جيفري ابستين..اخر وجوه عالم الفضائح الاميركي.. وليس الاخير

جيفري ابستين..اخر وجوه عالم الفضائح الاميركي.. وليس الاخير
الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٧:٥٠ بتوقيت غرينتش

قبل ايام اعلنت السلطات الاميركية العثور على "جيفري ابستين" ميتا داخل زنزانته في السجن الفيدرالي في مدينة نيويورك، بعد يوم من رفض المحكمة الافراج عنه بكفالة مالية. هذه ليست النهاية بل البداية فمن هو جيفري ابستين وماذا يخفي من اسرار؟

العالم- قضية اليوم

جيفري ابستين رجل اعمال وممول معروف في الولايات المتحدة، بدأ اسمه يحظى باهتمام كبير اوائل الالفية الجديدة بعد الكشف عن دعاوى قضائية رفعت ضده تتهمه باستغلال فتيات قاصرات واجبارهن على العمل في مجال ما يعرف "بالعبودية الجنسية".

القضية تطورت في عامي 2005 و2006 وصولا الى العام الحالي حيث اعيد الكشف عن الوثائق المتعلقة بالتحقيقات حول تورط ابستين بهذا العمل لتصل الامور الى حد اتهامه بتشكيل شبكة دعارة تشغل فتيات قاصرات تخطى عددهن الاربعين.

هذا المشهد يمكن تصوره بسهولة في الحياة الاميركية خاصة السياسية والتي تخص عالم المشاهير في المجالات الاجتماعية والفنية والاعلامية، لكن الملفت هو ما وراء هذه القضية

فما كشفته التحقيقات يتضمن اسماء لشخصيات معروفة جدا داخل الولايات المتحدة وخارجها. من الرئيس الاميركي الاسبق "بيل كلينتون" الى السيناتور السابق "جورج ميتشل" وصولا الى "الامير اندرو" ابن الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا. هذه الاسماء تقول التحقيقات ان بعضها كان متورطا في عمل ابستين المشبوه حيث اجبر الاخير بعض الفتيات القاصرات على اقامة علاقات مشبوهة مع الامير اندرو وميتشيل. فيما قال كلينتون انه لم يتواصل مع ابستين منذ سنوات ولا يعرف شيئا عن عمله هذا.

لكن هناك اسمان مهمان في هذه القضية الاول "غيزلاين ماكسويل"، وهي صديقة ابستين التي تحولت الى مديرة اعماله حيث تقول التحقيقات انها هي من ادار عمله المشبوه وهي من جندت الفتيات للدخول في شبكات الدعارة الخاصة به.

وماكسويل هي ابنة مارد الاعلام البريطاني "روبرت ماكسويل" الذي قتل في ظروف غامضة اثناء رحلة في البحر عام 1991، لكن التقارير تؤكد ان الموساد الاسرائيلي هو وراء الجريمة كون ماكسويل كان يعمل لديه وكان بحسب التقارير(يعلم اكثر مما يجب).

هذه الجملة يمكن تطبيقها على ابستين، فهو كان يعلم اكثر مما يجب، وما يعلمه ابستين يورط اسماء كبيرة ويطال رؤوسا كبيرة في الولايات المتحدة وخارجها، ومن ابرز هذه الاسماء الرئيس دونالد ترامب الذي استضاف في تسعينيات القرن الماضي ابستين في حفلة ماجنة والتقى به مرات عدة. وهنا تجدر الاشارة الى ان تقارير شبه مؤكدة تقول ان ابستين ترك دفتر مذكرات خاص به يتحدث فيه عن كل العلاقات والصداقات التي اقامها مع مسؤولين وشخصيات معروفة ويذكر فيه تفاصيل دقيقة عن هذه الشخصيات، وهنا تبرز قضية ان ابستين قتل في السجن ولم ينتحر كما افادت السلطات الاميركية، فما كان سيكشفه كان سيورط اسماء كبيرة ويحدث هزة قد تقلب الطاولة في الحياة السياسية والاعلامية الاميركية.

وما يزيد هذا الاعتقاد ظروف وعوامل مقتل ابستين.

اولا: زميل ابستين في الزنزانة نقل منها قبل مقتله ولم تتم اعادته اليها ولم يتم استبداله بسجين اخر

ثانيا: ابستين وجد مغميا عليه قبل ايام من مقتله في محاولة للانتحار كما افادت السلطات وبالتالي يطرح السؤال عن اجراءات المراقبة الخاصة بالسجناء الذين يشتبه بمحاولة انتحارهم

ثالثا: كاميرات المراقبة المخصصة لتسجيل ما يحصل داخل الزنزانات لم تعمل اثناء مقتل ابستين بحجة ان هناك نقص في التجهيزات

رابعا:تنص اجراءات السجن على تفقد السجناء كل نصف ساعة. لكن لم يتم تفقد ابستين في الوقت المحدد والعناصر المخصصة للتفقد لم يكونوا موجودين في ذلك الوقت

كل ذلك يدفع باتجاه تبني نظرية مقتل ابستين وليس انتحاره، وفي الولايات المتحدة حين يتم قتل شخصية تمتلك ملفا مهما وحساسا، لا يمكن استبعاد الاسماء المعروفة بما فيها رئيس الولايات المتحدة، فهل ستتواصل التحقيقات في قضية ابستين بعد مقتله؟ وهل ستقلب الطاولة عل الاسماء الكبيرة وهل سينكشف وجه اخر من وجوه الفساد الذي يتحكم بالطبقة السياسية والاعلامية والاجتماعية في الولايات المتحدة؟

حسین موسوي- محلل سياسي