كم تبلغ قيمة الانسان اليمني عند "ترامب التاجر"؟!

كم تبلغ قيمة الانسان اليمني عند
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠١٩ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش

كم تبلغ قيمة الانسان اليمني عند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ يبدو أنها لا تساوي الكثير لانه نقض، الأربعاء، ثلاثة قرارات للكونغرس بحظر صفقات بيع أسلحة تقدّر بمليارات الدولارات إلى حلفاء للولايات المتحدة تشمل السعودية والإمارات اللتين تخوضان حربا مدمرة في اليمن راحت ضحيتها الالاف من اليمنيين الابرياء.

العالم - اليمن

أعلن البيت الأبيض ليل الأربعاء، أن ترامب استخدم "الفيتو" على ثلاث مشروعات قوانين، من شأنها منع الترخيص لمبيعات أسلحة معينة الى السعودية، والإمارات.

ترامب برر في رسالة وجهها الى مجلس الشيوخ استخدامه الفيتو بزعمه ان القرارات تضعف القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي وتضر بعلاقات بلاده مع الحلفاء والشركاء، مشيرا الى ان عدم بيع الذخائر الدقيقة، سيؤدي على الأرجح الى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين حسب تعبيره. وينظر ترامب أيضا لمبيعات السلاح الخارجية على أنها وسيلة لتوفير فرص العمل.

الكونغرس في مواجهة ترامب

وكان الكونغرس قد صادق على القرارات هذا الشهر في خطوة شكلت ضربة لإدارة ترامب التي اتخذت مساراً استثنائياً في مايو/أيار الماضي، بتجاوز موافقة الكونغرس على إبرام صفقات السلاح، بذريعة "تهديد" إيران لاستقرار الشرق الأوسط.

وانتقد ديمقراطيون وجمهوريون إدارة ترامب، بسبب استخدامها لإعلان حالة الطوارئ بشأن إيران لتجاوز الكونغرس، ومصادقة مبيعات الأسلحة للسعودية.

وفي مايو/أيار الماضي، رجع ترامب إلى بند نادر الاستخدام من قوانين الحد من الأسلحة للالتفاف على الكونغرس، والسماح ببيع الأسلحة إلى بقرته الحلوب في المنطقة.

وفي حين أن مبيعات الأسلحة عادة ما تمر بفترة مراجعة مدتها 30 يوماً من قبل الكونغرس، إلا أن البند المذكور يسمح بتخطي هذه العملية في حالة الطوارئ. وهذه هي المرة الثالثة التي يستخدم فيها الرئيس الفيتو الرئاسي منذ توليه منصبه.

وكان السيناتور بوب مينينديز اعرب عن استيائه في شهر مارس/ ابريل من الإدارة الأمريكية لدعمها المطلق للسعودية، متسائلاً: "إن كان لديك ابن يطلق النار بشكل عشوائي، ويعرض حياة الجيران للخطر، هل ستدعمه بمزيد من الرصاص، أم لا ؟".

حق النقض

واستخدم ترامب الفيتو لأول مرة في وقت سابق من هذا العام في إجراء يهدف إلى إنهاء إعلان الطوارئ على المستوى الوطني، الذي استخدمه لتمويل الجدار على طول الحدود الجنوبية.

وفي أبريل/نيسان الماضي استخدم الرئيس الأمريكي الفيتو ضد قرار دعمه الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس بغرفتيه يفضي إلى سحب الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وزادت مشاعر الإحباط بعد مقتل جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المقيم بالولايات المتحدة وكاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست، بالقنصلية السعودية في تركيا العام الماضي فقال الديمقراطي إليوت إنجيل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبيت الأبيض، في وقت سابق، إن رفض الكونغرس بيع السلاح للمملكة "رسالة قوية مفادها أن قيمنا لا بد وأن توجه سياستنا الخارجية".

كما تدين منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان ومسؤولون سياسيون في العالم باستمرار دور السعودية في الممارسات التي ترتكب ضد المدنيين في اليمن. من جهة أخرى يعتبر مراقبون أن صفقات الأسلحة الأمريكية للسعودية تفاقم الحرب في اليمن.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ، خلال أيام على فيتو الرئيس الأميركي على مشروعات القوانين تلك، حيث يتطلب تجاهل فيتو الرئيس موافقة أغلبية الثلثين من أعضاء المجلس.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن المجلس سيصوت خلال أيام على ما إذا كان سيتخطى فيتو ترامب.

ومن شأن هذه الإجراءات أن تعرقل بيع ذخائر أسلحة موجهة من إنتاج شركة "ريثيون" ومعدات متصلة بها.

وأيد مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون القرارات الأسبوع الماضي وكان ذلك على أساس حزبي بدرجة كبيرة ثم أحالها إلى البيت الأبيض حيث تعهد ترامب باستخدام حق النقض للاعتراض عليها.

ويرى المراقبون ان تحدى ترامب لقرارات الكونغرس الرسمية لوقف المشاركة الأمريكية في الحرب التي يرفضها الشعب الأمريكي أيضا، بحد ذاته يجب أن يعتبر انتهاكا للدستور ومؤهلا لبدء إجراءات الإقالة.

ويقول الخبراء إن الأسلحة التي تبيعها إدارة ترامب للسعودية والإمارات لن تستخدم ضد ما يروجه بالبعض عن هجوم إيراني مفترض، ولا للردع، لكنها ستستخدم في الحرب البشعة في اليمن، وفي قتل المدنيين هناك. وأن ترامب بهذا يشعل العدوان السعودي على بلد فقير.

ووفقا لرؤية الداعمين لقرار ترامب أن الكثير من الأشخاص سيخسرون عملهم إذا ما توقف التجار عن بيع الطائرات الحربية والمعدات الأخرى المتطورة للمملكة العربية السعودية. لذلك، ستشهد الولايات المتحدة خسارة كبيرة في عدد مواطن الشغل، وفي حجم إيراداتها. فمن الواضح أن ترامب لا يهتم بحياة الملايين من اليمنيين أكثر من مبيعات الأسلحة.