العالم- لبنان
حتى الساعة لازال افق الحل الحكومي مسدود بفعل تمسك رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بموقفه الرافض لاي تشكيل خارج شروطه المعلنة.
هذا في وقت بات فيه الرئيس اللبناني على شبه قناعة بان الوضع لم يعد يحتمل الانتظار لما لذك من انعكاس سلبي على المشهدين الاقتصادي والسياسي في البلاد في ظل التطورات التي تشهدها شوارع بيروت وخاصة اماكن الاحتجاج وما يتبعها من مماراست واعمال شغب وقطع للطرقات بات تهدد السلم الاهلي.
من هنا ترى المصادر المطلعة ان الشلل السياسي الذي يتسيد الموقف على وقع استمرار المشاورات بين جميع اللاعبين على الساحة الداخلية في مسعى للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة، استعداداً للدعوة الى استشارات نيابية ملزمة. الاّ أن الاتصالات والمشاورات لم تفلح حتى الساعة في الوصول الى اتفاق على الرغم من بروز بعض الأسماء الجدية التي يمكن الاتفاق عليها.
ونقل عن مصادر متابعة لتحرك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الموضوع الحكومي أن "الخيارات أصبحت ضيقة"، لافتة الى أن "هناك طلبا ان تكون هناك أجوبة حاسمة في الساعات الـ 24 المقبلة ولا سيما من الرئيس سعد الحريري. وقالت المصادر: نقلا عن اوساط رئاسة الجمهورية ان بعبدا في اتجاه جدي لتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة وما كنا نتخوف منه في الشارع قد حصل في في بعض المناطق وأوضحت أن الرئيس عون سيتجه الى الاستشارات النيابية.
وفي هذا الاطار، افادت معلومات شبه رسمية ان هناك تقدما ما في الموضوع الحكومي وان الاتفاق بات شبه قريب على حكومة تكنوقراط تضم بعض السياسيين خاصة من ثنائي "امل وحزب الله" وربما الوزير سليم جريصاتي ممثلا للرئيس عون. وان الرئيس الحريري قد يكون اقتنع بضرورة معالجة الازمة باقل الخسائر السياسية الممكنة حتى لا يصاب البلد بخسائر اكبر اقتصاديا وامنيا. وفي حال جرى التوافق النهائي على اسم الرئيس المكلف سواء الرئيس الحريري او من يختاره، قد تجري الاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس او الجمعة المقبلين. واشارت المصادر الى ان الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر لا زالوا متمسكين بترؤس الحريري للحكومة حتى لو بقي جبران باسيل خارجها.
وتضيف المصادر ان عون الذي "ضاق ذرعاً بتعنت الحريري أبلغ حلفاءه، بحسب أنه "لن ينتظر طويلاً، وأنه مستعد للسير بحكومة من دون رضى الحريري أو حتى مشاركته، وأنه سيمنح الاخير فرصة نهائية للسير بحل مقبول خلال فترة وجيزة . وقال عون إن الحكومة الجديدة أمامها مهام كبيرة لا تحتمل أي نوع من التسويات التي كانت قائمة سابقاً، وان عليها القيام بخطوات كبيرة في الايام الاولى، من بينها تعيينات جديدة لمحاسبة كل من شارك في دفع البلاد نحو الهاوية السياسية والامنية والاقتصادية والمالية.
الى ذلك أكد مصدر سياسي متابع لمساعي حلحلة عقدة تأليف الحكومة أن الثنائي الشيعي يجري اتصالات بحثاً عن شخصية تترأس حكومة تكنو - سياسية، مع الحرص على التنسيق مع الحريري بعدما استبعد خيار توليه هذه المهمة نتيجة إصراره على أن تتشكل من اختصاصيين من دون سياسيين. في المقابل، أشارت معلومات أخرى الى أن الاتصالات المستمرة، لم تحقّق أي اختراق بعد. وتعززت الأجواء المتشائمة بما بدأ يظهر لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري من تخليه عن التمسّك بالرئيس الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة اذ نقل عن بري أن الأسماء المرشحة لم تعد تهمه وأنه مع الإسراع في تأليف حكومة من دون التوقّف هذه المرة عند اسم رئيسها فهل يتجه لبنان نحو حكومة تجنب البلد خطر الفراغ متجاوزا الاملاءات والضغوطات الغربية وخاصة التدخل الامريكي الذي بات واضحا دور واشنطن من خلاله في عرقلة اي تسوية لبنانية داخلية.
حسين عزالدين