النظام السعودي والصيد في الماء العكر

النظام السعودي والصيد في الماء العكر
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

في وقت تشهد المدن العراقية عودة الحركة الى شوارعها بعد إلغاء حالة الطوارئ عقب تظاهرات للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل، رصدت مراكز الاحصاء والمؤسسات الاعلامية التي تتابع تطورات الاحداث في العراق عن كثب تدخلا غير مسبوق من قبل الذباب الالكتروني السعودي في تأجيج الوضع في العراق.

العالم - تقارير

وقد كشفت تلك المراكز والمؤسسات التي ترصد نشاط المغردين على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر"، ان هاشتاغ #العراق_تنتفض اصبح الترند العالمي (الهاشتاغات الاكثر تداولا) على تويتر في الايام الاخيرة بعدما تبيّن أن 79% من ناشطيه هم من داخل السعودية بينما كان نصيب العراق من هذه الهاشتاغات 6% فحسب.

وكانت غالبية تلك التغريدات السعودية تحرض العراقيين على استخدام العنف واعمال الشغب والتخريب والانتفاضة بوجه الحكومة المنتخبة التي هي بالاساس حكومة ديمقراطية لأنها ناجمة عن اصوات الشعب واتت عن طريق صناديق الاقتراع.

لكن السؤال المطروح هو لماذا انشغل السعوديون بقضية العراق والاوضاع الداخلية فيه مع ان ما لديهم من القضايا والمشاكل يفوق ما لدى الشعب العراقي ومن تلك المشاكل التي وصلت الى طريق مسدود هي حربهم العقيمة في اليمن والتي تحولت الى مستنقع مخيف لقوات العدوان السعودي؟

الذباب الالكتروني السعودي يهاجم العراق

ومع وصول وسوم التظاهرات العراقية على تويتر الى الترند العالمي بنشاط غير مسبوق من قبل المغردين في داخل السعودية، يتضح ان السعوديين الذين انكبوا على التغريد لصالح الفتنة في العراق والانتفاضة على الحكومة الشرعية هم اشخاص موظفون لدى النظام السعودي ليكتبوا ما يرغب به وينشروا ما يسوق للسياسات السعودية.

وبحسب مراكز الاحصاء فإن السعودية قامت تحت إشراف الولايات المتحدة بإنشاء مركز تحت عنوان "اعتدال" حيث یعتبر تدشين وسوم مزورة على شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي في المنطقة من اهدافه.

وتبعا للحجم الكبير للتغريدات التي انطلقت وملأت تويتر خلال ساعات ضئيلة بشأن العراق فإن من يفهم قليلا في تحليل البيانات يرى بأن من قام بهذه التغريدات هو فريق الكتروني مجهز للقيام بهذه المهام وأن وسوم التظاهرات في العراق كانت موضوعة على تغريدات غير مرتبطة تماما بها، وبالتالي فالهدف الاصلي كان رفع هذه الوسوم.

والجدير بالذكر ان النظام السعودي يمتلك جيشاً يسمى "الذباب الالكتروني" وهو يعمل على إثارة الفتن الطائفية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن الواضح ان النظام السعودي يضع أملا كبيرا على ما يجري في العراق، ليصرف أنظار الناس والرأي العام عن هزيمتها المذلة في اليمن.

اسباب تأجيج الوضع في العراق

وبطبيعة الحال فإن التظاهر السلمي حق مسلم به لأي شعب كما هو الحال في العراق والمطالب المحقة يجب ان يدعمها كل انسان حر، لكن اعمال التخريب والشغب والخروج عن السلمية وقتل قوى الامن معناها دعم الفوضى وتخريب البلاد وتهديد الأمن القومي وهو ما يريده أعداء الشعب العراقي ليحفظوا مصالحهم في المنطقة.

ويرى بعض المراقبين ان هناك جملة من الأسباب والخفايا التي تقف خلف إشعال الفتنة وإثارة الاضطرابات في العراق ومنها:

موقف الحكومة العراقية من تشكيل التحالف الامريكي المزعوم بذريحة الحفاظ على الامن في الخليج الفارسي.

تأكيد السلطات العراقية على رفض العراق أن يكون قاعدة للاعتداء الاجنبي على دول الجوار.

إعلان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عن مسؤولية الكيان الاسرائيلي في الاعتداءات على مواقع الحشد الشعبي.

عدم اعتراف العراق بما يعرف بصفقة ترامب الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية.

زيارة عبد المهدي التاريخية للصين وما نتج عنها من ضربة اقتصادية موجعة لواشنطن.

افتتاح معبر البو كمال – القائم بين العراق وسوريا وهو ما يخالف التوجهات الاميركية التي تدعو الى محاصرة سوريا.

لكن الحكومة العراقية التي تعرف الصديق عن العدو جيدا وتعترف بحق المواطن للتظاهر السلمي سرعان ما اتخذت قرارات حاسمة لوأد الفتنة حيث قدمت حزمة اولى من القرارات الاقتصادية والاجتماعية استجابة للمطالب التي رفعها المتظاهرون، بعدما أعلن عبد المهدي التزام حكومته بتقديم أسماء اللجنة الخاصة بمكافحة الفساد كما اقترحتها المرجعية الدينية. وخلال جلسة استثنائية اتخذ مجلس الوزراء العراقي 17 قرارا ترمي الى الحد من البطالة وتوفير آلاف المساكن ومكافحة الفقر. كما قرر المجلس مناقشة الحزمة الثانية من الاجراءات في الجلسة المقبلة .

ومن المؤكد ان القرارت العاجلة التي اتخذتها الحكومة هي بهدف الاصلاح الحقيقي والتخفيف من معاناة المواطنين وتصب في مصلحة الوطن والمواطن، لكن الشيئ المهم في هذا الصدد هو انه يتعين على العراقيين ان يحققوا وحدتهم الوطنية لمنع الاجانب من التلاعب بمصيرهم لان الذي يحرق المؤسسات والمراكز والبنايات الحكومية هو انسان مدفوع من الخارج ولايريد الخير للعراق بل يريد دماره.