كوشنر.. وإستماتة ترامب في الدفاع عن إبن سلمان

كوشنر.. وإستماتة ترامب في الدفاع عن إبن سلمان
الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٩ - ٠٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

قديما قيل اذا عُرف السبب بطَل العجب، فالعجب كل العجب كان يلف المراقبين السياسيين وهم يحاولون فهم هذه الاستماتة غير المألوفة للرئيس الامريكي دونالد ترامب في الدفاع عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بالرغم من كل الغضب الذي انتاب العالم ومايزال بسبب الجرائم التي يرتكبها ضد مواطنيه، وضد الشعوب الاخرى.

العالم - كشكول

وبعيدا عن الولوج في التبريرات التي وصل اليها هؤلاء المراقبون، الا اننا سنتوقف امام التبرير الابرز، وهو الذي كشفت عنه الصحافة الغربية نفسها، وهذا التبرير ليس سوى صهره المدلل جاريد كوشنر، الذي نسج شبكة من المصالح المالية مع رفيقيه بالشباب والحماسة والاطماع، بن سلمان وولي عهد ابوظبي محمد بن زايد.

اخيرا كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن تلقي شركة "كادر" المملوكة جزئيا لكوشنر، تمويلاً أجنبياً غامضاً وصل إلى 90 مليون دولار، وذلك منذ تعيينه مستشارا لعمه ترامب.

واضافت الصحيفة إن هذه الاستثمارات تدفقت للشركة من السعودية ومستثمرين آخرين، وجاءت من خلال ذراع استثمارية تابعة لشركة "جولدمان ساكس" في جزر كايمان، التي تعتبر ملاذا ضريبيا يضمن السرية للشركات.

الملفت ان كوشنر اعلن في كشف الأخلاقيات انه ترك الشركة بعد دخوله البيت الابيض، ولكن تبين فيما بعد انه مازال يحتفط بحصة فيها، واضطر فيما بعد للقول انه لم يتعمد اخفاء الشركة، بل كان ذلك كان إغفالاً غير مقصود منه، مشددا على أنه لا يشارك بأي نشاط في عمليات الشركة.

هذا التصرف غير الاخلاقي لصهر الرئيس جعل الامريكيين يتساءلون عما إذا كان هناك تأثير لهذه الأموال في طبيعة عمل كوشنر، فمثل هذا الامر يمكن أن يؤدي إلى حدوث تعارضات خفية في المصالح بالنسبة لكوشنر أثناء قيامه بعمله لصالح الحكومة الأمريكية، وفقاً لبعض خبراء الأخلاقيات، الذين أثاروا مخاوف بشأن نقص الشفافية حول الاستثمارات.

حتى قبل كشف الغارديان، فانه كان واضحا للجميع ان كوشنر بوصفه ممثلا خاصا لترامب في الشرق الأوسط، طور علاقة وثيقة مع المسؤولين السعوديين، وخاصة محمد بن سلمان، ساهمت وبشكل رئيسي في توطيد علاقة بن سلمان بالبيت الأبيض، وهو ما أسهم لاحقاً في دفاع ترامب عن ولي العهد السعودي بعد اتهامات له بالوقوف وراء عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، وجرائم الحرب التي يرتكبها ضد الشعب اليمني الاعزل، والتدخل السلبي في شؤون السودان وليبيا وبلدان اخرى.