إغتيال قادة الجهاد الإسلامي واضطرابات لبنان والعراق

إغتيال قادة الجهاد الإسلامي واضطرابات لبنان والعراق
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٤١ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر وإعرابه

الخبر:

في عمليتين منفصلتين تم اغتيال اثنين من قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، ارتقى فيهما بهاء أبوالعطا في غزة بينما نجا أكرم العجوري في دمشق.

التحليل:

- رغم أن العمليتين الإرهابيتين التي نفذها الاحتلال صباح اليوم ضد قادة الجهاد الإسلامي لم تكن الأولى من نوعها، لكن الاستهداف يتضمن رسالة إلى الفصيل المقاوم الذي يرى أن السبيل الوحيد للتخلص من الغدة الإسرائيلية السرطانية هو النضال لوحده، كما هو رسالة إلى سائر الفصائل التي ترى في النضال ولا المفاوضات الحل الوحيد لاستئصال هذى المرض المستمر منذ 70 عاما.

- فيما بات الغموض يلف مصير الحكومة الإسرائيلية هذه الأيام وسط قلق الساسة الصهاينة من تكرار الانتخابات للمرة الثالثة ما جعل سمعة الكيان على المحك أمام الرأي العام العالمي، فإن مبادرة الكيان المحتل باغتيال القادة الجهاديين وذلك بعد أيام قليلة من تسلم نفتالي بينيت منصب وزارة الحرب بالكيان الصهيوني، ليست إلا عرض عضلات من جانبه في مواجهة المقاومة الفلسطينية. فضلاً عن أن كيان الاحتلال عمد ويعمد دوماً إلى مصادرة مشاكلة الداخلية عبر اختلاق الأزمات في الخارج، وذلك بهدف صرف انتباه الرأي العام عما يجري في الداخل.

- دأب الإعلام الإسرائيلي اليوم على نعت الشهيد أبوالعطا بالـ"قنبلة الموقوتة" و"التهديد" الذي يهدد الكيان الصهيوني، ورغم أن استخدام هذه العبارات جاء لتبرير العملية الإرهابية في خارج الأراضي المحتلة، لكن الساسة الصهاينة التزموا الصمت أمام السؤال الملح حول سائر "القنابل الموقوتة" التي تكتظ بها الأراضي الفلسطينية. كما أن الرد الواسع والسريع على الاغتيالات والذي قامت به الجهاد الإسلامي ما أدى إلى تعطل الحياة في بعض المستوطنات الإسرائيلية، إنما أكد أن الاغتيالات الإرهابية لم تعد حلا ناجعاً ومؤثراً لما بات يعرف بـ"أزمة الأمن في إسرائيل".

- يجب الالتفات إلى أن الأوضاع في فلسطين وخاصة في غزة ما إن تبدأ تأخذ قسطا من الاستقرار حتى يبدأ الكيان الصهيوني من تصعيد جهوده في اختلاق الأزمات. لذلك فإن العمليات الدامية التي قام بها كيان الاحتلال صباح اليوم إنما يجب قراءتها في ضوء استقبال حركة المقاومة الإسلامية حماس للانتخابات الفلسطينية القادمة.

- وأخيراً، يجب ألا نقرأ ما حدث اليوم بمعزل عن الاضطرابات الأخيرة التي شهدها كل من لبنان والعراق. فمن البديهي أن تشديد الاضطرابات في هذين الساعدين الأساسيين بمحور المقاومة قد أطلق اليد الصهيونية للقيام بفعلته في ظل تقلص المحور المقاوم في الردع والرد على اعتداءات الكيان المحتل. لذلك من الممكن أن يكرر نتنياهو أعماله الإرهابية إن استمرت الاضطرابات في هذين البلدين. فكلام قائد حركة أنصارالله اليمنية قبل أيام عن الخباثات الإسرائيلية إنما قد جاء تحذيراً وتكهناً بعمليات إرهابية مشابهة لما حدث صباح اليوم.