رمز الإعتدال في السعودية يواجه خطر الإعدام

رمز الإعتدال في السعودية يواجه خطر الإعدام
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٩ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش، من أن النيابة العامة السعودية تسعى إلى إيقاع عقوبة الإعدام بالمفكر الاسلامي الكبير الشيخ حسن فرحان المالكي.

العالم - كشكول

المعروف ان الشيخ المالكي يعتبر رمز الاعتدال في السعودية، ومن اكثر المعارضين للتطرف والتكفير الديني، ومن الداعين الى احترام عقائد باقي اتباع المذاهب والديانات الاخرى، وكانت له مواقف مبدئية شجاعة ضد الجماعات التكفيرية مثل القاعدة و"داعش"، ولطالما روج لثقافة الاعتدال والوسطية، والانفتاح على الاخر.

دعا المالكي، على الدوام، المسلمين بمختلف مذاهبهم ، من خلال خطبه وكلماته ومحاضراته وكتبه ومقالاته، الى ان يلتفوا حول المشتركات العديدة التي تجمعهم في القرآن، وله مقولة في غاية الروعة في هذا الشأن وهي: "لا نريد محاربة الفكر، فمن حق الشيعة والسنة التعبير عن آرائهم لكن ليس من حقهم أن يُعطلوا المشتركات القرآنية الجامعة".

مثل هذه الشخصية الاسلامية الفذة، كان يجب ان يُفسح لها المجال لنشر افكارها، في اطار السياسة التي روج لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بشأن إعادة البلاد الى إسلام معتدل منفتح على العالم، ولكن على مايبدو ان تلك السياسة لم تكن سوى شعار رفعه بن سلمان، للوصول الى العرش ليس الا، فقد اعتقل ابن سلمان، الشيخ المالكي في 11أيلول/ سبتمبر عام 2017 ، بتهم تضحك الثكلى.

الملفت ان التهم التي الصقت بالمالكي، هي نفسها التي حاربها المالكي طيلة حياته، مثل"انتهاجه المنهج التكفيري"، و"تأليف ونشر أبحاث وكتب تؤيد تفكيره المنحرف خارج المملكة"، و"بث أفكار منحرفة ومعادية"، و"الكذب على الله ورسوله"، بالاضافة الى تهم سخيفة مثل" حيازته لـ348 كتاباً ممنوع اقتناؤهم"، و"انتقاده معاوية بن ابي سفيان" و "انكار صحة بعض احاديث البخاري".

من الواضح، ان كل ما قيل عن الاصلاحات التي يقوم بها ابن سلمان في السعودية، ليست سوى ذر للرماد في العيون، فمازال مشايخ الفتن الطائفية والتكفير والتعصب، وهم من يتصدر المشهد الديني والثقافي في السعودية، الى جانب سياسة التخدير والتمييع والانحراف المنظم للشباب عبر تاسيس "ملاهي حلال" مختلطة في ارض مهبط الوحي.

اليوم وبشهادة منظمة هيومن رايتس ووتش، فان الاعتدال والقراءة الاصيلة للاسلام، والتسامح والانفتاح على الاخر، ورفض التطرف والتكفير، كلها في خطر محدق، مع الاخبار الفظيعة التي تاتي من السعودية، حول احتمال قيام السلطات هناك باعدام شخصية معتدلة رصينة وموضوعية، مثل الشيخ المالكي، الذي يمثل تمثيلا حقيقيا لكل القيم والافكار والمواقف المعتدلة تلك.