ما أهمية إعادة فتح معبر القائم-البوكمال الحدودي؟

ما أهمية إعادة فتح معبر القائم-البوكمال الحدودي؟
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

بعد عدة سنوات من إغلاقه بسبب اعتداءات تنظيم "داعش" الارهابي، أعادت السلطات العراقية والسورية فتح معبر القائم-البوكمال الحدودي ليكون بوابة العبور الرئيسة بين البلدين أمام حركة التجارة والأفراد. وفضلا عن اهميته الاقتصادية التي في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، يعدّ افتتاح المعبر خطوة هامة في القضاء على الارهاب نظرا لأهميته الاستراتيجية.

العالم - تقارير

تم إعادة فتح معبر البوكمال-القائم الحدودي بين سوريا والعراق، اليوم الإثنين، أمام حركة عبور البضائع والأشخاص، وذلك بعد إنجاز كافة الترتيبات من الجانبين السوري والعراقي.

وأنهت الجهات المعنية، في وقت سابق اليوم، التجهيزات والترتيبات اللازمة لإعادة افتتاح المعبر بريف دير الزور الشرقي بعد توقف العمل فيه لعدة سنوات نتيجة اعتداءات تنظيم "داعش" الإرهابي المندحر من منطقة الحدود السورية العراقية قبل أكثر من عامين.

وأنهت الجهات المعنية بإدارة المعبر وتنظيم العبور جميع الترتيبات والتحضيرات لإعادة فتح مركز البوكمال-القائم الحدودي بين سوريا والعراق ليكون بوابة العبور الرئيسية بين البلدين.

وكانت هيئة المنافذ الحدودية العراقية أعلنت أمس الأول موافقة الحكومة العراقية على افتتاح معبر القائم/البوكمال أمام حركة نقل البضائع والأشخاص بعد استكمال كل الإجراءات المطلوبة.

وحررت وحدات الجيش السوري مدينة البوكمال ومحيطها في الـ 19 من تشرين الثاني عام 2017 بعد القضاء على آخر بؤر تنظيم "داعش" الارهابي.

ورحب وزير الداخلية السوري محمد خالد الرحمون بإعادة فتح المعبر، معتبراً ذلك "ثمرة انتصارات شعبينا على المجموعات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي".

ويربط سوريا بالعراق ثلاثة معابر حدودية وأهمها مركز البوكمال الحدودي الذي يقع بين مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية ومدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار، ويعد المعبر الرئيس بين البلدين حيث كان قبل إغلاقه يستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية إضافة إلى الشاحنات القادمة والمغادرة من وإلى سوريا.

الى ذلك، اعتبر المحلل السياسي يحيى الكبيسي، أن من يراجع طبيعة العلاقة التجارية بين دمشق وبغداد قبل 2011، يجد أن سوريا كانت الدولة المصدرة الثالثة للعراق بعد تركيا وإيران، معتبرا أن هناك محاولة لاستعادة التجارة البينية.

من جهته قال مدير المنافذ الحدودية كاظم العقابي، إن افتتاح معبر القائم مع الجانب السوري، له أهمية كبيرة فيما يتعلق بالتبادل التجاري وانعاش المنطقة اقتصاديا، وسيسهم في توفير فرص عمل لسكان منطقي القائم من الجانب العراقي والبوكمال من الجانب السوري.

وشدد العقابي على أنه كلما تحسن الوضع الأمني على الحدود العراقية- السورية سيتم افتتاح معابر إضافية بين البلدين.

ويعد معبر البوكمال-القائم، أهم معبر بري حيوي يربط بين سوريا والعراق، فهو يتصل شرقا بالمدن العراقية، أنكا، والقائم، والناحية، وعانة، والحديثة، وهيث وعقبة، وتتصل غربا بخط يؤدي إلى حمص، التي تتصل بدورها بمدينة تل كلخ على الحدود اللبنانية الشمالية وكذلك بالساحل السوري، وهناك طريق آخر يربط البوكمال بمدينة الرقة ومنها إلى حلب العاصمة الاقتصادية السورية.

وتحمل هذه الخطوة أهمية استراتيجية تساهم في إكمال الانتصار الاستراتيجي لسوريا، وقطع الذارع الأميركية شرقا، فضلا عن كسر طوق الأحزمة الأمنية، وهذا ما يفسر السباق الأميركي الذي جرى نحو منطقة البوكمال والتمركز في منطقة التنف لمحاولة عرقلة تقدم الجيش السوري نحوها.

والأهمية الإستراتيجية لفتح المعبر تكمن في إفشال المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، الذي كان يريد أن تتحول الحدود إلى منصة تهديد دائمة للعراق وسوريا، وإثارة الحروب والفتن في الدولتين.

كما تدحض إعادة فتح المعبر الحدودي الاعتداءات الأخيرة على قواعد الحشد الشعبي والجيش السوري عند جانبي الحدود بالطائرات المسيّرة، التي تأتي أساسا لمنع قوات الحشد والجيش السوري للقضاء على ما تبقى من فلول تنظيم "داعش" الارهابي في البلدين.