فكرة 'ضرب ايران' لم تعد قائمة

فكرة 'ضرب ايران' لم تعد قائمة
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٩ - ٠٣:١٧ بتوقيت غرينتش

ما قامت به إيران خلال الساعات الماضية شكل رسالة نهائية للولايات المتحدة بأن فكرة العملية الجراحية التي كان يتحدث عنها نتنياهو في السابق وتحدث عنها ترامب فيما بعد والقصد ضرب بعض المواقع الايرانية بشكل جراحي لم تعد قائمة.

العالم - مقالات وتحليلات

وقال الاعلامي الفلسطيني فارس الصرفندي:
ان الطائرة المسيرة التي أسقطت فوق الاجواء الايرانية تعني بأن إيران مستعدة للتصدي لاي عمل هجومي مهما يكن حجمه أما الصاروخ الحوثي الذي اصاب محطة كهرباء في قلب السعودية فكان سيناريو لشكل المنطقة بعد أي هجوم.

إيران حال تعرضت لهجوم لن يكون لديها ما تخسره والترسانة التي تملكها سيكون قد أتى وقتها فإيران لم تسلح نفسها بالاف الصواريخ البالستية والغواصات المحملة بالصواريخ والسفن الحربية من أجل الإستعراض وإنما من أجل إستخدامها في حال تعرضها لأي هجوم من قبل أي جهة.

البعض كان يظن بان ضربة محدودة لإيران ستمر مرور الكرام ولن يكون هناك أي رد ايراني لكن ايران بعد اسقاط الطائرة الامريكية اعلنت انه حتى التعدي على اجوائها سيقابله رد مباشر فما بالك اذا تعلق الامر بضربة عسكرية.

البعض يرى بان الامور وصلت الى حافة الهاوية، وهذه حقيقة، لكن تراجع الولايات المتحدة عن ضربة عسكرية في اللحظات الاخيرة يؤكد ان الذي يخشى حافة الهاوية هي الولايات المتحدة وليس ايران.

في الداخل الايراني هناك إنسجام كامل بين القيادات الايرانية على انه لا تفاوض مع الولايات المتحدة قبل رفع العقوبات والعودة الى الإتفاق النووي الذي إنسحبت منه واشنطن قبل حوالي العام وبان اي إعتداء يعني فتح ابواب جهنم في المنطقة واستهداف كل المصالح الامريكية والرد على أي جهة تشارك في العدوان.

لكن في الولايات المتحدة يبدو الامر مختلفا بين المسؤولين الامريكيين فبينما يحاول المحيطون بالرئيس الامريكي دونالد ترامب وعلى راسهم وزير الخارجية ومستشاره للأمن القومي الدفع بتوجيه ضربة، يبدو الاخرون في البنتاغون وأيضا في الكونغرس يدفعون بالاتجاه الاخر اما ترامب فهو لديه ما يخسره في حال المواجهة فالرجل يدرك أن خوض معركته الانتخابية باتفاق مع ايران افضل بكثير من خوض حرب غير مضمونة النتائج وعليه فتراجع الرجل وإرسال رسالة الى الجمهورية الاسلامية عبر سلطنة عمان يطلب فيها التفاوض مع ايران.

ايران الان مستعدة للحرب اكثر من أي وقت مضى ولديها بنك اهداف في المنطقة وتملك التقنيات التي تستطيع من خلالها ان تغير مجرى أي معركة لمصلحتها خاصة انها صاحبة الارض ولديها اذرع كثيرة قادرة على التحرك خلال دقائق.

رغم ان البعض يرى الحرب راي العين لكن قراءة الاوراق الايرانية من قبل الادارة الامريكية ومن قبل حتى "اسرائيل" يجعل الامور تتجه الى التفاوض اكثر من الحرب، لكن هذا لا يعني بان الانزلاق نحو الهاوية غير وارد وفي حال حدث الانزلاق فان وجه العالم سيتغير دون شك وأول من سيدفع الثمن هو السعودية والامارات لانهم سيكونون في مرمى النيران الايرانية والولايات المتحدة ايضا ستدفع الثمن سياسيا وعسكريا من خلال حجم الخسائر وعليه فان احدا لا يريد الحرب وايران من خلال ما قامت به تكون عملت كل ما تستطيع لتفهم الجميع بان الحرب ستكون اثارها اكبر بكثير من اي معركة سابقة شهدتها المنطقة.