قتلة الاسرى والاطفال.. هؤلاء هم أبطال أمريكا

قتلة الاسرى والاطفال.. هؤلاء هم أبطال أمريكا
الأربعاء ٠٣ يوليو ٢٠١٩ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

برّأت محكمة عسكرية امريكية اليوم الثلاثاء، ساحة  ادوارد غالاغر (40 عاما)، الضابط في القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية، من تهمة قتل فتى عراقي أسير كان مصاباً في ساقه خلال معارك الموصل عام 2017، وكذلك من محاولتين لقتل مدنيين عراقيين.

العالم - كشكول

وكان غالاغر أدين بالتقاط صورة جماعية مع جنود آخرين قرب جثة فتى عراقي عمره 15 عاما، قتله بطعنات سكين في الصدر والرقبة، وخنقه عبر وضع إبهامه على الأنبوب الذي أدخل في القصبة الهوائية للمصاب من اجل مساعدته على التنفس.

ودفع وكلاء الدفاع عن الضابط بأن موكلهم أراد من وراء التقاط هذه الصورة الجماعية تعزيز روح الفريق وتوطيد الصداقة بين عناصر وحدته!!، وأنه ضحية مؤامرة حاكها ضده عدد من مرؤوسيه الذين كانوا يريدون التخلّص منه!!.

الملفت ان تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” افاد ان غالاغر كان يتفاخر أمام عناصر وحدته بعدد الأشخاص الذين قتلهم، بمن فيهم نساء، ولكن رغم ذلك ، قسم من الأميركيين ينظرون الى غالاغر على انه بطل قومي ملاحق ظلماً، كما اطلقت مجموعة من النواب حملة من أجل إطلاق سراحه، رفعت شبكة "فوكس نيوز" لواءها، فيما دخل الرئيس دونالد ترامب على خط هذه القضية، ملمحا إلى إمكانية إصدار عفو رئاسي عن العسكري إذا ما أدانه القضاء.

هذه ليست المرة الاولى التي تبرأ المحاكم الامريكية المجرمين والقتلة، الذين تعج بهم الجيوش الامريكية، فهناك المئات من هذه الحالة ، بل الادهى ان بعض هؤلاء المجرمين، منحوا انواط شجاعة على ما اقترفوه من جرائم بحق الانسانية، ففي مثل هذا اليوم بالتحديد ، 3 تموز، ولكن في عام 1988، اسقط الطراد الامريكي وينسس ، طائرة مدنية ايرانية كانت في رحلة من بندر عباس الى دبي في الخليج الفارسي، بعد ان اطلق صوبها صاروخين، فاستشهد كل من كان على متنها وعددهم 290 راكبا، بينهم 66 طفلا، تناثرت اجسادهم فوق الماء.

امريكا التي تتعامل مع الاخرين بمنطق الكابوي المتغطرس ، وبدلا من ان تحاكم طاقم الطراد على فعلتهم الشنيعة، منحتهم وسام البحرية الأمريكية تقديرا لإدائهم الممتد من عام 1984 إلى 1988 في منطقة الخليج الفارسي!.

وتماديا في اجرامها وبلطجتها منحت الحكومة الامريكية في عام 1990، قائد الطراد وينسس ، قاتل الاطفال المجرم ويليام روجرز وسام الاستحقاق الأمريكي، "بسبب حسن تصرفه وتنفيذ خدمات متميزة في فترة تولى مسؤوليته في وينسس بين أبريل 1987 ومايو 1989 ، اي في نفس الفترة التي ارتكب فيها جريمة اسقاط طائرة الركاب الايرانية، وعادة يمنح هذا الوسام في أمريكا إلى أفراد القوات المسلحة تكريما لـ"جدارتهم للسلوكات الاستثنائية في أداء الخدمات المتميزة والإنجازات المبهرة"!.

هؤلاء هم ابطال امريكا، مجموعات من السفاحين والقتلة والمرضى النفسيين والحاقدين على الانسانية، فوراء كل وسام شجاعة عُلق على صدر عسكري امريكي، هناك دماء بريئة اريقت ظلما وعدوانا، فالبطولة في القاموس الامريكي، تعني ان تكون اكثر اجراما ووحشية، وما "ابطال حرب فيتنام" من الامريكيين!، الذين تكرمهم امريكا بين فترة واخرى، الا عينة من ابطال الاجرم والقتل والسلب والنهب.