بالفيديو: هولندا تطلق عملية ترميم ضخمة للوحة رامبرانت أمام أنظار الجمهور

بالفيديو: هولندا تطلق عملية ترميم ضخمة للوحة رامبرانت أمام أنظار الجمهور
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

أطلق متحف "ريكسميوزيوم" بأمستردام الاثنين عملية ضخمة بتكلفة ملايين اليوروهات لترميم لوحة "دورية الليل" للفنان الهولندي رامبرانت. والجديد واللافت للنظر في هذه العملية أنها ستجري أمام أعين زوار المتحف، كما ستبث تفاصيلها عبر الإنترنت ليتاح لجمهور الفن في العالم الاطلاع على تطوراتها.

بدأ متحف "ريكسميوزيوم" في أمستردام الاثنين أكبر عملية ترميم للوحة "دورية الليل" لرامبرانت خلف الواجهة الزجاجية في صالة الشرف وعلى مرأى من الزوار.

ومن المفترض أن يستغرق ترميم هذه اللوحة الكبيرة التي تعود إلى العام 1642 سنوات عدة وتبث العملية بثا مباشرا عبر الإنترنت كي يشهد العالم أجمع على تطوراتها.

وتعد ’دورية الليل‘ "من أشهر اللوحات في العالم. ويقصد المتحف أكثر من مليوني زائر للتفرج عليها كل سنة"، بحسب ما قال مدير المتحف تاكو ديبيتس في مؤتمر صحافي.

وهذا العمل الضخم الذي يبلغ طوله 3,8 أمتار وعرضه 4,5 أمتار وزنه 337 كيلوغراما هو "ملك العالم أجمع. ونعتبر أنه من حق الجمهور أن يتابع ما نفعله بهذه اللوحة"، وفق ديبيتس.

وتبلغ كلفة هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم "عملية دورية الليل" ملايين اليوروهات، وهي ميزانية غير معهودة لمشروع من هذا القبيل. وأوضح المتحف أنها "أوسع وأكمل عملية بحث وترميم لتحفة رامبرانت هذه في التاريخ".

ويسعى متحف "ريكسميوزيوم" إلى أن يحافظ على هذه التحفة الفنية "على أكمل وجه" من أجل عرضها للأجيال المقبلة.

وسيتسنى للزوار متابعة عملية الترميم بأدق تفاصيلها من خلف واجهة زجاجية وضعت حول اللوحة خصيصا لهذا الغرض من تصميم المهندس الفرنسي جان-ميشال ويلموت الذي سبق أن كلف بترميم صالات المتحف في ورشة طويلة أنجزت سنة 2013.

ألوان باهتة وهالات بيضاء

في العام 1642، تلقى الرسام الهولندي رامبرانت فان رين (1606-1669) طلبية من قائد ميليشيا أمستردام البورجوازية فرانس بانينك كوك لرسم بورتريهات عن أعضاء هذه الوحدة.

وخلال ثلاثة قرون ونصف القرن، تنقلت اللوحة إلى عدة مواقع وخضعت لعدة محاولات ترميم، ونجت من شر النازيين.

وتعود آخر عملية لترميمها إلى أكثر من أربعين عاما، بعدما خربها مختل عقلي بسكين في العام 1975.

وقد لاحظ الخبراء ظهور هالة بيضاء على بعض أجزاء اللوحة، ولا سيما المناطق التي تعرضت لطعنات السكين، ما أزال الألوان بعض الشيء عن رسم الكلب الصغير في أسفل اللوحة إلى اليمين.

وكان تاكو ديبيتس قد قال خلال تقديم مشروع الترميم هذا في أكتوبر/تشرين الأول "لاحظنا في السنوات الأخيرة بقع بيضاء تظهر في الجزء السفلي من اللوحة. ونريد أن نفهم ماهية الأمر وترميم اللوحة على أفضل وجه".

ويعاين خبراء الطلاء بواسطة صور عالية الدقة وأدوات تحليل رقمية لكل طبقة من الطلاء بغية تحديد أفضل أساليب الترميم.

وكانت لوحة "دورية الليل" قبل خضوعها لعملية التجديد هذه محور معرض نظم في الربيع بمناسبة مرور 350 سنة على وفاة الرسام الهولندي الشهير.

وقد كلف "ريكسميوزيوم" جيشا من 25 عالما وباحثا وخبيرا في الترميم والحفظ بأن يعيدوا إلى اللوحة الشهيرة رونقها. وهو مشروع طويل الأمد ومن غير الوارد ترميم الطلاء في المستقبل المنظور.

وقالت بيتريا نوبل مديرة قسم ترميم اللوحات في المتحف إن "مرحلة البحث ستستغرق سنة تقريبا. بعدها سيتسنى لنا وضع خطة للمعالجة". وستعمل مع فريقها "طوال سنوات" وسط صالة الشرف في المتحف التي يزورها آلاف الأشخاص من بلدان مختلفة كل يوم.

وتقر نوبل بأن "العملية مرهقة في بادئ الأمر. لكن الفريق سيتكيف مع الوضع بعد أسبوع ولن يبالي لنظرات المتفرجين. فكل يركز على مهامه".