موقع فرنسي ..

هل يستطيع 'ابن سلمان' الرد على الإذلال اليمني له؟

هل يستطيع 'ابن سلمان' الرد على الإذلال اليمني له؟
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

قال موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي إن الهجوم بطائرات مسيرة ضد منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي أرامكو، الذي تبناه الحوثيون، يعد إذلالاً وإهانة للرياض ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

العالم - السعودية

واعتبر كاتب المقال توما كانتالوب أن "انصار الله بتنفيذهم لهذا الهجوم في قلب السعودية على موقعي خريص وبقيق، حيث يمر نصف النفط السعودي الخام، وعلى بعد أكثر من 800 كيلومتر من الحدود اليمنية، فإنهم قد أهانوا بطريقة ما الحكام السعوديين، خصوصا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

وأضاف الكاتب أن "وصول انصار الله بسهولة إلى الاحتياطات النفطية لأكبر مورد للهيدروكربون في العالم، لم يهز فقط أسواق المواد الأولوية؛ ولكنه هز أيضا الصورة الأمنية المطلقة التي كانت ترسلها السعودية بشأن حماية نفطها".

كما أن هذا الهجوم يشكل تهديداً بالنسبة للاستعدادات للخصخصة الجزئية لشركة أرامكو وبيع أسهمها في الأسواق الدولية. فإذا أصبحت شركة النفط العملاقة هدفاً منتظماً لأنصار الله، فإن ذلك سيتسبب لا محالة في تضاؤل جاذبيتها بالنسبة للمستثمرين.

توما كانتالوب رأى أيضا أنه بالإضافة إلى إذلالها لعدم تمكنها من توقع أو منع هجوم لانصار الله بهذا الحجم داخل أراضيها، فإن هذا الهجوم على منشأتي نفط في السعودية يؤكد مرة أخرى أن الحرب التي يقودها ابن سلمان في اليمن منذ عام 2015 غير فعالة؛ إذ لا يزال انصار الله يسيطرون على نصف اليمن على الرغم من القصف العشوائي الذي قامت به المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بل إنهم باتوا الآن قادرين على ضرب أهداف خارج حدودهم.

وأوضح الكاتب بأنه رغم أن واشنطن والرياض اتهمتا إيران بالوقوف وراء الهجوم على منشأتي النفط في السعودية، إلا أنه حتى الآن لم تقدم السعودية ولا الولايات المتحدة أدلة تسمح بإدانة إيران بشكل مباشر. فلا أحد يعرف حتى اللحظة من أين تم إطلاق هذه الطائرات المسيرة، حتى وإن كان عدد من الخبراء يعتقدون أنها قد تكون انطلقت من العراق.

لكن السؤال الجوهري المطروح حاليا –يقول توماس كانتالوب- هل سيرد محمد بن سلمان على هذا الهجوم المهين؟ إذا كان الجواب نعم، فكيف سيتم هذا الرد؟ وهنا يوضح الكاتب أن شن حملة قصف جوي ضد الحوثيين في اليمن سيضيف فقط الدمار إلى الدمار في الحرب التي لم تتمكن الرياض من الفوز بها منذ خمس سنوات. كما أن المملكة لم تعد قادرة على الاعتماد على دعم القوات البرية لحليفتها الإمارات، التي انسحبت من النزاع قبل بضعة أسابيع.

أما الدخول في حرب مباشرة مع ايران، فحذر كانتالوب من مغبة أنه سيكون إعلان حرب خطيرا للغاية على المنطقة وبقية العالم، خصوصا إذا لم يقدم السعوديون أي دليل مباشر على "المسؤولية الإيرانية". كما أن ضرب العراق للانتقام من شأنه هو الآخر أن يضعف هذا البلد الذي فشل في التعافي من غزوه عام 2003، وسيشير إلى مسؤولية واشنطن غير المباشرة عن هذا الوضع.