دانايي فر: خطاب نيويورك تايمز حمل إهانة لقادة العراق

الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏19‏/11‏/2019 – أكد السفير الإيراني السابق في العراق حسن دانايي فر أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد أهانت القادة العراقيين حين نعتتهم بالعمل لصالح الدول الأجنبية، مشدداً على أن القادة العراقيين هم وطنيون ومن عشاق العراق.

العالم العراق

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" وحول مزاعم صحيفة نيويورك تايمز بكشفها عن وثائق تتعلق بما أسمته النفوذ الإيراني في العراق صرح دانايي فر أنه و: "بغض النظر عن صحة هذه الوثائق أو سقمها فإن هناك عدة نقاط يجب التوقف عندها، فهذا الخطاب الذي اتخذته نيويورك تايمز فيه وهن وإهانة لقادة العراق، سنة كانوا أم شيعة أم كرداً.

وأضاف أن نيويورك تايمز قد افترضت القادة العراقيين على أنهم أشخاص يعملون لصالح دول أجنبية، وأضاف: في حين أنني أرى أن الأغلبية الساحقة من القادة العراقيين هم وطنيون ومن عشاق الوطن، فنحن لمسنا بشكل واضح وفي مواقف عدة من القضايا المشتركة حساسيتهم في القضايا التنفيذية.

فعلى سبيل مثال هذه إهانة للسيد نجيروان البارزاني أن يعتبروه أنه وعلى أسلوب المخبرين بأنه قد نقل خبر انعقاد جلسة ما في مكان ما.

وقال إن هذا النوع من الاستنتاج هو هروب إلى الأمام حيث يحاولون من خلال ذلك التغطية على ضعفهم بالذات.

وأشار إلى أن: الحقيقة الثانية الكامنة في الأمر فإن الأميركان ومنذ سقوط صدام ولحد الآن لم يعترفوا بالقادة العراقيين قط ولم يثقوا بهم قط.

وتسائل دانايي فر: ي هذا الحال كيف يمكن للأميركان أن يدلون لهم بمعلومات لكي ينقلوها هم لنا.. فالمشكلة الأميركية تكمن في مكان آخر.

وفيما أشار إلى أن "هذه ليست سوى مزاعم"، قال دانايي فر إن: أمن ووحدة الأراضي وتنمية وعمران العراق هي شعاراتنا الأساسية والتنفيذية في العراق، أمن كافة التراب العراقي على يد أبناء العرق ذاتهم، لأن العراق النامي والمتطور يكوّن معنا علاقة تكامل، فالعراق غيرالآمن والمفكك يضر بنا.

وأضاف أنه و: منذ أن أنشأ الأميركان فتنة داعش كنا نتابع وبجدية أن نحافظ على وحدة أراضي العراق وأن نحافظ على حكومته القانونية، وأن نساعد الأجهزة القانونية العراقية وفقاً لما يطلبون منا.. فرئيس الوزراء العراقي طلب منا آنذاك أن نمد يد العون إلى العراق.. كما أن السيد مسعود البارزاني طلب منا المساعدة.. ولم نرد طلبهم، لبينا كلا الطلبين، ولحد الآن لم نتسلم أي شيء مقابل ذلك.

وأشار دانايي فر أنه و: في إحدى الجلسات مع رئيس الوزراء آنذاك السيد نوري المالكي أعربت عن قلقي من أن بعض النشاطات التي تقوم بها بعض الأجهزة وخاصة الأميركية منها من شأنها أن تؤدي إلى سقوط الموصل، وكان ذلك قبل ستة أشهر من سقوط المدينة.

ولفت إلى: اننا كنا قد تحصلنا على معلومات تدل على أن نشاطات خطيرة تجري في شمال وغرب العراق، ومن اللافت أن السيد المالكي قال لي إن الأميركان لم يقولوا شيئاً لنا بهذا الجانب.. فقلت له قد يكون هؤلاء جزء من المؤامرة.

ولفت دانايي فر إلى أنه: رأينا أن الأميركان دخلوا وبشكل متأخر إلى الحرب مع داعش، وذلك بعد وضعهم شروطاً، أي أنهم تركوا أن تسقط مناطق كثيرة بيد داعش، لكن الجمهورية الإسلامية فور طلب رئيس الوزراء آنذاك وطلب رئيس الإقليم لبوا الطلب، ودخلت في الحرب مع داعش، وقدمت شهداء، وقدمت مساعدات مادية واستخبارية وتدريبية ملفتة.

وأضاف: يجب أن أقول إن لدينا معلومات كثيرة عن الأميركان و هي ليست صرفاً من داخل العراق.

وبشأن وثيقة أخرى تزعم نيويورك تايمز أن عناصر استخبارية إيرانية مستقرة في مطار بغداد الدولي قال دانايي فر: في فترة الحرب على داعش وفي فترة زمينة خاصة كان هناك خط هوائي بين طهران وبغداد، وكان من الضروري أن يكون هناك أشخاص من أجل التنسيق والتسليم والاستلام، هذا ولا غيره، وما يزعمون في هذا الشأن أن إيران استغلت ذلك استخبارياً هو كلام جزافي.. وأكرر أن للأميركان ما يكفي من الخلل والفرج يحيث نستغني عن من إخبارنا وبشكل مباشر، وخاصة من قبل القادة العراقيين بها.

وحول وثيقة أخرى زعمت من خلالها نيويورك تايمز أن إيران طلبت من السلطات العراقية فتح مجالها الجوي لنقل مساعدات أو ماشابه إلى سوريا قال السفير الإيراني السابق في العراق: بصفتنا دولة كبيرة في غرب آسيا لدينا ممرات جوية كثيرة إلى غرب آسيا وأوروبا، فلدينا ممرات إلى تركيا والعراق وأرمينيا وآذربايجان وغيرها، كما كانت لدينا سابقاً رحلات عبر السعودية إلى أفريقيا.

وأضاف: تعلمون أن إيران الآن هي إحدى الممرات الجوية المؤثرة والجادة في قطاع الطيران، ومن الطبيعي أن نستخدم أجواء البعض من الدول ومنها العراق وسوريا وبعلم من سلطات تلك الدول، وطبق قوانين الإيكائو، فاليوم حتى بات ممكن تتبع الرحلات حتى على تطبيقات الهواتف الجوالة وبكافة التفاصيل، فنحن استخدمنا ونستخدم الأجواء العراقية، كما أن العراق يستخدم أجوائنا، وهذا لا يعني شيئاً.

وعن ما عبّرت عنه نيويورك تايمز بـ"الاغراءات الايرانية من أجل التأثير علی القادة والمسؤولين العراقيين" قال دانايي فر:"أبشع ما في هذا التقرير، هي هذه الفقرة؛ حيث يعتبر التقرير ان القادة العراقيين الكبار، والذين تحملوا ويلات ومصائب عديدة في سجون صدام، يتم اغرائهم بهدايا ايرانية، في حين ان هؤلاء القادة لاسيما الشيعة والسنة والكرد منهم، أصحاب فكر وعقيدة ولايعقل ان يمكن اغرائهم بعلبة زعفران أو فستق او عطر".

وتابع ان "تقديم الهدايا بين المسؤولين عند زيارتهم البعض أمر طبيعي، فهل يعقل ان نقول ان المسؤولين العراقيين أغروا المسؤولين الايرانيين بهداياهم من مشتقات التمر؟ هذا ان دل علی شيء فهو يدل عن افلاس مُعدّي هذا التقرير".

وأستهجن تشبث تقرير نيويورك تايمز بظواهر كتقبيل جبين المسؤولين العراقيين، معتبراً انه أمر عادي ومرسوم؛ "فليقبل المعترضون جبين العراقيين وسوف لن يری أي اعتراض منا علی ذلك".

وفند دانائي فر فقرة من التقرير جاء فيها ان "نيجرفان البارزاني التقی بمسؤولين كبار من الاميركان والبريطانيين عام 2014 وذهب مباشرة وأبلغ الايرانيين بكل شيء" مؤكداً انه فند هذا الادعاء مرة اخری سابقاً، فهذا الادعاء كاذب تماماً".

وتسائل دانائي فر "لماذا اختارت نيويورك تايمز الكشف عن اسماء عراقية كبيرة في تقريرها في الوقت الراهن وليس في أي وقت مضی؟"

وأجاب دانايي فر علی هذا السؤوال ان "المسؤولين الامريكيين يعانون من مشاكل عدة في تبيين سياساتهم في الشرق الاوسط وهم عاجزون عن اتخاذ قرارات في هذا المجال لاسباب متعددة منها الخلافات الداخلية والتي ظهرت علی العيان في عدة مجالات كسوريا ولبنان والعراق وتركيا وشمال افريقيا. وهم الیوم يلجؤون الی هكذا محاولات والحرب النفسية من أجل تقليل التأثير الايراني في المنطقة علی حد زعمهم في حين ان التأثير الايراني في المنطقة ناتج عن تنسيق بين دول المنطقة".

وفي النهاية أكد السفير الايراني السابق في العراق، ان الشعب العراقي له مطالبات حقيقية متراكمة منذ اربعة عقود ومشكلة الفساد في العراق، مشكلة جدية وعلی المسؤولين العراقيين ان يجدوا حلاً لهذه المشاكل، معلناً استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية في مساعدة العراق والعراقيين في أي مجال يساعد علی تلبية هذه المطالب وحل هذه المشاكل".