العالم - البحرين
ويشهد احياء ذكرى عاشوراء الامام الحسين (ع) حضور وتفاعل واسع من الشارع البحريني رغم الملاحقات الأمنية والإعتقال وتضييق السلطات.
وواصلت السلطات الأمنية في البحرين هذا العام منذ بداية إحياء مراسم عاشوراء مسلسل الاستدعاءات لخطباء المنبر الحسيني والرواديد، واستهداف المظاهر العاشوارئية التي يحييها المواطنون كل عام، حيث تعمد إلى الاعتداء عليها من خلال نزع الرايات واللافتات العاشورائية.
وأقدمت السلطات يوم الجمعة 6 سبتمبر/ أيلول 2019، على استدعاء الشيخ زهير الخال والشيخ محمد علي المحفوظ والخطيب الحسيني السيد جابر الشهركاني والشيخ عيسى المؤمن والمنشد الحسيني عبدالله البوري، وذلك ضمن سياسة النظام في استهداف خطباء عاشوراء ومنهجية الاضطهاد الطائفي بمحاربة الحريات الدينية – حسبما أكدت عدة تقارير من منظماتٍ حقوقيةٍ دولية.
على صعيدٍ متصلٍ أقدمت السلطات الأمنية على اعتقال الشيخ منير المعتوق، بعد أن كانت قد استدعته للتحقيق يوم الخميس 5 سبتمبر/ أيلول 2019، للمرة الثانية.
وادانت العديد من المنظمات الحقوقية والجمعيات السياسية استمرار سلطات البحرين في استهداف رجال الدين والخطباء والمُنشدين على خلفية أنشطتهم الدينية، وعدت ذلك ضمن الحملة الرسمية للتضييق على الخطاب الديني وممارسة الحريات الدينية ومنهجية الاضطهاد الطائفي في البحرين.
وقالت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان إن إدارة سجن جو المركزي لم تنفذ وعودها لمعتقلي العزل بالسماح لهم بالمشاركة مع بقية المعتقلين في مراسم العزاء في ذكرى عاشوراء.
وأكدت المنظمة عبر حسابها على «تويتر» أن إدارة السجن قامت بوضع المعتقلين في غرفهم وتهديدهم بالعقاب في حال مشاركة بقية المعتقلين في الغرف الأخرى في إحياء مراسم عاشوراء.
وأضافت أن إدارة السجن تستخدم مختلف الوسائل لحرمان المعتقلين من حقوقهم المشروعة في حرية التعبير عن شعائرهم الدينية الخاصة بهم وإحيائها.
واكدت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ان هذا السلوك الطائفي البغيض الذي يمارسه النظام البحريني المعروف بطائفيته واستفزازه للمكونات الأخرى لا يعبر عن سلوك دولة، ويؤكد طائفية الحكم وانعدام الحريات الدينية في البحرين.
وأضافت أن أوامر عليا تصدر في كل موسم عاشوراء للأجهزة الأمنية لرصد وملاحقة ومعاقبة وتهديد كل الخطباء والعلماء والحسينيات والمؤسسات الدينية للحؤول دون ذكر أي شيء يتعارض أو يختلف عن رأي الحكم، أو يشكل إزعاجًا أو نقدًا أو حتى ملاحظة.
كما نددت حركة الحريات والديمقراطية «حق» باستهداف النظام في البحرين لمظاهر عاشوراء وللخطباء والرواديد وعلماء الدين واعتبرته جزءًا من حرب على الهوية والعقيدة يديرها ديوان حاكم البحرين.
وقالت الحركة في بيان لها إن هذه الممارسات الظالمة تُعد حربًا على عاشوراء، وتأتي كجزء من مخطط يديره الديوان الملكي لتغيير هوية شعب البحرين، مضيفة أن ديوان حاكم البحرين يقف خلف تخريب التركيبة السكانية لشعب البحرين، وتدمير النسيج الاجتماعي عبر زرع الفتنة الطائفية والاستمرار في التجنيس السياسي غير المشروع.
هذا بينما زعم وزير الداخلية في البحرين راشد عبدالله الخليفة أن حرية ممارسة الشعائر الدينية مكفولة للجميع وفقًا للتقاليد المرعية في البلاد، وانطلاقًا من قيم ومبادئ المشروع الإصلاحي الشامل لحاكم البحرين حمد عيسى الخليفة. محذرا خلال استقباله أعضاء هيئة المواكب الحسينية وعددًا من رؤساء المآتم من عدم استغلال المناسبة لأهداف سياسية على حد تعبيره.
ويرى المراقبون ان ما يقوم به ال خليفة ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام وخاصة ضد مراسم عاشوراء، هو تطبيق حرفي للاساليب الوحشية الطائفية التي كان يمارسها نظام الدكتاتور العراقي المقبور صدام، الذي اراد كباقي طغاة التاريخ محو ذكرى عاشوراء واطفاء لهيب كربلاء في قلوب اتباع اهل البيت، الامر الذي يؤكد حقيقة التقارير التي ذكرت ان البعثيين الذين فروا من قبضة العدالة في العراق الى البحرين هم الذين ينفذون مخططات ال خليفة ضد ابناء الشعب البحريني وخاصة اتباع اهل البيت عليهم السلام ، لتجربتهم في هذا المجال.
ولكن على ال خليفة ان يقفوا ولو قليلا امام مصير الطاغية صدام ، وهو الذي اعلن على لسان صهره حسين كامل، عندما قصف اضرحة اهل البيت عليهم السلام بالمدفعية : ان "لا شيعة بعد اليوم". ولكن يمكرون ويمكر الله، فاذا بصدام وحسين كامل وكل طواغيت البعث وكل جبروتهم وطغيانهم يصبحون اثرا بعد عين ، وكالعادة يبقى الحسين وتبقى كربلاء وتبقى عاشوراء ويبقى حب الحسين في قلوب الملايين الملايين من البشر، الذين يحجون كل يوم ثرى كربلاء من كل حدب وصوب.
ان على ال خليفة، ان يتعظوا بمصير الطاغية صدام، وان يكفوا اذاهم عن اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وان يكفوا مناصبة عاشوراء وذكرى الحسين العداء، فمثل هذا العداء لن يجلب لصاحبه الا الخزي والعار، ولن يحقق ابدا امنيته في محو ذكرى الحسين وعاشوراء، فهذا تاريخ الحسين واتباع الحسين مع الطواغيت، فقد ذهب الطغاة وبقى الحسين، فوالله لن تمحوا ذكرى الحسين وعاشوراء الحسين ، فهذه سنة الله في خلقة ولن تجد لسنة الله تبديلا.