العالم - لبنان
في إطار ترطيب الأجواء بين الحريري وجنبلاط أكد وزير الصناعة وائل أبو فاعور وأحد المقربين من جنبلاط أن "العلاقة بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي راسخة وثابتة ومبنية على أساس متين وصلب أساسه الشهادة وحرية لبنان واستقلاله وسيادته"، مشيرا الى انه "اذا كانت هذه العلاقة قد مرت بسحابة صيف في الايام الماضية فان الايام القليلة المقبلة ستشهد عودة هذه العلاقة الى رسوخها والى ثباتها بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري".
وفي كلمة له خلال احتفال تربوي في منطقة راشيا اعتبر ابو فاعور أن "اليد الخيرة يد الوحدة الوطنية يد يعسوب الوحدة الوطنية رئيس مجلس النواب نبيه بري ستكون لها اللمسة السحرية في رأب الصدع بين الحليفين وبين الصديقين".
وقال أصدقاء مشتركون لرئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن الاشتباك السياسي بينهما بلغ ذروته من دون أن يقفل الباب في وجه سعاة الخير الذين تمكّنوا من إقناع محازبي الطرفين بضرورة الالتزام بالتهدئة، وفي مقدّمة هؤلاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيسعى مع حليفي الأمس لرأب الصدع بينهما.
وأكد الأصدقاء المشتركون أن بري سيتواصل مع الحريري وسيلتقي جنبلاط فور عودته من إجازته الإيطالية في محاولة لجدولة الأسباب الكامنة وراء تصاعد وتيرة الخلاف بينهما.
ورأوا أن رئيس المجلس النيابي كان توصّل إلى التزامهما بالتهدئة ووقف تبادل الحملات الإعلامية بما فيها التغريدات التي خرجت عن كل ما هو مألوف بين حليفين بدأ تحالفهما يهتز.
لكن هؤلاء رأوا أن الخلاف مهما استعر بين الحريري وجنبلاط لن يصل إلى إسراعهما في "إنجاز معاملات الطلاق السياسي" لأنهما محكومان بالتفاهم بدل إصدار الأحكام على النيات. أكدوا أن عدم تجاوبهما مع الجهود الرامية إلى إصلاح ذات البين بينهما سيؤدي حتماً إلى إضعافهما لأنه يسهّل على الآخرين الالتفاف عليهما بالمفرق، وهذا ما ينسحب أيضاً على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي كان أثار مع الحريري عندما اجتمع به أخيراً علاقته بجنبلاط ووجوب دخولهما في مصارحة لا بد منها كشرط لإعادة ترميم علاقتهما.
بدأ الخلاف بين الطرفين بعد تسرب أخبار عن اتفاق بين الحريري و جبران باسيل وزير الخارجية ورئيس حزب التيار الوطني الحر حول تعيينات الفئة الأولى في الإدارات والسلك العسكري وغيره وأدرك جنبلاط بأن حصته في هذه التعيينات أقل مما هو يريد.
وبحسب المراقبين فإن جنبلاط لا يريد ان يشاركه أحد في حصته في التعيينات ولا سيما الدروز و بشكل خاص الاشخاص المويدين لمنافسه على الزعامة الدرزية طلال ارسلان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وهو يريد ان يبقى بيضة القبان في المعادلات السياسة اللبنانيه ليستطيع أن يوثر على التطورات الداخلية و الاقليمية كما كان في السابق.
و جنبلاط ادرك انه بعد اتفاق الحريري مع باسيل حول التعيينات السياسة و العسكرية سيفقد هذا الدور الذي تمتع به خلال السنوات الماضيه و كل طرف في لبنان كان يريد رضا جنلاط في اي معادله داخليه في لبنان.