ابن سلمان.. إما ان يخسر عدن او الامارات!

ابن سلمان.. إما ان يخسر عدن او الامارات!
السبت ٣١ أغسطس ٢٠١٩ - ١٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

مع دخول تنظيم "داعش" الارهابي على خط المواجهة في جنوب اليمن، يصبح المشهد في مدينة عدن هو الاكثر تشابكا وغموضا على صعيد الحاضر والمستقبل. ففي الوقت الذي تقول فيه الامارات إنها قصفت مجموعات ارهابية في عدن، تقول حكومة هادي ان المستهدفين هم افراد من قواتها بالاضافة الى مدنيين.

العالم - تقارير

أكدت الإمارات في بيان أنها شنت غارات جوية في مدينة عدن بجنوب اليمن استهدفت "ميليشيات إرهابية" دفاعا عن قوات التحالف الذي تقوده السعودية في هذا البلد.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أن أبوظبي قامت "بضربات جوية محددة" الأربعاء والخميس استهدفت "ميليشيات إرهابية" بعد معلومات مؤكدة بأن "المليشيات تستهدف عناصر التحالف، الأمر الذي تطلب ردا مباشرا لتجنيب القوات أي تهديد عسكري".

وأكدت أبو ظبي في بيانها أن "التنظيمات الإرهابية بدأت بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات مما استدعى استهداف المليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة".

مطالبات هادي محرجة للسعودية

من جهته وضع الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي السعودية في وضع حرج عندما طالبها باتخاذ موقف واضح وصريح تجاه قصف مدينة عدن.

واتهم هادي الإمارات بإعدام جرحى بالمستشفيات، واستنجد بالسعودية لوقف الغارات الإماراتية ضد قواته، والتي أدت لجرح وقتل أزيد من 300 من العسكريين والمدنيين.

وقال الرئيس المستقيل إن ميليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا نفذت إعدامات في عدد من الجرحى بعدة مستشفيات في محافظة أبين.

وطالب هادي قيادات السعودية بالتدخل لوقف هجوم الإمارات على قوات الحكومة المستقيلة والمدنيين في عدن وأبين.

وفي أول تعليق له على القصف الإماراتي، قال هادي إن أبو ظبي تدعم المجلس الانتقالي في جنوب اليمن سعيا لتقسيم البلاد.

وأضاف أن الإمارات استغلت الظروف الحالية التي يمر بها اليمن لتسلط هذه الميليشيات ضد مؤسسات الدولة الشرعية، حسب تعبيره، سعيا لتنفيذ أجندتها في تقسيم اليمن.

داعش يدخل على الخط لصالح من؟

لكن المثير في الامر هو دخول "داعش" على الخط وتنفيذها لعدة تفجيرات في مدينة عدن بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي على المدينة، فلماذا يجب ان يتحرك التنظيم الارهابي في هذا الوقت بالذات وهل هناك علاقة حقيقية بين جماعة هادي او السعودية مع تنظيم "داعش" الارهابي؟.

فتنظيم داعش اعلن الجمعة صراحة مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف أفراداً من المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن عندما هاجم انتحاري يقود دراجة نارية طقما عسكريا تابعا للحزام الأمني في جولة المجسم (المعروفة أيضاً بجوالة الكراع) في مديرية دار سعد شمال عدن، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من جنود الحزام.

وأعقب التفجير هجوم لمسلحين أطلقوا النار على قوات الحزام الأمني. وبحسب شهود عيان، حصل تبادل لإطلاق النار بشكل مكثف في حين أكدت مصادر في عدن نجاة قائد الحزام الأمني وضاح عمر عبد العزيز من محاولة اغتيال في مديرية الشيخ عثمان بدوار القاهرة وسط عدن بعبوة ناسفة وإصابة 3 من مرافقيه.

فالامارات كانت على الدوام تتهم قوات هادي بالانتماء الى الجماعات الارهابية المتشددة، وانها عندما تضرب تلك القوات فإنها تستهدف في الحقيقة الجماعات الارهابية المتغلغلة في صفوف هادي.

ويرى مراقبون ومطلعون بالشأن اليمني انه ليس هناك تباين في المواقف بين السعودية والامارات وانما هناك تقاسم ادوار بينهما بمعنى ان تأخذ الامارات دور الجاني في القضية بينما تأخذ السعودية دور الشرطي لكنهما في النهاية سيقودان عدن الى مصير واضح هو الانفصال عن الشمال.

ويستدلون هؤلاء على موقف الرياض الضعيف تجاه الامارات وصمتها على القصف الذي شنته بطائراتها مستهدفة من خلاله مواقع وعناصر قوات عبد ربه منصور هادي.

والآن وبعد تضارب المواقف والاهداف فان هادي يجب ان يطالب السعودية بان تتخذ موقفا واضحا وصريحا تجاه ما يحصل في عدن، والا تقف الى الابد موقف المتفرج على الوضع في عدن وعلى الممارسات الاماراتية.

مجتهد: ابن سلمان سيتجرع السم

بدوره قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد" ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيجبر على تجرع السم ليعلن موقفه المعارض للسياسات الامارتية واوضح مجتهد بان الضغط اليمني سيزداد شدة على ابن سلمان لطرد الامارات من التحالف.

وذكر مجتهد في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "ان عددا كبيرا من المسؤولين اليمنيين (في الحكومة المستقيلة) تحرك عندهم الوعي والشعور بالمسؤولية بدرجة لم تعد تقبل أدنى درجات المجاملة مع النظام السعودي" حسب قوله.

ولفت مجتهد انه لوحصل هذا الامر "وطردت الامارات من التحالف فلن يكون برغبة من ابن سلمان بل سيكون وكأنه يتجرع السم".

وقال مجتهد ان ابن سلمان يعيش في وضع حرج، لأن عليه أن يستجيب للبيان اليمني ويطرد الإمارات من التحالف، فهل سيحصل هذا الامر؟

النتيجة المهمة التي خرجت فيها معركة اليمن ان هؤلاء الذين اعتدوا على اليمن بحجة محاربة الارهاب هم الآن متهمون بدعم الارهاب وهذا بشهادة احدهما بحق الآخر. فالامارات تتهم موالي السعودية في اليمن بانهم ارهابيون وكذلك السعودية تتهم اعوان الامارات بانهم ارهابيون، وهذا يعني السقوط الحتمي لفكرة ومبرر دول العدوان بانها قدمت من اجل تحقيق شرعية زائفة في اليمن.

وفي هذا المجال قال رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي ان اليمن انتصر بصموده واسقط مبرر العدوان بكشفه صناع الإرهاب.

وفي تغريدة له على "تويتر" اشار رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، الى ان بيان الإمارات بشأن ضرباتها الجوية ضد من وصفتهم بـالإرهابيين في عدن، يؤكد على عدم شرعية التحالف باليمن.

وأشار الحوثي الى ان اعتراف الامارات رسميا كعضو فاعل بالتحالف بإرهاب مليشيات السعودية انما يؤكد ان المشاركين في التحالف يدعمون الارهاب كما يؤكد ان أميركا هي أم الإرهاب وصانعته باليمن، وحمل أميركا المسؤولية الكاملة عن إرهابها باليمن.