لبنان في نفق لا سرب له!

الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٣٠ بتوقيت غرينتش

في ظل الخوف من الانزلاق نحو الأسوأ جاء مشهد بناء الجدران الإسمنتية داخل نفق نهر الكلب شمالا وعلى طريق الناعمة جنوبا ليزيد منسوب القلق، لما فيه من تذكير بالحرب اللبنانية وما تخللها من كوارث وويلات.

العالم_لبنان

الجدران أزالها الجيش اللبناني في ساعات متقدمة من الليل بعد اتصالات أجرتها قيادته وإدارة المخابرات وقادة الأجهزة الأمنية بجهات حزبية معلوم أنها كانت تقف وراء إقامة هذه الجدران.

أما سياسيا فالمشهد الحكومي لا يزال ضبابيّا إن لجهة استعداد سعد الحريري لتكليفه تأليف الحكومة الجديدة وإن لجهة تحديد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعد الاستشارات النيابية، وإذ لم تتوصل المشاورات القائمة على كافة الخطوط الرئاسية والسياسية إلى نتائج واضحة حتى الآن يصر الحريري على حكومة تكنوقراط صرف تتولى معالجة الشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية ولا تتلهى بالمناكفات السياسية التي كانت تعرقل عمل الحكومة المستقيلة.

وفي رأي الخبير السياسي فيصل محمود أنّ الحراك الشعبي الذي بدأ بمطالب معيشية محقة، أخذ ينحو باتجاه مغاير، ويكشف أن المطلوب ظاهره معيشي لكنه يخفي في حناياه أهدافا أخرى، وهذا ما بدا واضحا بعد كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ووجهت بردات فعل عنيفة، بعد أن حوّر كلامه وحُرف إلى غير مقاصده.

ورأى "فيصل" أنّ الثلاثي سعد الحريري رئيس الحكومة المستقيل ورئيس حزب "المستقبل"، ووليد جنبلاط رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"، وسمير جعجع رئيس حزب "القوات اللبنانيّة"، هم المسؤولون عما آلت إليه الأمور في لبنان، وهم امتطوا هذا الحراك لتحقيق "أجندة" سياسيّة فيها تغليب لمطالب خارجية تؤذي لبنان ومقاومته، وتحقق مصالح من يتربصون بالبلاد شرا.

وانتقد "فيصل محمود" دور الأجهزة الأمنية فيما يتعلق بطريقة التعامل مع قطع الطرقات، آخذا عليها التساهل في هذا الأمر، وعدم أخذ مصالح الناس بالاعتبار، ما قد يرسم علامة استفهام على دورها وكأنها تأتي ضمن إطار الضغط المستمر لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، لا تخدم حكما من يعمل على حماية لبنان ومقاومته.