'اسرائیل' ستهاجم ایران بدون اميرکا!

'اسرائیل' ستهاجم ایران بدون اميرکا!
الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٩ - ٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش

رأى مُحلِّل الشؤون العسكريّة، رون بن يشاي، في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، أنّه نادرًا ما يلقي رئيس الموساد خطابًا علنيًا ويتحدث فيه عن الأمور بإسهاب وانفتاح، وبالقدر الذي فعله رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين في مؤتمر هرتسليا، لافتًا إلى أنّه من الواضح تمامًا أن هذا الخطاب كُتب وصيغ ليس فقط بموافقة رئيس كوهين بنيامين نتنياهو، بل يمكن الافتراض أن رئيس الحكومة تدخّل في وضع مضمون الخطاب وحجم التفصيلات والمعلومات التي قدمها رئيس الموساد في كلامه.

العالم - ايران

وأشار المحلل الى تاكيدات كوهين بان الكيان الاسرائيلي هو المسؤول عن منع إيران من الحصول على سلاحٍ نوويٍّ، واعتبر ان الهدف الأول والمركزي لخطاب كوهين هو ردع إيران، بحسب زعمه واضاف: يُمكِن الافتراض أنّ هناك علاقة بين الخطاب والهجوم في سورية المنسوب إلى "إسرائيل" قبل ساعات منه، وأيضًا علاقة بتاريخ 1 تموز (يوليو)، الموعد الذي أعلنه الإيرانيون مسبقًا للبدء بتخصيب كميات من اليورانيوم أكبر من تلك التي يُسمح لهم بالاحتفاظ بها بحسب الاتفاق النوويّ، كما أكّد.

وأوضح أنّ إيران لم تتخلّ عن جهودها لإقامة جبهة إضافية ضد "إسرائيل" في سورية، ولم تتخلّ عن تطوير مشروعها النووي العسكري، ولا عن الإرهاب، بحسب زعمه واضاف: وخطاب رئيس الموساد هو فعليًا الرد الإسرائيلي الاستراتيجيّ الذي يستهدف ردع طهران من خلال تذكيرها بحقيقة أنّ الاستخبارات الإسرائيلية تعرف ماذا تفعل إيران خفية في الماضي، وتعرف أكاذيبها، وماذا تفعل اليوم، كما زعم.

العنصر الثاني في الخطاب الذي يهدف إلى ردع الإيرانيين بحسب المسؤول الصهيوني، كان الجملة البسيطة التي قالها رئيس الموساد إنّ "إسرائيل" لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، ولقد فعل ذلك بواسطة صيغة لمّح فيها إلى أنه حتى إذا لم تشارك الولايات المتحدة "إسرائيل" في عملية عسكرية ضد إيران، فإنّ "إسرائيل" ستتحرك ضد النووي الإيراني بقواها الذاتية وبوسائل متعددة، على حدّ تعبير المصادر التي اعتمد عليها.

وأردف المُحلِّل أنّه بالإمكان أنْ نشعر بأنّ كوهين حاول في خطابه، بصورة غير مباشرة لكن واضحة، تعديل الانطباع المائع الذي تركه سلوك ترامب الضعيف حيال الاستفزازات الإيرانية في الخليج (الفارسي) بحسب زعمه، وما شجع الإيرانيين هو إلغاء الهجوم الأمريكي ردًا على إسقاط طائرة التجسس، ويرون في الخطوة دليلاً على ضعف. يوسي كوهين، كما قلنا، حاول أن يعدّل ذلك. وأوضح أيضاً ما حاول الأميركيون طمسه، وهو أن الإيرانيين هم الذين هاجموا ناقلات النفط التي كانت تعبر بالقرب من مضيق هرمز، كما زعم.

وأردف المُحلّل: المعلومات التي قدمها بشأن سرقة الأرشيف النووي الإيراني غرضها تذكير النظام الإيراني بأنّ "لإسرائيل" أرصدة في طهران يمكن استخدامها عند الحاجة من أجل زعزعة النظام هناك ، ولم يُخفِ كوهين تفاخره بهذه العملية، وكان واضحًا أنه يعتبرها، وعن حق، من أكبر إنجازات الموساد وأي جهاز آخر يمكن أنْ يحققه، طبقًا لمزاعمه.

وبالتالي فإن رئيس الموساد يحاول الاستفادة من خلال هذه التصريحات والاشارة الى عملية ملفقة مثل سرقة ارشيف ايران النووي لرفع معنويات افراد الجهاز الحكومي الصهيوني بعد الاختراقات التي احدثتها ايران داخل الجهاز الاداري والحكومي في الكيان الاسرائيلي.

ولفت المحلل الاسرائيلي إلى أنّ ثمة هدف آخر لخطاب كوهين هو الرفع من مستوى إنجازات رئيس الحكومة ووزير الأمن نتنياهو في مجاليْ الأمن والعلاقات الخارجية، وبصفته رئيسًا للموساد يتحدث عن “أطراف أُخرى في المنطقة مستعدة للتعاون”، وعن القدرة على أن نكون حليفاً وفيًا للولايات المتحدة، وفي الوقت عينه إجراء حوار مع الكرملين، هو فعليًا يقول ما يريد نتنياهو أنْ يقوله، لكنّه قد يُتهم باستغلال المعلومات ومكانته في موضوعات الأمن من أجل أغراض المعركة الانتخابية، كما قال.

وتابع المُحلِّل في تحليله، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة) في بيروت، تابع أنّه يمكن التقدير أيضًا أنّه من الأفضل لرئيس الحكومة أنْ يعرض كوهين الإنجازات التي يعرف الجميع أن لنتنياهو دورًا كبيرًا في تحقيقها، أيْ أنْ يترك الآخرين يقولون الأمور كي لا يظهر أنّه يتفاخر بنفسه، والهدف الثالث لخطاب كوهين هو الكشف أمام الجمهور الإسرائيليّ بعضًا من العمل الضخم للموساد، بحسب تعبيره.

ومضى قائلاً: لقد بدا الخطاب كحملة علاقات عامة للموساد ولرئيسه، لكن هذا مشروع، ويمكن بالتأكيد تصديق كوهين عندما يقول إنّه فخور بعمل النساء والرجال الذين يعملون تحت إمرته وبعمله هو نفسه. هذا العمل الذي لا يركز فقط على تحقيق أكبر قدر من الأمن للاسرائيليين، بل أيضًا على العمل الأخلاقي والجماعي الذي يجعل المجتمع الإسرائيلي يستحق الجهود التي يوظفها نساء ورجال مجهولون من أجل ضمان وجوده وقيمه، كما زعم.

واختتم قائلاً إنّه لا شك في أن هذا الجزء من الخطاب يهدف إلى مساعدة الموساد في تجنيد ألمع وأفضل العناصر التي يحتاج إليها في العصر السيبراني والذكاء الاصطناعيّ، على حدّ زعمه.

المصدر: رأي اليوم