بأدلة دامغة.. ادارة ترامب عنوان الكذب

بأدلة دامغة.. ادارة ترامب عنوان الكذب
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٩ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

بشهادة وسائل الاعلام وكبريات الصحف الامريكية، إن الرئيس دونالد ترامب قد حطم الرقم القياسي للكذب في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، حيث سجلت عليه آلاف الأكاذيب والادعاءات المضللة منذ دخوله البيت الأبيض في يناير 2017. فمن سخرية الدهر أن تتهم ادارة ترامب المتخمة بالكذب، ايران بأنها تعتمد الكذب في مواقفها وتصريحاتها ازاء القضايا الدولية!!.

العالم- تقارير

الكذب والمعلومات المضللة هي أبرز الأمور التي ستحضر في ذهن الأمريكيين عند ذكر اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند انتهاء فترة رئاسته في عام 2020، فوتيرة التفوه بالأكاذيب وتشويه الحقائق تزداد بصورة متسارعة على نحو لا يصدق حتى لدى الأخير عدد الكذبات التي يطلقها يومياً.

"مدقق الحقائق" يحصي اكاذيب ترامب

واستطاع ترامب أن يحقق رقما قياسيا في الكذب والتضليل بشأن سياساته الداخلية والخارجية، حتى بلغ به الحال الى أن يدلي يوميا بـ 22 تصريحا كاذباً أو مضللاً ليقطع حاجز الـ 10 آلاف كذبة، حسب ما اكدت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية في 6 مارس/آذار الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب أطلق 9014 كذبة خلال 773 يوما منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في يناير 2017، وأشارت إلى أن نسبة الأكاذيب كانت في ارتفاع مطرد، حيث بلغت حوالي 16,5 حالة يوميا عام 2018 بعد أن كانت بحدود نحو 6 حالات عام 2017.

واستندت الصحيفة في هذه الأرقام إلى بنك المعلومات "مدقق الحقائق" التابع لها والتي تحلل وتصنف وتتبع كل عبارة مشبوهة يصدرها الرئيس الأمريكي.

وحسب الصحيفة، فإن معظم الأكاذيب التي يطلقها الرئيس تتعلق بشؤون الاقتصاد، بما في ذلك التجارة والوظائف ومعدل النمو، والتخفيض الضريبي، كما تشمل أيضا قضايا الهجرة والجدار الفاصل على الحدود مع المكسيك، وأعداد المشاركين في التجمعات المؤيدة له، فضلا عن العلاقات مع روسيا والدول الأوروبية وحلف الناتو.

شبكة "سي إن إن" الأمريكية من جهتها، قالت في أحدث تقرير لها إن ترامب، استعرض 3 ادعاءات كاذبة في تغريدة مكونة من 19 كلمة حول نسبة تأييده من الحزب الجمهوري، كتبها عبر صفحته الرسمية على "تويتر" في 14 يوليو/تموز الجاري 2019.

وفي تقرير آخر نشرته شبكة "سي إن إن" الاخبارية الشهر الماضي واستندت فيه إلى قاعدة بيانات "مدقق الحقائق"، أشارت إلى أن ترامب يتفوه بالأكاذيب لدرجة يصعب إدراكها بالعقل السليم فعدد المرات التي يكذب فيها يتجاوز عدد المرات التي يغسل فيها المواطن الأمريكي يديه يومياً.

ولفتت إلى أن استعداد ترامب لتزييف الحقائق وتشويهها ليس أمراً جديداً فمنذ ترشحه لمنصب الرئاسة الأمريكية في عام 2015 أظهر قدرة كبيرة على خلق واقع خاص به لا يتوافق مع الحقائق الثابتة ومع مرور الأيام على فترة رئاسته ازدادت نسبة كذبه واستعداده لإنكار وقائع مثبتة وتصريحات أطلقها بنفسه.

ترامب يتهم ايران بالكذب!

اما الآن، وبناء على هذه المستندات فمن سخرية الدهر ان تتهم ادارة ترامب المتخمة بالكذب والغل والاحتيال، ايران بأنها تعتمد الكذب في مواقفها وتصريحاتها ازاء القضايا الدولية ومنها الاتفاق النووي والتصعيد الحاصل في منطقة الخليج الفارسي.

فإذا ما اردنا أن نقارن بين مواقف وتصريحات المسؤولين الايرانيين والامريكيين ازاء قضايا مهمة كالاتفاق النووي والتزام ايران بهذا الاتفاق وكذلك التطورات الحاصلة بالخليج الفارسي وتفكيك وزارة الامن الايرانية شبكة تجسس امريكية في ايران فان المسؤولين الامريكيين سيكونون بهذه المقارنة عنوان الكذب على الاطلاق.

بومبيو: كذبنا، خدعنا، نهبنا

قبل كل شيء وانطلاقا من مبدأ "من فمك ادينك" فقد أدان وزير الخارجة الامريكي مايك بومبيو، نفسه بنفسه عندما اعترف ان عمله في إدارة وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) كان محصورا بالكذب والخداع والنهب، معتبرا هذا الاسلوب مؤشرا على مجد امريكا، الامر الذي اثار موجة من الاستياء حتى بين النخب السياسية في امريكا.

وفي كلمة له القاها، في جامعة "اي اند ام" بتكساس في نيسان/ ابريل الماضي، تساءل بومبيو: ماذا كان شعار جامعة ويست بوينت (الجامعة العسكرية التي درس فيها بومبيو)؟ مجيبا: "لا تكذب، لا تخدع، لا تنهب، ولا تتحمل الذين يرتكبون هذه الامور". ولكن عندما كنت رئيسا للسي آي اي، كذبنا، خدعنا، نهبنا. لقد تلقينا دورات تدريبية شاملة. ورأى ان هذه الامور تمثل تجربة المجد الامريكي.

ترامب وشبكة التجسس الامريكية

كما اشار الى ذلك وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الامريكية مؤخرا حول خبر تفكيك خلية التجسس الامريكية في ايران عندما قال إنه لا يمكنه التعليق بشكل محدد على هذه القضية، وما تلته من مزاعم اطلقها ترامب بشأن إعلان ايران القبض على 17 جاسوسا تلقوا تدريبات من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (CIA)، الامر الذي يعتبر دليلا على خزي امريكا بدل مجدها.

وبثت وزارة الامن الإيرانية، الاثنين الماضي، فيلما وثائقيا حول عملية تفكيك شبكة تجسس تدرّب عناصرها على ايدي عملاء وكالة (CIA) الامريكية فيما قال ترامب ان التقارير التي أفادت بتفكيك شبكة تجسس تعمل لصالح السي اي ايه في ايران غير صحيحة.

مقارنة بين غلوبال هوك ومهاجر-4

وعن تطورات الميدان فكل الذي قالته ايران وثقته بالصوت والصورة ومنها إسقاط طائرة التجسس الامريكية العملاقة "غلوبال هوك" وتأكيدها على انها سقطت في الأجواء الايرانية، الا ان امريكا ما زالت تصر على ان هذه الطائرة كانت في الاجواء الدولية رغم ان ايران جمعت حطامها في المياه الاقليمية وعرضته عبر شاشات التلفزة.

ميدانيا ايضا قالت امريكا انها اسقطت طائرة مسيرة ايرانية وانها سوف تبث تسجيلا حول الحادث. ورغم مرور وقت طويل على الحادث لم ير العالم لا صورة ولا تسجيل للحادث المزعوم بينما ايران بثت فيلما للطائرة المسيرة التي ادعت امريكا أنها أسقطتها وهي تبعث صورا في غاية الدقة عن المدمرة الامريكية "يو اس اس بوكسر" وباقي القطع البحرية الامريكية.

ونشر الحرس الثوري الإيراني جانبا من المشاهد عن رصد المدمرة "يو اس اس بوكسر" التقطتها الطائرة المسيرة من طراز "مهاجر-4".

وبعد هذا الفيلم الدامغ، اصيب القادة العسكريون الامريكيون بحالة تخبط حيث تتناقض تصريحاتهم بين ساعة وأخرى فهم يعلنون مرة انها كانت طائرة واحدة ومن ثم يقولون انها طائرتان وفي ثالثة يقولون انها ثلاثة دون اين يقدموا اي صورة ملموسة لكل ما يزعمون.

على الاعداء ان يعرضوا أدلتهم

وبعد إعلان الجيش الأمريكي أنه استهدف طائرتين إيرانيتين مسيرتين الأسبوع الماضي، أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي رسمياً عدم سقوط أي طائرة إيرانية مسيرة واصفاً مثل هذه المزاعم بأنها كذبة كبيرة وقد أثبتت إيران ذلك بالدليل القاطع.

ولفت الى ان طائرتنا المسيرة، حلقت ثلاثة ساعات وأربعين دقيقة فوق مياه الخليج الفارسي، ونفذت مهمة الرصد والرقابة، مبيّنا ان الطائرة المسيرة أرسلت صورا عن جميع الوحدات البحرية الاقليمية والاجنبية، مضيفا: قمنا ببث جانب من هذه الصور والمقاطع للشعب الايراني والرأي العام العالمي.

وأوضح اللواء سلامي: اذا كان الاعداء يزعمون إسقاط طائرات ايرانية مسيرة، فعليهم ان يعرضوا أدلتهم وإثباتاتهم.

وأكد أنه في عالم اليوم لا يتقبل احد أي كلام دون إثبات.. فليعرضوا فيلم إستهداف الطائرة الايرانية المسيرة وليعرضوا حطامها، ويثبتوا زعمهم، لأنه بمجرد الكلام لن يتقبل اي احد كلامهم.

هذا في وقت أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن طائرات إيران المسيرة نفذت مهامها وعادت إلى قواعدها سالمة.

الاتفاق النووي واكاذيب ترامب

اما اذا راجعنا الى اكاذيب ترامب السابقة على الشعب الامريكي فهي فضيحة بمعنى الكلمة، على سبيل المثال، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجهزة الاستخبارات الأمريكية عقب شهادات مسؤوليها أمام الكونغرس بشأن عدم سعي ايران لحيازة السلاح النووي والتزامها بالاتفاق النووي.

وادلى مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية دانيل كوتس بشهادته في جلسة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في يناير/ كانون الثاني 2019، معلنا أن إيران لا تقوم في الوقت الحالي بنشاط يهدف إلى تطوير السلاح النووي وفقا لتقييمات الـ"سي آي إي".

كما اعلنت مديرة الاستخبارات المركزية الامريكية (السابقة) جينا هاسبل خلال هذه الجلسة بأن ايران لا تزال ملتزمة ببنود الاتفاق النووي وفقا لتقارير "سي اي ايه"، أما ترامب فخرج على الشعب الامريكي رافضا تقارير الاجهزة الاستخبارية الامريكية التي اكدت التزام ايران بالاتفاق النووي بحذافيره.

وفي تغريدة على تويتر، وصف ترامب الـ"سي آي إي" بأنها أجهزة "ساذجة" و"مخطئة" فيما يتعلق بالتهديد الذي قال إن إيران تمثله. وأضاف "ربما يجدر بقادة أجهزة الاستخبارات أن تعود إلى مقاعد الدراسة".

كذبة ترامب الكبرى بشأن خاشقجي

وفي هذ السياق ايضا كذب ترامب تقارير هاسبل حول مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في اسطنبول حفاظا على علاقته المشبوهة مع آل سعود.

ويجمع المراقبون لتغريدات ترامب على "تويتر"، بأن أكاذيبه ليست حتى مبدعة أو منطقية أو يصعب كشفها بل يكذب حتى عندما تكون الكذبة سخيفة للغاية ومن السهل كشفها. فمن هذا المنطلق واستنادا على ما تقدم، يبدو بشكل واضح وشفاف ان ترامب شخص بارع في الكذب وما تذكره الصحافة الامريكية بشأن ترامب وإدارته فهو صحيح لا غبار عليه وان ادارة ترامب تمثل عنوان الكذب.

وشهدت الولايات المتحدة العديد من التغييرات منذ فوز ترامب بالرئاسة نوفمبر 2016، حيث تعهد بتغيير جذري في سياسة بلاده في الداخل والخارج، لكن ما تحقق من تعهداته لم يقنع الرأي العام المحلي والدولي.

وبعد مرور أكثر من عامين على انتخاب ترامب، أصبحت الولايات المتحدة منقسمة أكثر، وبات الأمريكيون أقل ثقة في سياسة ادارة ترامب، وتظهر الولايات المتحدة الأمريكية في الداخل والخارج أقل قدرة على إيجاد حلول وسط لأزمات داخلية وخارجية تصنعها بنفسها.