أزمة لبنان المالية "غزو أميركي مقنع"

أزمة لبنان المالية
السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

بات الوضع الاقتصادي والمالي الهم الأكبر الذي يهدد اللبنانيين بشبح الانهيار ويضع البلد على شفير الإفلاس، فيما المعالجات الحكومية لا تزال بطيئة وقاصرة ولا تزال مالية الدولة تستنزف بالهدر والفساد، فضلا عن الحرب المالية التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على لبنان لابتزازه سياسيا وإخضاعه لإملاءاتها التي لا تخدم سوى العدو الصهيوني ومحوره.

العالم - لبنان

وفي رأي متابعين أن الحرب الاقتصادية الأميركية على لبنان ومحور المقاومة لم تعد سرا، ولا يخفي الأميركيون خططهم واستراتيجياتهم بهذا الخصوص، لكنَّ الخطير في الأمر أن واشنطن ليست وحدها في هذه الحرب، إذ ثمة متبرعون لبنانيون يساهمون فيها ويخوضون على طريقتهم ووفق الأدوار المرسومة لهم هذه المعركة التي يرون فيها "فرصة" لم تتوافر من قبل لإضعاف المقاومة إن لم يكن القضاء عليها ومن يدور في فلكها.

وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية جبران باسيل الذي رأى أنّ فتنة جديدة تحضر للبنان هي فتنة الاقتصاد وقال: "صحيح أن هناك مسؤولية علينا نتيجة السياسات الخاطئة التي تم اتباعها ونتيجة الفساد، لكننا نتعرض لضغط خارجي ولحصار على اقتصادنا وعملتنا لتكبير حجم الأزمة وللأسف هناك شركاء من داخل الوطن والحكومة يتآمرون على البلد واقتصاده وهؤلاء الذين يعملون للتخريب من الداخل يتبعون أجندة خارجية ظناً منهم أن هذه الأجندة ستربحهم بالداخل".

طبعا هذه المهمة الأميركية لبعض اللبنانيين ليست بجديدة، و"الرشوة" التي عرضها مساعد وزير الخزانة مارشال بيلليغسلي قبل أيام على عدد من الصحافيين الذين التقاهم في السفارة الأميركية في بيروت لتقديم معلومات "مدفوعة" الثمن عن مصادر تمويل حزب الله، وجه من وجوه هذا الصراع الذي بات يدار دون "أقنعة" أو "قفازات".

أوساط معنية بهذا الملف تشير إلى أن المتعاونين في تقديم "المقترحات" مع واشنطن معروفون بالأسماء وبعضهم "يتبجح" بذلك في مجالسه الخاصة، وبعضهم تبرع دون أن يطلب منه ذلك، لكن ما يجب أن يعرفه هؤلاء أن حزب الله الذي أقر بوجود "أزمة" اضطرته إلى "التقشف" لن "يسقط" من خلال هذه الضغوطات المالية بل سيكون أقل المتضررين على الساحة اللبنانية لأن مصادره المالية معروفة ولا تدار عبر القنوات المصرفية اللبنانية أو الأجنبية.. أما استهداف البيئة الحاضنة والحلفاء فهو مشروع واضح لتخريب لبنان، وهز استقراره، وهو "غزو أميركي مقنع" وعندها فليتحمل الجميع المسؤوليّة.