ايران هي المتهمة في تفجيرات الفجيرة وبغداد وبحر عمان!

ايران هي المتهمة في تفجيرات الفجيرة وبغداد وبحر عمان!
السبت ١٥ يونيو ٢٠١٩ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبرواعرابه

الخبر:

رغم مضي يومين علی التفجيرات التي تعرضت لها ناقلتا نفط في خليج عمان لا تألو السلطات الأمريکية وعملاؤها في المنطقة أي جهد لعزو هذا الحادث إلی الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التحلیل:

کما لم تألُ السلطات الأمريکية وحلفاء ترامب الاقليميين أي جهد لعزو هذا الحادث إلی ايران دون أية وثائق وکما أنها وجهت الاتهام لايران بشأن شن قصف صاروخي علی المنطقة الخضراء ببغداد فإن هذه السيناريو والسياسات سيتم تبنيها علی ذلك النحو وبالطبع أشد من الحادثين الماضيين.

ويبدو أن أمريکا وحلفاءها الاقليميين يسعون أن تتابع سياسة تعداد الأخطاء من قبل ايران من خلال عزو هذه القضايا الی ايران وبالتالي لکي تحصل علی إجماع دولي ضد ايران، کما سبق أن أعلنته بصورة رسمية خلال اليومين الأخيرين. هذا و إن أمريکا وعملاءها خالية الأيدي تماما من أية وثيقة قاطعة بهذا الصدد.

وبالنظر الی هزائم أمريکا وإخفاقها في إخضاع ايران ودفعها الی الاستسلام من خلال الحظر وتشديد العقوبات من جهة، وسياسات السعودية والامارات واسرائيل الفاشلة و... في إثارة الحرب بين ايران وأميرکا من جهة أخری، فيبدو أن الجانبين المذکورين ما زالا يستمران في نهجهما حتی الوصول الی المراد. لهذا يمکن أن نتوقع تتکرر حوادث کما شهدنا في الفجيرة وبغداد وخليج عمان ولکن في أشکال وأزياء جديدة .

وبينما توجهت سيناريوهات الفجيرة وبغداد في الأکثر الأعم الی اعتبار ايران تهديدا للمنطقة فإن حادثة اليومين الماضيين حاولت في الأکثر لاعتبار ايران خطرا يهدد أمن المجتمع العالمي وتم اختلاق هذه السيناريو في وقت کان وزير الخارجية الياباني في ايران.

وإن مؤامرات من هذا القبيل وقبل أن تحقق الهدف المنشود عند المتآمرين من استقطاب الرأي العام العالمي نبهت في الواقع الی حجج ايران وتعليلاتها بشأن ضرورة توفير الأمن بالنسبة لمنطقة الخليج الفارسي والشرق الأوسط من قبل بلدان المنطقة ودون تدخل الأجانب.

زيادة سعر النفط الی 62 دولارا للبرميل الواحد و کذلك زيادة سعر التأمين علی ناقلات النفط في الخليج الفارسي الی 10 في المائة کشفت في الحقيقة عن مظاهر من الأخطار التي کانت ايران تحذر دوما بشأنها.

ورغم أن تکرار سيناريو مشابه لما حدث بالنسبة للعراق هو ما يعتبره الکثيرون سياسة أميرکا تجاه ايران لکن الرأي العام العالمي حتی في ذروة العداء الأميرکي لايران خلال الأسابيع الأخيرة يکشف عن افتقار هذه المقارنة إلی أسس ومبادئ.

وإن الحضور المؤثر للرئيس الايراني في اجتماع شنغهاي والزيارات التالية له وکذلك زيارات سائر المسؤولين السياسيين لايران للبلدان المقصودة تبرهن علی أن هذه التحاليل تفتقر للأساس الصحيح.

تسعی أميرکا لإخضاع ايران ودفعها نحو الاستسلام من خلال إعادة الحظر واعتبار الحرس الثوري ارهابيا وأخيرا بذل الجهود لتصفير صادرات ايران من النفط وفرض الحظر علی قطاع البتروکيمياويات کي تسجل من خلال هذه الإجراءات أدنی توفيق لحکومة ترامب وسياستها الخارجية . لکن بعد هذا الاخفاق في سياستها هذه يری ترامب والبيت الأبيض الآن أن الحل الأخير أمامهما إنما يکمن في تکوين إجماع دولي في منظمة الأمم المتحدة ضد ايران ويحاولان فرض العزلة علی ايران وإخضاعها عبر هذه الإمکانية القانونية.

هذا وإن أميرکا من وجهة نظر أکثر بلدان العالم -بصفتها منتهکة للقوانين الدولية- لا تستطيع أن تتوقع مسايرة سائر الدول في مثل هذا العمل الإجرامي. وبالطبع وانطلاقا من هذه الرؤية العالمية فإن جهود أميرکا و حلفاءها في المنطقة في توجيه التهم ضد ايران وتوريطها في حوادث الفجيرة وبغداد وأخيرا خليج عمان لم تعد فاعلة ولن تعود نافعة.