحاولتهم استهداف قاعدة حميميم الروسية، بالإضافة إلى محاولة اعتدائهم على أحد مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي الغربي واستهدافهم لمنطقة الزلاقيات شمال حماة بعدد من قذائف الهاون.

كما أرسلت المجموعات المسلحة العاملة في ريف حلب الشمالي، الذي تديره تركيا، تعزيزات عسكرية لدعم الجبهات في ريف حماة وإدلب .وأعلنت جماعة "تجمع أحرار الشرقية" عبر معرفاته اليوم، الاثنين 20 من أيار، إرسال رتل عسكري لمؤازرة الفصائل العاملة في ريف حماة ضد لمقابلة الجيش السوري.

ويأتي ذلك بعد ساعات من إرسال جماعة الجبهة الشامية المنضوي في الفيلق الثالث تعزيزات أيضًا إلى ريف حماة الغربي والشمالي.

وكان الجيش السوري اوقف عملياته العسكرية بريفي حماة وإدلب "مؤقتاً" السبت التزاما بالاتفاقيات التي عقدها الضامن الروسي الذي تلقى "التماساً" من أنقرة لإقناع الدولة السورية بهدنة تشكل فرصة أخيرة لتركيا لتنفيذ تعهداتها وفق اتفاق "سوتشي" وفتح الطرق الدولية بين حلب وحماة واللاذقية.

وأوضحت المصادر لوكالة "سبوتنيك" أن اتفاقا تم التوصل إليه بشأن الهدنة جاء بعد "التماس" قدمته تركيا لروسيا لإقناع الدولة السورية بضرورة وقف العمليات العسكرية بشكل مؤقت لإعطاء الفرصة لتركيا بإقناع المجموعات المسلحة بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح وفتح الطرق الدولية تطبيقا لاتفاق "سوتشي".

وكانت تركيا قد حظيت بتمديد فترة تنفيذ التزاماتها ضمن اتفاق "سوتشي" عدة مرات، حاصلة على فرص إضافية لم تتمكن من خلالها من تنفيذ هذه الالتزامات كطرف ضامن لتنظيم "جبهة النصرة" وحلفائه، رغم انقضاء أكثر من سبعة أشهر على توقيع الاتفاق الذي منحها أقل من شهرين لتنفيذ هذه الالتزامات.

وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان توصلا في 17 سبتمبر/أيلول من عام 2018 إلى اتفاق في سوتشي يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية المتاخمة لإدلب.

وتعهد الجانب التركي من خلال الاتفاق بسحب جميع التنظيمات الإرهابية والأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة خلال أقل من شهر، وبفتح الطريقين الدوليين (اللاذقية -حلب) و(حماة- حلب) إضافة إلى التزامات أخرى بموجب الاتفاق لم يتم تحقيق أي منها، بل على العكس ارتفع عدد المسلحين بعدما أعادت التنظيمات الإرهابية انتشارها ضمن تحالفات فيما بينها في المنطقة منزوعة السلاح التي اكتظت خلال الأشهر الأخيرة بكميات كبيرة من العتاد والسلاح الثقيل، وتمت الاستعانة بخبراء أجانب لتعديل قذائف صاروخية وتذخيرها بالمواد الكيميائية السامة ونشرها في المنطقة المنزوعة السلاح.