لبنان... عسس سفارات تدفع البلاد إلى المجهول

الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٩ - ١١:٢٢ بتوقيت غرينتش

يبدو المشهد على الساحة اللبنانية مظلما في ظل استمرار التظاهرات لليوم الثاني عشر، من دون ظهور بوادر حل في الأفق، ما يهدد البلد بخطر الانهيار المالي وانزلاق الشارع إلى فوضى يحضر لها خارجيا مع استمرار عدد من المتظاهرين بقطع الطرقات.

العالم_لبنان

وما كان لافتا اعتراف رئيس مجلس إدارة "أل بي سي آي"، بيار الضاهر، قبل أيام لرئيس الحكومة سعد الحريري، كيف تلقّى أموالاً من السعودية والإمارات، مع زميليه تحسين الخيّاط صاحب تلفزيون "الجديد" وميشال المرّ صاحب تلفزيون "ام تي في"، في جلسة عوّض بها الحريري انقطاعه عن لقاء السفيرين السعودي والإماراتي، على عكس باقي الدول الأخرى، لا سيما الأوروبية منها.

وكشفت جريدة "الأخبار" اليوم الاثنين في هذا الإطار أن السعوديين والإماراتيين أيضاً موّلوا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لكي يعود ويذكّر اللبنانيين بميليشياته وحواجزه "السلمية". أما القطريون، فدخلوا إلى سوق التحريض اللبناني، بطلب من الأتراك، الذين يركّزون على طرابلس وعكار، بهدف توسيع نفوذهم المتزايد منذ العام الماضي عبر الجمعيات التركية، وإحلال التوازن مع المال الإماراتي الذي يوزّعه يحيى مولود مندوب تحسين الخياط في طرابلس، والوزير السابق أشرف ريفي، قائد "حرّاس المدينة" مضيفةً "أن هذه الأدوات الأميركية التي لا تتفّق في ما بينها إلا على أمن إسرائيل وتخريب العالم العربي، انخرطت بالتدريج في لعبة تمويل مرتزقتها، التي تنفّذ على الأرض سيناريو يشبه الانقلاب، مستغلةً انتفاضة شعبية انفجرت في لحظة ارتكاب السلطة خطأها القاتل".

هذا الجو القاتم دفع بكثير من الحريصين على عدم دخول البلاد إلى المجهول وفتحه على كل السيناريوات المختلفة والتي أقلها حرب بين الساحات والشوارع. فقد حذر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من مخطط لنشر الفوضى والفتنة في لبنان عبر استغلال التحركات الشعبية، وقال خلال لقاء مع بعض كوادر المردة ومناصرين: "إننا مع الناس ومع وجعهم وهمومهم، لكن كل ثورة تنبثق من وجع الناس هي ثورة محقة، إنما الخوف من حرف الحراك عن مساره لزرع الفوضى" مشدّدا على الوقوف بثبات مع المقاومة والوقوف بالمرصاد لكل ما يهدّد "وجودنا أو مشروعنا وهويتنا ووطننا".

وقد عبر عن ذلك أيضا رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين في تحذير واضح بقوله: "حين انطلق الناس في احتجاجاتهم، وجدنا أنفسنا الأقرب إليهم، واليوم نحن لسنا في خصومة مع الحراك أبداً، بل نحن نقدّر ونحترم أهدافهم وما يقومون به، وحين قلنا إن هناك جهات تتلقى تمويلاً بناءً على معلومات مؤكدة، لم نقصد حتماً كل الذين شاركوا في الحراك، فمن قال إنه لم يتلقَّ تمويلاً ودفع من ماله الخاص نصدّقه، ولكن من هم متّهمون ومعروفون لم ينفوا هذا الأمر" داعيا المسؤولين في لبنان في كل المواقع السياسية والمسؤولة عن تنفيذ الورقة الإصلاحية إلى عدم التلكؤ في تنفيذها محذرا من ذلك وإلا سيكون للحزب موقف واضح وحاسم أمام كل اللبنانيين.

العالم_لبنان