الوهابية تطالب بإعدام حسن المالكي لتعاطفه مع 'العقل'!

الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٩ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

تتوارد انباء في غاية الخطورة من السعودية، عن وجود محاولات حثيثة تقوم بها السلطات هناك من اجل إيقاع عقوبة الاعدام بالمفكر الاسلامي السعودي المعروف حسن المالكي، بسبب مواقفه المعتدلة والرافضة للخطاب التكفيري والاقصائي التي تعتمده المؤسسة الوهابية، التي توفر الغطاء "الشرعي" لحكم آل سعود.

العالم - كشكول

اثارت تلك الانباء موجة عارمة من الغضب والسخط في مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج السعودية، نظرا لما يتمتع به الشيخ المالكي من مكانة مرموقة لدى النخب الفكرية والثقافية العربية والاسلامية، بغض النظر عن الانتماءات الطائفية والمذهبية وحتى الدينية، لهذه النخب.

شهرة الشيخ المالكي تستند الى شخصيته العلمية الرصينة، وخزينه المعرفي الواسع، وثقافته العميقة، وادبه الجم، وتواضعه غير المحدود، واخلاقه الراقية، الامر الذي جعله ينبذ القراءة السلفية المتخشبة للاسلاف والتاريخ الاسلامي، والتي يرى فيها اهم اسباب تعطيل العقل وتخلف المجتمعات الاسلامية.

هذه المواقف المبدئية للشيخ المالكي، جعلته هدفا للمؤسسة الوهابية السلفية التي تجثم على عقول وصدور وقلوب الناس، بعد ان رأت فيه خطرا يهدد هيمنتها، وبدأت منذ سنوات محاربته ومحاصرته ومقاطعته، وفرضت عليه حظرا شاملا، فطردته من الجامعة، ومنعت الفضائيات من استضافته، وحرمته من الكتابة، ولم يتبق الا الاعتقال، وهو ما قامت به في 11 أيلول/ سبتمبر عام 2017، بتهم هي الصق بعتاة الوهابية.

من بين التهم التي الصقها القضاء السعودي بالشيخ المالكي: "انتهاجه المنهج التكفيري"، و"تأليف ونشر أبحاث وكتب تؤيد تفكيره المنحرف خارج المملكة"، و"بث أفكار منحرفة ومعادية"، و"الكذب على الله ورسوله"، و"حيازته لـ348 كتاباً ممنوع اقتناؤها"، و"انتقاده معاوية بن ابي سفيان" و "انكار صحة بعض احاديث البخاري"، و"انتقاد الصحابة".

نحمد الله، انه في ظل ثورة المعلومات، تحول العالم الى قرية صغيرة، فلم يعد هناك شيئ يمكن إخفاؤه، عن اي شخصية او عن اي موضوع، ويكفي ان يبحث اي متصفح من متصفحينا في اليوتيوب عن محاضرات المفكر حسن المالكي، حتى تخرج له مئات منها، ويمكنه ان يطلع عليها بسهولة، وعندها يمكنه ان يحكم بنفسه، على هذه الشخصية، وهل تليق به تلك التهم التي الصقتها به الوهابية؟!.

نحن بدورنا، سنضع بين يدي متصفحينا ولكل انسان يحترم عقله وعقول الاخرين، بعض افكار واقوال ومواقف الشيخ المالكي، من لسانه هو، دون زيادة او نقصان، وبعدها نترك الحكم لهم، في الشيخ المالكي، الذي يواجه خطر الاعدام، بعد ان خاطب الشباب السعودي، متسلحا بالعقل والمنطق، وهما سلاحان "ارهابيان"، من وجهة نظرة الوهابية.