زيارة اللواء باقري للصين.. واهمية التعاون العسكري الايراني الصيني

زيارة اللواء باقري للصين.. واهمية التعاون العسكري الايراني الصيني
الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٢٢ بتوقيت غرينتش

تلبيةً لدعوة نظيره الصيني وصل رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري الى بكين أمس الاربعاء لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الصينيين حول التعاون الثنائي والارتقاء بالدبلوماسية الدفاعية بين البلدين.

العالم- تقارير

وفي كلمة ألقاها اليوم الخميس أمام طلبة جامعة الدفاع العليا الصينية في بكين اكد اللواء باقري جاهزية ايران للدفاع بحزم عن امنها ومصالحها في الخليج الفارسي، مضيفا أن ايران قد اختارت عقيدة الدفاع كاستراتيجية لأمنها القومي في هذه الظروف وفي إطار المعايير الدولية بالاعتماد على تعاليمها الدينية والعقائدية والثورية وبالاتكاء على دراية وتدبير قائد الثورة الإسلامية وبدعم واسناد قدرات شعبها اللامتناهية بهدف تحقيق المزيد من الرخاء الوطني والأمن والتنمية.

وأشار إلى أن إيران، وفي إطار هذه الاستراتيجية، قد عززت قدراتها الدفاعية والعسكرية منذ انتصار الثورة الإسلامية، وقال إن التاريخ يثبت أننا لم ولن نكن أبدا البادئين بالعدوان أو الحرب، لكننا ندافع عن أمننا وسيادتنا بقوة في حال حدوث أي عدوان أو تدخل للأجانب.

واضاف اللواء باقري ان اميركا تهاجم وبشتى الوسائل أي بلد أو شعب يسعى إلى حماية استقلاله والحفاظ على سيادته الوطنية، وهي تنتهك جميع الالتزامات والمعايير الدولية، واكد بان اجتياز هذه الظروف المريرة والخطرة والهشة، يتطلب عزم وإرادة عالمية وقال: يجب على الحكومات والأمم الحرة والمفكرين والمثقفين، اعتماد استراتيجيات مناسبة تتسم بالحكمة والذكاء، لمواجهة حازمة لأطماع بعض القوى، ورسم مستقبل مشرق للسلام والاستقرار والأمن في العالم.

واعلن اللواء باقري ان السياسة العامة لإيران بشان القضايا الاقليمية وقضايا غرب اسيا تقوم على الدفاع عن نهج المشاركة الفاعلة لجميع دول المنطقة في بناء هيكل امني جماعي واقليمي وقال ان إيران لاتسمح بسياسة الهيمنة والتدخل الاجنبي في قضايا المنطقة .

واكد ان إيران ترفض تواجد أكثر من سبعين الف عسكري واكثر من اربعين قاعدة عسكرية اميركية في المنطقة، وأن تجاربنا الطويلة تُظهر أنه لو سنحت الفرصة للولايات المتحدة في الشرق فسوف تزيد من قواعدها وتواجد قواتها بغرض تقويض الاستقرار والامن في هذه المنطقة واثارة الازمات والتوتر فيها.

وقال اللواء باقري: من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية يجب أن يكون الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان، مناطق آمنة لتصدير الطاقة إلى العالم، وبالتأكيد ينبغي توفير هذا الأمن فقط من قبل الدول المطلة على الخليج الفارسي ومضيق هرمز، وأن نشر القوات والمشاريع العسكرية الأمريكية والغربية مثل خطة التحالف الأمريكية الفاشلة لتأمين النقل في الخليج الفارسي، لن تؤدي الى أي نتيجة سوى تفاقم وانعدام الأمن .

وصرح اللواء باقري، أن إيران قد وفرت من جانبها، الأمن لهذه المنطقة الحساسة منذ سنوات عديدة، لكنها تعتبر وجود قوى أجنبية تحديا رئيسيا لأمنها.

ووصف اللواء باقري، الإرهاب والتطرف تهديدا منتشرا في العالم، ومن التحديات التي تواجهها دول غرب آسيا، وأضاف: إن مواجهتهما أولا وقبل كل شيء تتطلب فهماً صحيحاً للعوامل الكامنة وراء إنشائهما ودعمهما.

واعتبر داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية نتاج سياسات وإجراءات أجهزة المخابرات الأمريكية والغربية بغرض زعزعة النظام الحالي في المنطقة وإعادة هندسة الشرق الأوسط الجديد، و تقديم صورة قبيحة وغير واقعية للإسلام.

وأضاف أن ايران لعبت دورا فاعلا وحيويا في الحرب ضد داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، ووقفت إلى جانب الحكومات الشرعية لتلك البلدان، وقدمت العديد من الشهداء، مؤكدا ان السبيل الوحيد لمكافحة الارهاب والتطرف، هو الحضور والمشاركة الفاعلة من قبل البلدان الاخرى وليس المشاركة الاستعراضية والمخادعة لمواجهة الإرهاب.
واشار إلی أن الكيان الإسرائيلي لا يلتزم بأي من المبادئ الإنسانية والقانون الدولي وهو مسلح بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة ويواصل عدوانه وتهديداته ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني ولكن أيضا ضد دول الجوار مثل لبنان وسوريا وإيران، ويهدد جميع الدول والأمم في المنطقة باستخدام الأسلحة النووية.

وأكد اللواء باقري ان هذا السيناريو تكرره السعودية والإمارات في الأراضي اليمنية الفقيرة، لذا فان اجتياز هذه الأزمة التي طال أمدها، تتم فقط مع عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، ومواجهة جرائم الكيان الصهيوني واحترام رأي الشعب الفلسطيني وانهاء العدوان على اليمن.

واكد اللواء باقري أنه لا سبيل في الاتفاق النووي سوى العودة للتعاطي المنطقي في ظل ضمان الحقوق الطبيعية للشعب الايراني قائلا: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تفكر ابدا في صناعة السلاح النووي وتعتبر انتاج واستخدام الاسلحة غير التقليدية والدمار الشامل يتعارض مبدئيا مع قيمها العقائدية وان مساعي الباحثين والصناعيين في ايران في الموضوع النووي مكرسة للاستخدامات الاقتصادية وانتاج الطاقة والصحة والعلاج وما شابه ذلك وضمن قواعد ومعايير المنظمة الدولية للطاقة الذرية.

وأشاد بالجهود الصينية والروسية في المفاوضات النووية وندد بالمقابل بتنصل أمريکا عن جميع تعهداتها في الاتفاق النووي، وتکريسها کل طاقاتها لتهديد ايران وفرض الحظر عليها قائلا ان ايران مازالت ملتزمة بتعهداتها لكن في حال عدم التزام الاطراف الاخرى بتعهداتها تستأنف جميع اجراءاتها النووية من جديد.

واعتبر اللواء باقري القدرات الصاروخية الايرانية بانها اجراء دفاعي وردعي في مواجهة التهديدات المستمرة التي تواجهها ايران.

وقال: نحن ومن خلال الاعتماد على طاقاتنا الوطنية وعبر تقييمنا للتهديدات المحدقة بالمنطقة واصلنا وسنواصل تطوير قدراتنا الصاروخية بارادة وطنية جادة.

واضاف: في منطقة يقوم فيها الكيان الصهيوني المدجج بالسلاح والحائز للسلاح النووي بتهديد شعوب المنطقة ليل نهار وتمارس فيها عشرات آلاف من القوات الاميركية والغربية تهديداتها وممارساتها العدوانية وتقوم بعض انظمة المنطقة مثل السعودية والامارات بتخصيص قسم كبير من ثروتها الوطنية لشراء انواع الاسلحة المتطورة سنويا، فمن الطبيعي في هذه المنطقة ان تضطر ايران الى رفع قدراتها الدفاعية الى اعلى المستويات وهذا هو نهج منطقي ودفاعي بشكل كامل.

وفي الختام اعلن اللواء باقري استعداد جامعة الدفاع الوطني الايراني لنقل خبراتها الى جامعة الدفاع الوطني الصيني في سياق تعزيز علاقاتها الدفاعية مع الصين، قائلا: ان علاقات الصين وايران خلال السنوات الماضية قد تحولت الى علاقات استراتيجية وهي تتطور يوما بعد يوم وان القوات المسلحة للبلدين تربطها علاقات متميزة مع بعضها البعض في مختلف المجالات ولاسيما على صعيد التاهيل العلمي.

وافاد اللواء باقري بان العالم هو قيد التطور وان دوله تواجه تحديات مختلفة ينبغي اجراء دراسات حولها والجامعات تعد افضل خيار لاجراء النشاطات البحثية في هذا المجال .

بدوره قال عميد جامعة الدفاع الوطني الصيني ووجيمينغ خلال اللقاء بالعاصمة بكين ان العلاقات المتميزة والنزيهة الثنائية بين ايران والصين تخدم السلام والاستقرار في المنطة وان العلاقات الجيدة تخدم المصالح المشتركة للبلدين وان الصين تسعى من هذا المنطلق الى تطوير هذه العلاقات .

وتابع: مع تطوير وتعزيز العلاقات السياسية بين البلدين فان العلاقات بين القوات المسلحة للبلدين شهدت نموا مناسبا بحيث ان القوات المسلحة للبلدين شهدت خلال السنوات الماضية تبادلا جيدا على صعيد القضايا التقنية والتاهيلية .

واشار الى ان المراحل اللاحقة ينبغي ان تشهد تنفيذ التفاهمات المبرمة بين قادة ومسؤولي البلدين وقال ان جامعة الدفاع الوطني الصينية باعتبارها اكبر جامعة دفاعية في هذا البلد تتطلع الى تطوير العلاقات الجامعية مع ايران .

وكان رئيس هيئة اركان الجيش الصيني الجنرال "لي زوا تشنغ" قد اشاد بزيارة رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري لبلاده ووصفها بأنها تكتسب اهمية فائقة.

زيارة اللواء باقري تكتسب اهمية فائقة

لدى استقباله اللواء باقري والوفد المرافق الاربعاء خلال زيارته الى بكين بدعوة رسمية، اعرب الجنرال "لي زوا تشنغ"، عن أمله بأن تؤدي هذه الزيارة الى تحقيق نتائج استراتيجية لكلا البلدين.

من جهته أعرب رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، خلال اللقاء، عن ارتياحه لزيارة الصين، مهنئا في ذات الوقت بالذكرى السنوية السبعين لاستقلال هذا البلد.

ووصف جمهورية الصين الشعبية بانها ولة ذات اهمية ومؤثرة على الصعيدين الاقليمي والدولي.

وخلال الاجتماع الرسمي، تباحث الجانبان الايراني والصيني بشان القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.

يذكر انه جرى استقبال رسمي لرئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية والوفد المرافق في بكين عصر امس الاربعاء حسب التوقيت المحلي من قبل رئيس هيئة أركان الجيش الصيني الجنرال "لي زوا تشنغ".

ويزور اللواء محمد باقري، العاصمة الصينية بكين على رأس رفد عسكري رفيع المستوى تلبية لدعوة من رئيس اركان الجيش الصيني وعضو اللجنة المركزية العسكرية لجمهورية الصين الشعبية، في إطار إستراتيجية الدبلوماسية الدفاعية والعسكرية، لتوفير أرضية لفتح صفحة جديدة في التعاون والعلاقات بين البلدين.

تعد زيارة اللواء باقري إلى بكين عقب زيارة كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين والصينيين، تأكيداً على رغبة البلدين في تعزيز التعاون العسكري والدفاعي في إطار العلاقات الجيدة والوثيقة القائمة منذ فترة طويلة بين الجانبين.

ولطالما سعت إيران والصين إلى تعزيز العلاقات في مجموعة متنوعة من المجالات بطريقة عقلانية وشرعية، وحتى العقوبات الأمريكية أحادية الجانب والجائرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فشلت في خلق حاجز لتوسيع التعاون في مجال الدفاع العسكري بين الجانبين.