بعد رفضها الإفراج عن أسيرين... 

الأردن يعيد ترتيب علاقاته مع كيان الاحتلال 

الأردن يعيد ترتيب علاقاته مع كيان الاحتلال 
الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٦ بتوقيت غرينتش

وصلت حالة التوتر بين الأردن وكيان الاحتلال الإسرائيلي حد استدعاء عمان سفيرها لدى تل أبيب، والتهديد بخطوات تصعيدية في وجه حكومة الإحتلال التي رفضت الإفراج عن الأسير عبد الرحمن مرعي، وبقائه بالاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر.

العالم - الاردن

وكان الفتيل الذي أشعل الأزمة الأخيرة بين الجانبين اعتقال سلطات الاحتلال مواطنين أردنيين هما عبد الرحمن مرعي المريض بالسرطان، والأسيرة هبة اللبدي المضربة عن الطعام من أكثر من شهر، حيث اعتقلتهما خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول الماضيين لدى عبورهما جسر الملك حسين.

وردا على الرفض الإسرائيلي لمطالب الأردن المتكررة بالإفراج عن الأسيرين، أعلن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي في تغريدة على حسابه في "تويتر" أمس الثلاثاء أنه "في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر بإطلاق المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني استدعينا السفير الأردني في تل أبيب للتشاور... كخطوة أولى".

وحمل الصفدي "إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة المواطنين"، وقال "إن تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار"، وهدد بـ"اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".

وكان الوزير قد التقى في وقت سابق أهالي الأسرى الأردنيين في السجون الإحتلال بعد اعتصام نظمه الأهالي أمام الوزارة، واعدا بترتيب زيارات فردية وجماعية لأبنائهم.

من جانب اخر أعلنت وزارة الخارجية الأردنية مساء أمس أن قوات حرس الحدود الأردنية ألقت القبض على إسرائيلي تسلل بطريقة غير نظامية إلى أراضي المملكة عبر المنطقة المنطقة الشمالية.

ووفق بيان الخارجية، فإن "السلطات المعنية تتحفظ على المتسلل وتجري التحقيقات اللازمة معه، تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه".

وعقب هذا الإعلان، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني النائب نضال الطعاني إنه "لا يمكن طرح فكرة تبادل الأسرى بين الأردن والاحتلال الإسرائيلي نظرا لمعاهدة السلام بينهما، وإنما يمكن استخدام التحفظ على الإسرائيلي المتسلل للأردن كورقة ضغط على العدو إسرائيلي".

وفي تصريح صحفي له، اعتبر الطعاني استدعاء السفير الأردني لدى تل أبيب للتشاور "أمرا مهما وضروريا ليس فقط لقضية المعتقلين، وإنما للضغط على إسرائيل بخصوص استعادة أراضي الباقورة والغمر".

وكشف مصدر رسمي أردني عن محاولة كيان الاحتلال ربط قضية الأسيرين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي "لانتزاع تنازلات في موضوع الباقورة والغمر، بالإضافة إلى باب الرحمة في المسجد الاقصى".

ووفق المصدر، فإن الأردن "عبر عن رفضه القاطع وحذر الاحتلال من تبعات استمرار اعتقال المواطنين، وحملها المسؤولية الكاملة عن تبعات إجراءاتها، وأنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية".

وأضاف المصدر أن سلطات الاحتلال "وعدت خلال المفاوضات المستمرة بين الجانبين بإطلاق سراح الأسيرين لكنها لم تنفذ ذلك، مؤكدا استمرار الجهود والضغط في سبيل الإفراج عنهما".

وقبل أيام، استحضر وزير الخارجية الأردني مصطلح "الاستعمار الإسرائيلي" في كلمته خلال قمة دول عدم الإنحياز قائلا إن "الاستعمار الإسرائيلي لدولة فلسطين لا يزال ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدد الأمن والسلم الدوليين".

الى ذلك يرى محللون أن التعبير الذي استخدمه الوزير في كلمته "يأتي بعد أن طفح الكيل من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لمعاهدة السلام، ومحاولات تغيير الواقع برفض حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وعودة الحديث عن الوطن البديل، وارتفاع أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف بأن الأردن هو فلسطين".