الحريري يعود من واشنطن بعد زيارة اميركية صوبت على العهد وحزب الله

الحريري يعود من واشنطن بعد زيارة اميركية صوبت على العهد وحزب الله
الإثنين ١٩ أغسطس ٢٠١٩ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

المحادثات اللبنانية الاميركية تضع سعد الحريري امام خيارات مفتوحة لمرحلة مليئة بالالغام السياسية. والاولوية عهد الرئاسة الاولى و حزب الله.

العالم ـ لبنان

برزت العديد من المؤشرات ذات الصلة بالداخل اللبناني عقب زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لوشنطن واجرائه محادثات مع المسؤولين الامريكيين تمحورت بجلها حول رؤية امريكا للتعاطي مع حزب الله ودوره في لبنان والمنطقة من وجهة النظر الامريكية.

وفيما قالت الاوساط المتابعة بان محادثات الحريري مع الجانب الامريكي لم تخل من الاملاءات والتوصيات وممارسة الضغوط الناعمة والخشنة في آن واحد باتجاه ما يخدم اجندة واشنطن في لبنان، قالت ان الحريري بات في دائرة لا يحسد عليها وخاصة ان الطرح الامريكي ربط مصيره السياسي بشكل غير مباشر بحجم التعاون مع الرغبة الامريكية لجهة ما وصفه المتابعون "لجم حزب الله" مع ادراكه ان التفاهم اللبناني الداخلي يبقى المحصن لاي مسار مرحلي ومستقبلي بعد الانكشاف الواضح في الاهداف والمشاريع الخارجية مع بقائه أي الحريري وحلفائه في الرابع عشر من اذار على مستوى العلاقة التي تربطهم بالادارة الامريكية.

وتقول المصادر إن الحريري حرص بعد لقائه بوزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو على ضخ الايجابيات فيما يتعلق بانعكاس التفاهمات الداخلية الا ان الرهان الامريكي بقي منصبا على ان يلتزم رئيس الحكومة والذي بدوره تلقى جرعات دعم معنوي من واشنطن بالسقف المطلوب منه وخاصة علاقته بالقوى السياسية اللبنانة وعدم الذهاب بعيدا في تفاهماته مع رئيس الجمهورية وحزب الله لاسيما وان تذمر البعض من الداخل والخارج مما اسموه تماهيا مفتوحا لرئيس الحكومة "للارتماء في حضن رئيس الجمهورية وحزب الله لما يمثل الطرفان من تحالف يزعج الاخرين".

وكون السياسة الامريكية في عهد ترامب غير المعلنة تقوم على تطويق العهد واجهاض ما تبقى من سنواته السياسية من جهة وعرقلة دور حزب الله وخلق شرخ مع الوسط اللبناني من جهة ثانية، تقول المصادر ان موقع الحريري الحقيقي في المرحلة المقبلة سيتحدد على ضوء المستجدات والتطورات في المنطقة.

وسط ذلك رأت مراجع سياسية لبنانية مستقلة ان ما يكمن في كيفية تعايش التسويات الداخلية هو امر إضراري رغم ما ضخ هذا التفاهم من ايجابيات. لكنه يضع رئيس الحكومة بين فكي كماشة ومحددات ضاغطة من قوى داخلية وخارجية تعمل على عرقلة مسار الاستقرار خدمة للمصلحة الامريكية الساعية الى ابقاء التشنج السياسي راس حربة مشروعها مع ضبطه آنيا لعدم الانزلاق نحو توترات امنية حسب المصادر معللة ذلك بالاجندة الامريكية التي يتقدمها الضغط المستمر على لبنان تجاه الذهاب الى مفاوضات حول ترسيم الحدود تلامس مخرجات صفقة ترامب وتتجاوز في عمقها البر والبحر كتمهيد لكسر الارادة اللبنانية وثلاثيته الذهبية القائمة على مبدأ المواءمة في مقاربة لبنان للقضايا الكبرى وخاصة القضية الفلسطينية ومواجهة خطر العدوان الاسرائيلي على لبنان.

* حسین عزالدين