صبرا وشاتيلا.. وما زالت المجزرة مستمرة

صبرا وشاتيلا.. وما زالت المجزرة مستمرة
الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

ما حدث ليلة الـ16 من أيلول عام 1982، في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، وعلى امتداد ثلاث وأربعين ساعة، كان إحدى أبشع المجازر التي تشهدها البشرية في القرن العشرين.

العالم - لبنان

حدث ذلك في لبنان، في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من العاصمة بيروت.. كثيرون من كتبوا عن هذه المجزرة التي يندى لها جبين البشرية، والتي رأى فيها أكثرهم أن هدف العدو الصهيوني وأعوانه وحلفائه إبادة الشعب الفلسطيني قتلا أو إجباره على الهجرة خوفا.. وما زالت المذبحة مستمرة لأن الخطاب الذي دفع إليها ما زال ساريا. فماذا حدث في ذاك التاريخ؟
"ما بين غروب يوم خميس، وظهر يوم سبت، ما بين السادس عشر والثامن عشر من أيلول (سبتمبر) 1982، كانت مجزرة صبرا وشاتيلا، إحدى أبشع المجازر الهمجيّة في القرن العشرين وفي تلك الأيام لم تكن الطفرة الإعلامية موجودة لتصنع رأيًا عامًا ضاغطًا يُظهر بشاعة ما جرى، رغم ذلك لم يستطع أحد إنكار المجزرة التي حاولت سلطات العدو "الإسرائيلي" اللعب على عدد ضحاياها تقليلًا للعدد (3500 ضحية) أو تضخيمًا له (7000 ضحية)، بهدف امتصاص الآثار والنتائج المترتبة على هذه المذبحة المرتكبة ضد المدنيين العزّل.
أجمعت آراء من نجا من المذبحة على التحديد والوصف الدقيق لبشاعة ما جرى؛ فهناك حَصَد رصاص الحقد الأسود كل الأبرياء.. كان القتلة يقطعون الماء .. ويحصون الأنفاس.. ويمنعون الهواء.. ويتفنّنون في ذبح من تبقّى على فراش الموت، أو في الطرقات؛ فالجثث المُقطّعة، والحوامل اللواتي بُقرت بطونهنّ، والرجال الذين أعدموا فرادى أو جماعات، والبيوت التي نُهبت وقتل من كان بداخلها، والفتيات اللواتي اغتصبهن الجزّار، والأطفال الذين قتلوا بلا رحمة ولا شفقة، حيث قام المجرمون بشقِّ الأطفال إلى "شَقفتين"!! في تلك الساعات أَعمَلَ المجرمون القتلة رصاصهم وسواطيرهم وبلطاتهم بمدنيين كانوا من المفترض أنّهم يحظون بحماية بموجب اتفاق دولي بضمانة أمريكية، فحصلت المجزرة والقنابل المضيئة "الإسرائيلية" تضيء سماء المنطقة التي حاصرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حصارًا شاملًا لتسهيل مهمة القتلة. فمنع الجيش "الحضاري" مَن حاول الهرب من النساء والأطفال والشيوخ والعجائز من مغادرة المنطقة وأعادوهم من حيث جاؤوا ليواجهوا مصيرهم المحتوم".