بعد الإخفاقات العسكرية.. سمة المواجهة الأميركية للمقاومة ماليّة

بعد الإخفاقات العسكرية.. سمة المواجهة الأميركية للمقاومة ماليّة
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش

باتت الحرب المالية التي تديرها الولايات المتحدة الأميركية سمة المواجهة بينها وبين خصومها ولاسيما حزب الله.. من هنا جاءت زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة ​تمويل الإرهاب​ مارشال بللينغسلي ​بيروت لمواصلة الضغوط على لبنان كونه حاضنا أساسيا للمقاومة.

العالم_لبنان

هذه الحرب الاقتصادية يرى فيها حزب الله أنها الحرب البديلة التي لا تستطيع الولايات المتحدة خوضها مباشرة معه. لذا هو يضع زيارة بيللنغسلي في خانة تكثيف الضغوط على الدولة اللبنانية لأن شظايا الضغط الأميركي ستصيب شرائح كل المجتمع اللبناني، ويرى أنّ أقلّ ما كان يمكن أن يحدث إزاء هذا الأمر، هو أن تتداعى رؤوسُ الدولة، لعقد اجتماع طارئ لتقدير الموقف وتحديد شكل التعامل مع الضيف الأميركي الذي انتهك السيادة المالية للدولة اللبنانية من خلال الإملاءات المباشرة التي حملها معه إلى بيروت، وهو يُدرج أي الحزب زيارة بللينغسلي في سياق "العدوان المالي" الموصوف.

وفي هذا السياق، يرى مصدر مقرب من حزب الله أن الإدارة الأميركية معروفة بسياسة التهويل والتهديد وتسعى دوما إلى بث الفوضى واستثمارها، وهذا ما تسعى إليه في لبنان، من خلال تحريض القوى السياسية والشعب على المقاومة. فالأميركيون خسروا في اليمن لو لم يقاتلوا مباشرة هناك، كما أنهم خسروا العراق ولم ينجحوا في وضع سوريا تحت السيطرة الأميركية، ولا يزال الكيان الإسرائيلي يواجه المخاطر، وهذا لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة، لذلك لجأت الإدارة الأميركية إلى تطويق حزب الله وتشويه صورته. والحال أن وصول المدمرة الأميركية إلى الشاطئ اللبناني وإعلان المحكمة الدولية اسم مشتبه تابعاً للحزب في قضية اغتيال رفيق الحريري إلى جانب التضييق على شخصيات لبنانية في أفريقيا ليس توقيتها بريئا بل كل هذه الخطوات مدروسة وتصب في زعزعة استقرار لبنان وخلق فتنة بين المقاومة والدولة، وتأليب الناس على الحزب وحثه على التراجع عن مساره العسكري والسياسي.

وأعلن المصدر أنّ الأميركيين يبدو أنّهم قد عقدوا العزم على فضّ التحالفات القائمة بين "حزب الله" وجزء من المسيحيين -"التيار الوطني الحر" تحديدًا- وهو ما يمكن رصدُه في ما بين سطور التصريحات والتسريبات الأميركية في شأن الشخصيات والكيانات اللبنانية التي باتت تحت مقصلة العقوبات.

وأعرب عن خشيته أن يكون منحى العقوبات الأميركية هذا المعتمَد حيال لبنان، هو الجزءُ المكشوف من جبل ثلج مخطط أميركي، يهدف الى إحداث إرباك شديد في لبنان يجري التمهيد له من الآن، يتواكب لاحقاً وربما في المدى المنظور بمحاولة تمرير صفقات إقليمية كبرى من قبيل ​صفقة القرن​ أو غيرها، ما يجعل من العقوبات، ليست فقط لخنق "حزب الله"، بل تدمير لبنان ككل.

ويختم المصدر المقرب من حزب الله "أنه إذا كان مساعد وزير الخزانة الأميركية يعتقد أن العقوبات ستغير وجهة نظر حزب الله تجاه "إسرائيل" أو أنه سيقل ويخف استعداده لحماية لبنان وسيتراجع دوره في المنطقة فهو على خطأ، لأن المقاومة مرت بظروف أصعب من الظروف الحالية وبامتحانات أقسى وأصعب منذ مواجهة العدو الصهيوني في جنوب لبنان حتى عام 2000، ومن ثم حرب تموز عام 2006، ولاحقا التكفيريين الذي ظهروا بين ليلة وضحاها في المنطقة، وكان حزب الله يخرج منتصرا وعزيمته اقوى من الماضي على تحدي الطغيان والاستبداد".