ترامب.. ثمن التصعيد والحرب

ترامب.. ثمن التصعيد والحرب
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٩ - ١٠:٠٩ بتوقيت غرينتش

ارتفعت الاصوات الدولية والاقليمية المنادية بضرورة خفض التصعيد بين طهران وواشنطن بعد اسقاط الدفاعات الجوية الايرانية لطائرة التجسس الاميركية داخل الاجواء الايرانية، لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو من الذي يتحمل تبعات هذه الحادثة؟

العالم - تقارير

سياسة التصعيد ضد الجمهورية الاسلامية اتخذها الرئيس دونالد ترامب منذ ان قرر الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عليها عقوبات ظالمة وخارج اطار الشرعية الدولية.

المجتمع الدولي ومعظم قادة العالم انتقدوا ترامب على قراراته الانفرادية واعتبروا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بانه قرار آحادي ومضر بالعلاقات الدولية.

ولم يتوقف التصعيد الترامبي تجاه ايران عند حد معين، فكل يوم كان له قرار معادي وتصريح مناهض لها، ولم ترتكب ايران ازاء ذلك جناية سوى انها التزمت بالاتفاق النووي كما تعهدت بذلك وفق مقررات خطة العمل المشتركة التي وقعتها مع السداسية الدولية.

بيلوسي تطالب ترامب بخفض التصعيد

موجة التصعيد الترامبية المعادية لايران كان لابد من ايقافها، باي شكل من الاشكال وفي هذا الصدد قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، بعد الاجتماع في البيت الابيض و لقائها ترامب بان أميركا بحاجة للقيام بكل ما في وسعها لخفض التصعيد مع إيران.

واضافت بيلوسي أن "الوضع مع إيران يتطلب نهجا قويا وذكيا واستراتيجيا وليس متهورا" على حد تعبيرها.

وطالبت بيلوسي ترامب: "يجب الحصول على تفويض جديد من الكونغرس باستخدام القوة العسكرية إذا سعت أمريكا لصراع مع إيران".

من جانبه قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي الجمعة، ان إدارة ترمب تقوم بردود محسوبة تجاه إيران.

جاء ذلك خلال اجتماع لقادة مجلس الشيوخ و النواب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض بهدف بحث التطورات بخصوص إيران.

ولم يخرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذا السياق ودعا جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى الهدوء، وخفض التوتر.

حطام طائرة التجسس الاميركية في الاراضي الايرانية

وفيما يخص طائرة التجسس التي اسقطتها الدفاعات الجوية لحرس الثورة الاسلامية فقد عرضت قناة العالم فيديو "موشن غرافيك" يبين المسير الذي سلكته طائرة التجسس الأميركية mq4 ودخولها للمياه الإقليمية الايرانية قبل اسقاطها من قبل الدفاعات الجوية.

وأظهر الفيديو تحليق الطائرة الجاسوسية MQ4 من قاعدة الظفرة الجوية في الامارات والتوجه باتجاه حدود الجمهورية الاسلامية الايرانية للقيام بعمليات استطلاع تجسسية واستخباراتية

كما يبين الفيديو لحظة اختراق طائرة التجسس للمياه الاقليمية للجمهورية الاسلامية الايرانية قبل اسقاطها بواسطة منظومة "سوم خرداد" ايرانية الصنع على ارتفاع 52000 قدم "فوق مضيق هرمز".

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اعلن في تغريدة على تويتر امس الخميس عن انتشال اجزاء من الطائرة المسيرة الاميركية التي تم اسقاطها من داخل المياه الايرانية .

وتابع ظريف في تغريدته على تويتر ان الطائرة المسيرة الاميركية انتهكت في الساعة ۰۰:۱۴ وبشكل خفي الاجواء الايرانية بعد ان انطلقت من الامارات العربية وتم استهداف هذه الطائرة في الساعة ۰۴:۴۵ قرب جبل مبارك في المختصات الجغرافية (25°59'43"N 57°02'25"E ) ، وقد تمكنا من انتشال اجزاء من الدرون الاميركية من المياه الايرانية حيث سقطت الطائرة المسيرة.

ايران تندد بانتهاك اجوائها

وعلى هذا الاساس احتجت إيران لدى سويسرا بصفتها ممثلة المصالح الأميركية في طهران على انتهاك الطائرة الأميركية مجالها الجوي، مؤكدا اننا نمتلك أدلة دامغة على اختراق الطائرة الأمريكية أجواء إيران.

وأبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء الخميس، خلال اتصال هاتفي مع السفير السويسري في طهران اعتراض بلاده الشديد على انتهاك طائرة حربية أمريكية لأجوائها.

وقال المساعد السياسي لوزير خارجية إيران، إن طهران تمتلك أدلة دامغة على انتهاك الطائرة المسيرة الأمريكية، لأجواء إيران، مشيرا إلى العثور على أجزاء من الطائرة في المياه الإيرانية.

وشدد على أن بلاده لن تتردد في الدفاع عن أراضيها ومياهها، لكنها لا تريد حربا في المنطقة.

كما ندّدت طهران في رسالة بعثتها الخميس إلى رئيس مجلس الأمن الدولي بـ"الاستفزاز" الأميركي "البالغ الخطورة" بعد اسقاط الطائرة

وحثت إيران المجتمع الدولي وقف الممارسات الأميركية غير القانونية والمزعزعة للاستقرار، مؤكدة ان "الطائرة الأمريكية المسيرة دخلت مجالنا الجوي رغم التحذيرات المتكررة في انتهاك للقانون".

وجاء ذلك في رسالة وجهتها طهران إلى الأمین العام للأمم المتحدة، عبر ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، مجید تخت روانجي.

واضاف المندوب الايراني "أكتب إليكم لإبلاغكم بعمل جديد بالغ الخطورة واستفزازي ومخالف للقانون قامت به القوات العسكرية الأميركية ضدّ سلامة الأراضي الإيرانية".

وفي الرسالة التي امتنعت فيها طهران عن طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، شددت الجمهورية الإسلامية على أنّها "لا تسعى إلى الحرب"، وإنّما "تحتفظ لنفسها بحق اتّخاذ كل التدابير المناسبة ضدّ انتهاك أراضيها التي ستدافع عنها بكلّ حزم، برا وبحرا وجوا".

وأكّدت طهران أن الطائرة المسيّرة كانت تقوم بعملية تجسس في مضيق هرمز، وخلال عودتها "دخلت المجال الجوي الإيراني" ما استدعى ردّاً من قبل قوات الدفاع الجوي الإيرانية".

من هذا كله نصل الى نتيجة واضحة هي ان الادارة الاميركية التي تخلت عن الاتفاق النووي وانتهكت القرارات الدولية بحقه وفرضت العقوبات ضد ايران هي تتحمل المسؤولية الكاملة عن اية تداعيات لهذا التصعيد غير المرغوب في المنطقة.

واشنطن تتحمل تداعيات اعتدائها على الاجواء الايرانية

ومن هذا الباب اعلن المتحدث باسم المجلس الاعلى للامن القومي الايراني كيوان خسوري بان واشنطن هي المسؤولة عن جميع التداعيات الناجمة عن هذا العدوان العسكري للطائرة الاميركية المسيرة ضد اجواء ايران ويجب ان تتحمل المسؤولية ازاء ذلك.

وقال خسروي في تصريح ادلى به لوكالة "سبوتنيك" ان القوات المسلحة الايرانية وبناءا على مسؤوليتها الذاتية تدافع عن اجواء البلاد وان اميركا لا تمتلك اي مبرر للرد العسكري ازاء ايران، ومن المؤكد ان ايران سترفع شكوى الى الامم المتحدة ازاء هذا العدوان العسكري على اجوائها لافتا الى ان ايران على استعداد تام للرد الحازم على اي خطوة عدوانية