دعم ترامبي مفضوح لنتنياهو عشية انتخابات الكنيست

دعم ترامبي مفضوح لنتنياهو عشية انتخابات الكنيست
الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٤٢ بتوقيت غرينتش

بحث الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية إبرام معاهدة للدفاع المشترك بين الطرفين في خطوة يعتبرها محللون تصبّ في خدمة أجندة نتنياهو الانتخابية لتعزيز وضعه أمام منافسيه الشرسين في انتخابات الكنيست المقررة الثلاثاء المقبل والتي يحاول الفوز فيها لولاية جديدة. 

العالم-تقارير

وفي تغريدة على تويتر قال ترامب إن المباحثات مع نتنياهو جاءت في اتصال هاتفي، وشددت على ضرورة توقيع معاهدة للدفاع المشترك بين واشنطن وتل ابيب لتعزيز التحالف بينهما، معرباً عن أمله في أن تستمر تلك المباحثات هذا الشهر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ووجه نتنياهو الشكر لترامب على تويتر قائلا إن كيانه "لم يكن له على الإطلاق صديقا أكبر (منه) بالبيت الأبيض" مضيفا أنه يتطلع للقاء ترامب بالأمم المتحدة "للمضي قدما نحو معاهدة الدفاع التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، على حد وصفه.

وبدا أن توقيت تغريدة ترامب قبل أيام من إجراء الانتخابات الإسرائيلية يوم الثلاثاء يهدف إلى دعم مساعي نتنياهو للبقاء في السلطة من خلال إظهار علاقتهما القوية.

ويخوض بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود البالغ من العمر 69 عاما انتخابات الكنيست التي تكون الثانية في غضون خمسة أشهر على وقع اتهامات الفساد التي يواجهها.

وتظهر استطلاعات الرأي أن السباق الانتخابي سيكون متقاربا بعد خمسة أشهر من انتخابات لم تسفر عن نتيجة حاسمة أعلن نتنياهو نفسه الفائز فيها لكنه أخفق في تشكيل ائتلاف حاكم.

ويحظى حزب الليكود بزعامة نتنياهو حاليا بنسبة تأييد شديدة التقارب مع حزب أزرق أبيض المنتمي للوسط والذي يتزعمه بيني غانتس القائد السابق للجيش، والذي ركز بقوة على اتهامات الفساد الوشيكة التي سيواجهها نتنياهو.

وفي مقابلة مع القناة الـ 12 بالتلفزيون الإسرائيلي، السبت، وجه نتنياهو مناشدة مباشرة للناخبين معتمدا على المعاهدة. وقال "سنحصل على اتفاقية دفاعية ستوفر لنا الأمن لقرون لكن من أجل ذلك أحتاج إلى أصواتكم".

ويتوجه الناخبون الإسرائيليون الثلاثاء لانتخاب برلمان جديد، واللافت في هذه الانتخابات ترشح العديد من الجنرالات المتقاعدين ووزراء حرب سابقين في العديد من الأحزاب التي تختلف أيدولوجيا وسياسيا في توجهاته مما يظهر مدى قوة المؤسسة العسكرية في إعداد قيادات سياسية.

ويرى المراقبون للشأن الاسرائيلي، أن نسبة تشكيل حكومة موحدة لنتنياهو ضئيلة في حال فوزه في الإنتخابات المقبلة.

ويسعى نتنياهو الى تسليط الضوء على علاقاته مع قادة العالم، ومن ضمنهم ترامب، في محاولة لتقديم نفسه كزعيم لا غنى عنه للكيان الاسرائيلي.

وعزز ترامب من قبل فرص نتنياهو في الفوز قبل الانتخابات السابقة عندما اعترف بسيادة "إسرائيل" على هضبة الجولان المحتل هذا العام.

وروج بعض المسؤولين الصهاينة لفكرة الاستفادة من العلاقات القوية لنتنياهو مع إدارة ترامب بإبرام معاهدة دفاع جديدة مع الولايات المتحدة تركز بشكل خاص على ضمانات لمساعدتها في أي حرب محتملة في المستقبل.

ولم يقدم ترامب تفاصيل لكن اتفاقية الدفاع المشترك قد تجبر واشنطن على الدفاع عن الكيان الإسرائيلي إذا تعرض لهجوم.

وكان وزير خارجية الإحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس زعم في وقت سابق أن الاتفاقية ينبغي أن تطبق على "قضايا محددة - اتفاقيات نووية ومسألة الصواريخ طويلة المدى التي تطورها إيران ضد إسرائيل".

في سياق متصل، هاجم غانتس منافس نتنياهو الرئيسي الفكرة ووصفها بأنها "خطأ جسيم" قائلا إنها ستجرد "إسرائيل" من استقلالها العسكري.

وقال المرشح المنتمي للوسط في مؤتمر بالقدس "ليس هذا ما نريده. لم نطلب أبدا من أي أحد أن يُقتل من أجلنا. ولم نطلب أبدا من أي أحد أن يقاتل من أجلنا. ولم نطلب أبدا من أي أحد الأذن للدفاع عن دولة إسرائيل".

وتأتي المحادثة الهاتفية الاخيرة بين ترامب ونتنياهو، التي تعتبر تأييداً ضمنياً لحملة نتنياهو الانتخابية، فيما ينتظر المجتمع الدولي أن تكشف واشنطن خطتها للتسوية في الشرق الأوسط، والتي قال وزير الخارجية مايك بومبيو أخيرا إنها قد تعلن في غضون أسابيع. وتم تأجيل إعلان الخطة المعروفة إعلاميا باسم "صفقة ترامب" الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية بعدما تقرر إجراء انتخابات جديدة في فلسطين المحلة. والأسبوع الماضي، أعلن جيسون غرينبلات المسؤول الامريكي المكلف بالصفقة استقالته.

وتباهى ترامب مرارا بأنه أكثر الرؤساء الأميركيين دعما لـ"إسرائيل"، فقد خفض المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في مقابل اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، وإثر ذلك، قطعت السلطة الفلسطينية اتصالاتها الرسمية بإدارة ترامب، قائلة إنها ليست وسيطا نزيها.

وحتى الآن، لم يعلق ترامب على تعهد نتنياهو المثير للجدل بضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك غور الأردن إذا أعيد انتخابه، في ما يبدو تجاوزا للمقترحات الأمريكية لتبادل الأراضي بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين.