سفير أمريكي سابق بالسعودية يفضح آل سعود

سفير أمريكي سابق بالسعودية يفضح آل سعود
الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

قال روبرت جوردان، الدبلوماسي الأمريكي، وسفير الولايات المتحدة السابق في السعودية منذ عام 2001 إلى عام 2003، إن «المسارعة الآن إلى تقديم الدعم العسكري الأمريكي للسعودية سترسل إشارة خاطئة بشكل مطلق إلى الرياض، التي أضرت تصرفاتها خلال السنوات القليلة الماضية بمكانة أمريكا العالمية وهدَّدت أمننا».

العالمامريكا

ويدرس الكونغرس حالياً ما إذا كان سينهي الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وحول ذلك يقول جوردان في مقالة له نشرت بمجلة Politico Magazine الأمريكية، إنه ينبغي على الكونغرس أن يقود ذلك إلى تعليق مبيعات الأسلحة الأمريكية وغيرها من أشكال الدعم للحرب اليمنية، ليس فقط للمساعدة في إنهاء هذا الصراع المفزع، بل وأيضاً لتوضيح أن المملكة العربية السعودية عليها اتخاذ خطوات لتجنب تأجج حريق إقليمي واسع.

ويضيف السفير السابق: أعلم من تجربتي الشخصية تعقيدات الروابط الأمريكية السعودية، إذ خدمت سفيراً أمريكياً في الرياض. وربما تكون تلك المدة، حتى الآن، أصعب وقت شهدته علاقاتنا الثنائية التي استمرت تسعة عقود. وقد واجهت خلال ولايتي حكومةً سعودية في حالة إنكارٍ أن 15 من خاطفي الطائرات في هجمات 11 سبتمبر/أيلول كانوا مواطنين سعوديين، وفي حالة تعامٍ عن الخطر الذي يمثله التطرف على كلا البلدين. ثم، وكما هو الحال الآن، رفض القادة السعوديون الاعتراف بالمخاطر التي اتَّضحت أمام كل شخص آخر بوضوح. أما الآن، على عكس ما كان حينذاك، فإن الخطر الناشئ على المملكة العربية السعودية لا يأتي من المواطنين المتشددين، ولكن من القيادة السعودية نفسها.

ومن بين العديد من الخطايا التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية على مدى السنوات القليلة الماضية، ثبتت اثنتان منها في أذهان المشرّعين الأمريكيين والجمهور الأمريكي: الحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن، وجريمة القتل البشعة للكاتب في صحيفة Washington Post جمال خاشقجي. والأمران يقف وراءهما محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي المتهور، والمعروف بـاسم MBS.

وشهدت العديد من الغارات الجوية التي شنتها السعودية (وحليفتها الإمارات العربية المتحدة)، والتي تجاوز عددها الـ20 ألف غارة، استخدام ذخائر أمريكية لاستهداف المدنيين بشكل متكرر وغير قانوني، رغم أن الجيش السعودي كان قد تلقى التدريب والدعم لسنواتٍ في الولايات المتحدة.

وقد حذَّر جمال خاشقجي في عموده الصحفي الأخير قبل اغتياله من أن السعودية لا يمكنها الفوز عسكرياً في اليمن، وحثَّ على وضع حدٍّ للحرب قبل أن تضر بسمعة المملكة العربية السعودية أكثر مما فعلت.

يقول جوردان: كنت قد التقيت جمال للمرة الأولى خلال عملي سفيراً للولايات المتحدة في السعودية، وكان سعودياً فخوراً بسعوديته، غير أنه قُتل بوحشية على أيدي عملاء سعوديين لتجرئه على انتقاد محمد بن سلمان.

يردف السفير السابق: كان يتعين على إدارة ترامب منذ عهد طويل إدانة الاعتداءين السعوديين كليهما في حربها على اليمن وفي قتل خاشقجي، والحد من الدعم العسكري الأمريكي وغيره من أشكال الدعم. غير أنه بدلاً من ذلك وقف ترامب إلى جانب زعيم سعودي متهور، وفشل حتى في انتقاد أكثر الانتهاكات السعودية بشاعة، فضلاً عن توسعه في بيع الأسلحة ذاتها التي قتلت الآلاف من المدنيين اليمنيين الأبرياء. وفي الوقت الذي يستحضر الرئيس مبيعات الأسلحة الأمريكية لتسويغ الدعم الذي يقدمه للسعودية، فإنه يبعث برسالة فظيعة مفادها أن القيم الأمريكية معروضة للبيع، ومن ثم يقوض مبادئنا الأساسية.

ويرى جوردان، أنه إزاء هجمات 14 سبتمبر/أيلول الدراماتيكية وسنوات من إساءة التصرف من قبل السعودية، ينبغي أن يقاوم الكونغرس الضغوط لإبداء ردود أفعال تضامنية مع الرياض، وأن يتقدم، لا أن يعطل، تحركاته الأخيرة لكبح الدعم العسكري الأمريكي للسعودية. يناقش الكونغرس حالياً عدة بنود في مشروع قانون الدفاع السنوي، تتضمن تعليق الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، وطرح عملية مساءلة محدودة عن جريمة قتل خاشقجي، وتشمل الوقف المؤقت لمبيعات القنابل الأمريكية دقيقة التوجيه إلى السعودية والإمارات.

وقد سبق أن ساعد وقف التزويد الأمريكي بالوقود جواً للطائرات السعودية، خلال العام الماضي، في إقناع الرياض بدعم وقف إطلاق نار محدود على موانئ اليمن الرئيسة لتقديم المساعدات الإنسانية. ومن ثم فإن تعليق الكونغرس مبيعات القنابل دقيقة التوجيه الآن، يمكن أن يحفز السعوديين بالمثل على العودة إلى المفاوضات، قبل أن يؤدي تفشي الصراع أكثر من ذلك إلى جعل السلام أمنية بعيدة المنال.