التعاون الايراني مع دول الجوار في مجال الطاقة

س _ كيف تقيمون تأثير هطول الامطار في الفترة الاخيرة على مصادر المياه في ايران وما هو وضع السدود حاليا في البلاد؟
ج _ کما نشهد في المنطقة، بحمدالله تعالی في السنة الزراعیة الجدیدة أو السنة المائیة الجدیدة التي مضت منها تسعة أشهر وبقیت حوالي ثلاثة أشهر منها، شهدت هذه السنة هطول أمطار بکمّیات جیّدة. تُعتبر هذه السنة من بین أفضل السنوات الخمسین الأخیرة التي مرّت علینا، کما أنّ العام الماضي کان أکثر السنوات جفافاً في نصف القرن الأخیر. وجود هاتین السنتین بالقرب من بعضهما البعض یُعتبر ظاهرة مهمّة، ویمکن لهذه الظاهرة أن تکون علامة علی ظهور ظروف خاصّة بتغییر المناخ في المنطقة ونتیجة لذلك في بلادنا. کمّیة الأمطار التي هطلت خلال هذا العام المائي، أو الزراعي، ضعفي نظیراتها في العام المنصرم، وبالطبع من هذه الکمّیات التي هطلت تمکّنا من الحفاظ علی أغلب الکمّیات وفقاً لسعة مخازن سدودنا في البلاد. إضافة إلی ماسبق، فأنّ أکثر من أربعین مستنقعاً کبیراً في البلاد تشبّعت بالمیاه من 45% إلی 100%. أکثر من 14 ملیار متر مکعّب من المیاه دخلت ، کما أنّ مخازن سدودنا إمتلأت من العام المنصرم بنفس المقدار السابق تقریباً. من الطبیعي أیضاً أنّ المخازن الجوفیة في البلاد قد إمتلأت إلی حدّ ما. لایمکن إعطاء أرقام دقیقة جدّاً بهذه العُجالة. إضافة إلی المجالین اللذین طرحتهما، لدینا بحیرة أرومیة التي تخضع لبرنامج خاصّ یهدف إلی إحیائها من جدید، قد إمتلأت بثلاثة ملیارات فاصل اثنین متر مکعّب من المیاه. في المجموع، الظروف مناسبة وجیّدة. بالطبع فأنّ الفیضانات الربیعیة لم تخلو من إلحاق الخسائر بالبلاد ، فالخسائر البشریة لایمکن تعویضها وقد سبّبت بتأثّرنا وحزننا علی الذین فقدناهم في تلك الحوادث الربیعیة، نحن کلّنا أمل بأنّه من خلال الإدارة المناسبة وتوفیر المعدّات والأجهزة الضروریة ، سواء في مرحلة توقّع الفیضان أو في الإعداد لمواجهة الفیضان وإبعاد خطورته، أن تتحوّل هذه الفیضانات إلی فائدة لنا من دون إلحاق الضرر بالبلاد والعباد، أو أن تکون الخسائر في أقلّ حدّ ممکن. توجد نقطة یتوجّب عليّ ذکرها، وهي أنّنا خلال العام الماضي واجهتنا مشکلات في تأمین الطاقة الکهربائیة نتیجة لکمّیات الأمطار التي هُطلت والمیاه التي کانت موجودة خلف السدود التي تولّد الطاقة الکهربائیة، إلا أنّه هذا العام ولله الحمد فقد تمّ التغلّب علی هذه المشکلة بفضل کمّیات الأمطار التي عملت علی زیادة إرتفاع مستوی المیاه في مخازن السدود المتعدّدة الأغراض. ولکن علی أیّة حال، وبعد هذا العرض المختصر، فأنّ مشکلات توفیر الطاقة الکهربائیة تعود إلی أمور أخری إذا کانت ضمن أسئلتکم سوف أجیب علیها لاحقاً.

س _ هل يمكن القول بأن هناك تحولا في الاجواء الايرانية ؟
لم تصل المناقشات والأبحاث في العالم حول تغییر المناخ إلی نتائج حاسمة بعد. تمّ قبول فکرة أصل ظاهرة تغییر المناخ، کما أنّ النتائج العالمیة تتحدّث عن ضرورة قیام الدول الموقّعة علی المعاهدات والإتّفاقیات بإتّخاذ خطوات وإجراءات للتقلیل من التأثیرات السلبیة علی تغییر المناخ أو التأثیرات التي تساعد علی تفاقم ظاهرة تغیّر المناخ ، ومن ضمن هذه الإجراءات تقلیل نسبة غازات الدفیئة. وفیما یخصّ بلادنا، نحن بصدد إن شاء الله إقامة وتنظیم مؤتمر علمي تخصّصي بمشارکة علماء دولیین في هذا المجال، والوصول إلی أفضل النتائج الخاصّة بالوضع في المستقبل. وإن شاء الله سوف تمضي برامجنا الخاصّة بمصادرنا المائیة في مسیرها وفقاً لتأثیرات النتائج الجدیدة. أحد الإحتمالات یتمثّل في أن تسود حالة من التطرّف المائي والجوّي علی منطقتنا إن صحّ التعبیر. أي بمعنی أن نواجه سنوات معتدلة بوتیرة أقلّ کي نتمکّن من الحصول سنویاً علی میزان متوسّط هطول الأمطار الخاصّ بنا. بالإمکان أن نواجه سنوات جافّة متعاقبة ومن ثمّ سنوات رطبة وبعدها سنوات من الأمطار الغزیرة. إذا کانت المسألة علی هذا المنوال، یجب علینا إجراء بحوث علیها، وإحدی نتائجها ستکون توسعة المخازن المائیة وتطویرها، بحیث إذا نزلت علینا الرحمة الإلهیة مرّة کلّ عدّة سنوات، یکون بإمکاننا تخزین هذه الکمّیات من المیاه.

س _ احدى المشاكل البيئية التي تعرضت لها ايرن في الاعوام الماضية هي العواصف الرملية والغبار التي تصل من دول الجوار ، ما تأثير الامطار عليها وما الاجراءات المتبعة لتفادي هذه الازمة؟
ج _ وفقاً لآخر الدراسات والأبحاث التي أُجریت علی الغبار في ایران، تبیّن أنه یأتي من مصدرین اثنین. ففي بعض المناطق مصدر الغبار یکون داخلیاً، کما أنّه لدینا غبار قادم من الخارج أیضاً في تلك المناطق. أمّا في مناطق أخری من البلاد حیث یسبّب الغبار في صعوبة الحیاة لمواطنینا فمصدره هنا خارجي. وأیضاً من برکات هطول الأمطار في السنة المائیة الحالیة أن تشبّعت مستنقعات کثیرة من المیاه ونتیجة لهذه الظاهرة خفّ مصدر الغبار وإنتشاره إلی أدنی مستوی له وتوفّرت ظروف جیّدة یمکن ملاحظتها بحمدالله في مختلف أنحاء البلاد. في الکثیر من المحافظات الجنوبیة والشرقیة والمرکزیة والجنوبیة الغربیة من البلاد عادة ماتکون المصادر الداخلیة رطبة، وبالطبع الدول الجارّة التي تُعتبر مصادر للغبار الخارجي الذي یدفعه الهواء بإتّجاهنا، شهدت هطول أمطار بنسبة جیّدة إلی حدّ ما هذا العام. نأمل أنّه بالإضافة إلی هطول الأمطار ، أن تُنفّذ البرامج والمشاریع التنفیذیة الموجودة لدینا وتلك الموجودة لدی جیراننا بسرعة بهدف التقلیل من مصادر الغبار، وأن تتوفّر الظروف المناسبة لحیاة مرغوبة(مطلوب) في البلاد.

س _ نهر اروند على الحدود الايرانية العراقية والذي لم يتم تنظيفه من الرواسب منذ اعوام ،ما هي الاجراءات التي تنوون اتخاذها بهذا الخصوص؟
ج _ لحسن الحظّ جرت مباحثات ممتازة ومثمرة بین المسؤولین في ایران ونظرائهم في الدولة الشقیقة والجارّظ العراق. وقد کانت ذروة هذه المباحثات قد تجلّت في زیارة السیّد الدکتور روحاني رئیس الجمهوریة الإسلامیة في ایران المحترم إلی جمهوریة العراق. زیارة السیّد روحاني قبل عدّة أشهر أسفرت عن إتّفاقیات جیّدة من ضمنها عملیة تجریف نهر أروند رود. وبعد تلك الزیارة المثمرة، أتی الدورعلی السیّد عادل عبد المهدي والوفد المرافق له إلی ایران، وقد إجتمعتُ في تلك الزیارة مع نظیري العراقي ، وزیر المصادر المائیة المحترم، حیث عقدنا محادثات جیّدة في مقرّ وزارة الطاقة في طهران. نحن الاثنان لدینا الإستعداد الکامل لتنفیذ البرامج الخاصّة بالمیاه في أسرع وقت ممکن ، ونحن في إنتظار الضوء الأخضر من الجهاز الدبلوماسي في کلا البلدین. من ناحیتنا نحن، فأنّ وزارة الخارجیة في الجمهوریة الإسلامیة في ایران لدیها مسؤولیة تتعلّق بالموضوع الآنف الذکر، ونحن کلّنا أمل علی أن تبدأ الأنشطة التنفیذیة في أسرع وقت.

س _ ماذا عن قصة المياه المشتركة بين ايران ودور الجوار ؟
ج _لربّما لا نبالغ لو قلنا أنّه علی خارطة العالم قلّما توجد دولة مثل ایران لدیها مواضیع ومیادین مائیة تربطها بجمیع جیرانها، سواء کانت میاه سطحیة أم میاه جوفیة. نحن لدینا في الجزء الجنوب الشرقي من حدودنا مع باکستان ومن ثمّ أفغانستان وترکمنستان وآذربایجان وأرمینیا وترکیة وأخیراً العراق حدود برّیة مشترکة کما لدینا معها مواضیع مائیة مشترکة. ففي بعض المناطق نحن جنوب المنبع بینما في مناطق أخری نحن شمال المنبع، وفي مناطق توجد أنهار تمثّل الحدود المشترکة بیننا وبین بعض الدول. ماذا یعني هذا الکلام؟ یعني أنّنا نتمتّع بظروف خاصّة تُعتبر بمثابة إمتیاز لبلادنا، حیث توجد بیننا وبین الدول الجارّة أرضیة وفرص متنوّعة للتعاون في مجال المیاه. منذ زمن بعید کانت توجد بیننا إتّفاقیات ولله الحمد فأنّها لاتزال ساریة المفعول وتطبّق بیننا وبین جیراننا. نحن قمنا بتشیید سدود کبیرة علی الأنهار الحدودیة مع الدول الجارّة بصورة مشترکة ویُستفاد منها في الوقت الراهن. لایوجد أيّ مشروع من مشاریعنا، سواء تلك التي نُفّذت وتتمّ الإستفادة منها أم تلك التي لاتزال في طور التنفیذ، خارج الإتّفاقیات والبروتوکولات الموقّعة بین طرفي الموضوع ، وبالطبع کلّ هذا یأتي في إطار حقّ السیادة وحسن الجوار، وللعلم فأنّ وزارة الطاقة بصفتها الجهة المسؤولة تقع علی عاتقها مسؤولیة اللجنة المشترکة لمختلف أنواع التعاون الإقتصادي مع عدد من الدول الجارّة، ومن ضمن هذه الدول أفغانستان وأرمینیا والتعاون الوثیق الموجود بیننا وبین العراق في هذا السیاق. لحسن الحظّ، في إتّفاقیة عام 1975 تمّ التطرّق إلی الأنهار الحدودیة سواء تلك التي تفصل الحدودأو غیرها، ونحن نعلن عن إستعدادنا التامّ التطرّق إلی موضوع المیاه الحدودیة في إطار إتّفاقیة عام 1975 مع الجار العزیز العراق إلی جانب المواضیع الإقتصادیة الأخری ذات الصلة بین البلدین الجارّین. أنا شخصیاً طرحتُ هذا الموضوع مع وزیر المصادر المائیة العراقي المحترم، وإن شاء الله في القریب العاجل سوف نتابع محادثاتنا من خلال إطار تلك الإتّفاقیة وبالتنسیق بین وزارتي الخارجیة في البلدین.

س _ حول الحظر الميركي على ايران في مجال الطاقة وتصدير الكهرباء للعراق ،ما هي خططكم ؟
ج _أنا أوافقك الرأي من أنّ أنواع الحظر الإقتصادي غیر القانوني المفروض علی بلادنا من قبل الولایات المتّحدة قد أوجد بلا شكّ بعض الصعوبات والقیود بشکل رئیسي تلك المتعلّقة بحیاة الناس والصحّة والسلامة. لکن توجد حقائق لایمکن التغاضي عنها، ومن تلك الحقائق موقع بلادنا المهمّ في موضوع الطاقة. نحن الآن نعیش أفضل الظروف لتبادل الطاقة مع جیراننا وبین جیراننا أیضاً. قمنا بإحداث شبکات لنقل الطاقة مع جمیع جیراننا الذین یشارکوننا في الحدود البرّیة. أکرّر مرّة أخری، مع باکستان وأفغانستان وترکمنستان وأرمینیا وآذربایجان وترکیا والعراق هناك إمکانیة لتبادل الطاقة لکهربائیة بدرجة ملحوظة، حیث نقوم بتصدیر الطاقة وإستیرادها أیضاً في أيّ زمان وفي أيّ نقطة من البلاد نحن بحاجة إلی الطاقة الکهربائیة. کما أنّنا بصدد تطویر هذه الشبکة، وحتّی مع روسیا الإتّحادیة عن طریق الدول الجارّة، ومزامنة نظام الطاقة لدینا مع الجیران، وهذا الموضوع للعلم لا یشمله نظام الحظر الإقتصادي، من حیث أنّ هناك قدرات وطاقات موجودة إضافة إلی وجود الحاجة لإستهلاك الطاقة. أمّا فیما یتعلّق بالعراق، فالتعاون القائم حالیاً علی قدم وساق یتعلّق بحاجات صناعة الطاقة الکهربائیة في هذا البلد. نحن قبل أن نفکّر في موضوع تصدیر الطاقة الکهربائیة إلی العراق، وإلی المدی الذي هم بحاجة إلینا، نری أنّه من واجبنا تقدیم ید المساعدة بقدر الإمکان وتطویر وإعادة إعمار وبناء صناعة الکهرباء في العراق. نحن نری في هذا العمل مسؤولیتنا الأخلاقیة وموضوع أساسي یعکس الجیرة، بحیث تصبح صناعة الطاقة الکهربائیة في العراق في أقرب فترة زمنیة ممکنة بنیة تحتیة لتطویر هذا البلد، سواء من حیث المعدّات والأجهزة وإعادة بناء محطّات الطاقة أو التعلیم والتدریب وإعداد القوی البشریة، کي یصل العراق إلی مرحلة یستطیع من خلالها حلّ مشکلات الشعب العراقي وإعطاء دفعة قویّة لمشاریع التنمیة التي هي بحاجة إلی الطاقة الکهربائیة إلی جانب إستفادتنا نحن من الطرق الرئیسة في العراق بهدف تطویر وتوسعة صلاتنا وعلاقاتنا الخاصّة بالطاقة الکهربائیة مع جمیع الدول الجارّة للعراق. تمّ تنظیم وإعداد برامج جیّدة کما أنّ الأعمال تمضي بوتیرة ملحوظة، والمستفید الرئیس من هذه المشاریع الشعب العراقي ونحن في ایران، لأنّ تطویر المنطقة یمثل الشرط الأساسي للهدوء والسلام والإستقرار، بالرغم من المشاریع التي کان یسوّق لها الآخرون والموجودة حالیاً والتي ستنفّذ في المستقبل أیضاً.
وکما أنّنا في موضوع تطویر المنطقة وتحسین الظروف المعیشیة للناس بالتنسیق والتعاون مع جیراننا لن نوقّف المشاریع، یعمل أعداء هذه المنطقة علی ایجاد الفواصل بین الشعوب وتحریکها ولن یوقّفوا مشاریعهم في هذا الصدد. وجهاهذه العجلة یدوران، ولکن بالتأکید سوف نثبت في المستقبل المنظور إن شاء الله أنّ الجانب المنتصر هو الذي یضع في الإعتبار مصالح شعوب المنطقة.

س _ حول قضية اعمار سورية وتطوير شبكة الكهرباء فيها ،ما هو دور ايران في مجال الطاقة في سوريا؟
ج _لدینا مع الجمهوریة العربیة السوریة لجنة إقتصادیة مشترکة أیضاً، بالطبع تقع مسؤولیة اللجنة المذکورة علی عاتق وزارة الطرق وبناء المدن في الجمهوریة الإسلامیة في ایران. کما تمّ التوقیع علی مذکّرة تفاهم إستراتیجیة بین الحکومتین للمشاریع الطویلة الأمد، من ضمنها تلك المتعلّقة بالبنی التحتیة الخاصّة بتولید الطاقة الکهربائیة. للعلم فأنّ القطاع الخاصّ في ایران ینشط حالیاً في مجال إعادة إعمار وبناء صناعة الطاقة الکهربائیة في سوریة. ومن أحدث المشاریع التي دخلت مرحلة الإنشاء، تشیید محطّة للطاقة بقدرة 540 میغاواط في اللاذقیة وتمّ توفیر المصادر المالیة للمشروع الآنف الذکر من قبل الحکومة السوریة والقطاع الخاصّ، ولیس العامّ، في ایران. ومن الطبیعي بعد إتمام المشروع وبناء محطّة الطاقة في اللاذقیة، سوف یسترجع القطاع الخاصّ في ایران رأسماله المدفوع لإتمام المشروع. وهناك أیضاً، أي في سوریة نشعر بالحاجة إلی أن تعود حالة الشعب إلی وضعها الطبیعي في أقرب فرصة ممکنة، لأنّ هذا الوضع الطبیعي سیکون بمثابة ضمانة للسلام والإستقرار في المنطقة. ونحن بدورنا علی إستعداد تامّ للتعاون في مجال الطاقة الکهربائیة والمیاه وأنظمة معالجة المیاه وتجمیع میاه المجاري ومعالجتها.

س _ بعض الاخبار انتشرت مؤخرا حول ارتفاع اسعار الكهرباء في ايران ،كيف تقيمون هذه الاسعار مقارنة بدول الجوار ؟
ج_ هنا في ایران تُعرّف التعریفة الخاصّة بإستهلاك الطاقة علی أنّها تعریفة مدعومة من قبل الحکومة، بمعنی أنّ التکلفة الکاملة لتولید الطاقة أکثر من التعریفة التي نحاسب بها مستهلکیننا داخل البلاد. فالحکومة تقدّم دعم ملحوظ للناس في هذا السیاق. هذا الموضوع معروف علی أنّه سیاسة. ولکن أخیراً بدأ الإحساس بأنّ هذا الدعم لا یوزّع بطریقة عادلة، بمعنی أنّ المستهلکین الذین یبلغ إستهلاکهم أکثر من المعدّل یحصلون علی الدعم الحکومي بنسبة تزید کثیراً عن المستهلکین العادیین. علینا أن نوجد توازن في موضوع الإستهلاك، وحالیاً تمّ تحدید انموذج للإستهلاك المنطقي في ایران، کمّا حُدّد انموذج للإستهلاك خاصّ بالمناطق ذات المناخ الحارّ. وکي یتمّ تشجیع أفراد الشعب علی مراعاة انموذج الإستهلاك، قمنا بتقدیم لائحة بتعریفات جدیدة للإستهلاك للحکومة التي صادقت علیها وقد بدأ بالفعل العمل بها منذ بدایة خرداد ماه السنة الایرانیة، أي الثاني والعشرین من أیّار/ مایو. وهذه القائمة الجدیدة للأسعار تنصّ علی أنّ المستهلکین الذین یراعون انموذج الإستهلاك، سواء في الکهرباء أم في الماء، سوف ترتفع فاتورة الدفع لدیهم بنسبة 7% فقط عن ماکانوا یدفعونه العام الماضي، وهذه النسبة أقلّ من نسبة التضخّم المعلن عنها، بمعنی آخر أنّ ماتدفعه أسرة ایرانیة لإستهلاك الکهرباء والماء سیکون أکثر بقلیل ممّا تدفعه لإستهلاك السجائر في سلّة التکلفة للأسرة، أي بکلمات أخری أنّ هذا الرقم قلیل جدّاً. وأولئك الذین یستهلکون أقلّ من انموذج الإستهلاك سنقوم بتشجیعهم ونکافئهم، والمکافأة تکون علی الشکل التالي، کیلوواط في الساعة الذي یوفّره المستهلك من انموذج الإستهلاك، أو المتر المکعّب من الماء أقلّ من انموذج الإستهلاك، نقوم بوضع مایعادله من مبلغ في الفاتورة الدوریة، لذا فأنّ هذه العملیة تکون بمثابة توفیر للمستهلکین المثالیین. إضافة إلی ماسبق ذکره، فقد وضعنا تعریفة للمستهلکین المفرطین، لیس من أجل زیادة مدخول شرکاتنا، بل تشجیعهم علی الإدارة الجیّدة لإستهلاکهم ویتجنّبوا نسبة الزیادة التي مقدارها 16% إلی جانب نسبة 7% لجمیع المستهلکین، وإذا لم یقلّلوا من إستهلاکهم علیهم دفع النسبتین الآنفتین معاً. نأمل قبل دفع هذا الرقم الذي أشرتُ إلیه أن یُدار الإستهلاك بطریقة جیّدة وأن نغضّ النظر عن تشیید محطات طاقة جدیدة، وهذه الخطوة في حدّ ذاتها فائدة ومکسب لنا، وأن نضع هذه المصادر المالیة الموجودة تحت تصرّفنا في عملیة تطویر صناعة الکهرباء في جمیع القطاعات في البلاد.

س _ هل يتم الاستفادة حاليا من مفاعل بوشهر النووي لتزويد البلاد بالكهرباء؟
ج _ بإمکان محطة بوشهر النوویة أن تزوّد الشبکة الکهربائیة في البلاد بألف میغاواط کحدّ أقصی ، ونحن نستفید من المحطّة في الوقت الراهن. کما یحدث أن تخرج المحطّة من المدار بسبب حاجتها للصیانة ومستلزمات أخری کما هي الحال مع محطّات الطاقة الأخری، وهذا قد حدث في الأشهر الأخیرة، ولکن عادت الأمور إلی مجاریها وبدأت محطّة بوشهر إلی الشبکة الرئیسیة حیث بدأت بتولید الطاقة الکهربائیة من جدید.