لبنان... غموض وترقب لنتائج مؤتمر باريس غدا

لبنان... غموض وترقب لنتائج مؤتمر باريس غدا
الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠١:٤٦ بتوقيت غرينتش

بعد فشل لعبة الشارع في إسقاط تسوية تكليف سمير الخطيب تشكيل حكومة جديدة في لبنان، تدخلت دار الفتوى لـ"أهل السنة" وتولت سحب ترشيح الخطيب وتسمية رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري مرشحاً وحيداً، لرئاسة الحكومة الجديدة.

العالم_لبنان

وبعد فشل لعبة الشارع في جعل سلاح المقاومة ومهابة قائدها السيد حسن نصر الله في التداول، تولى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة دون مقدمات، فتح النار على المقاومة وسلاحها وسيّدها.

ومثلما سارع اللقاء التشاوري (6 نواب سنة) إلى استغراب وإدانة موقف دار الفتوى بتعقيم الحياة السياسية في طائفة رئيس الحكومة وقطع طريق التعدد فيها، سارع مطران القدس للروم الأرثوذكس عطاالله حنا إلى استغراب كلام المطران عودة واستنكاره وإدانته.

هذا المشهد الجديد في كلام المرجعيات الدينية رأت فيه مصادر متابعة تحولاً خطيرا، يهدّد بضياع الحياد الذي التزمته المرجعيات الدينية تجاه حال التعدّد التي تشهدها الطوائف، وانتقال بعضها إلى اللعبة السياسية هو علامة عجز وإفلاس لأصحاب المشاريع التي تستهدف لبنان ومقاومته عن امتلاك بدائل من جهة والعجز عن المضي في لعبة الاستنزاف الاقتصادي تحت ستار البحث في الوضع الحكومي. والأهم هنا هو أن البديل الذي راهن الغرب على استعماله لتحقيق الهدفين معاً، وهو الحراك الشعبي الغاضب على الفساد والطائفية والسياسات المالية القائمة على الدين والفوائد، وقد ثبت أن للاستعمال والتوظيف حدوداً لا يستطيع تخطيها المتربّعون على عرش قيادة الحراك وراء الستار، فالناس ليست قطيعاً وقد خرجت نحو التغيير وفقاً لضغط حاجات واضحة ومحدّدة، والاستثمار على جعل الحراك أداة لاستهداف المقاومة بلغ سقوفه وسقط. والرهان على الحراك لإيجاد الأعذار لعودة الرئيس الحريري مصاب بالعقم لأن شعار "كلن يعني كلن" الذي جرى تلبيسه للحراك للنيل من المقاومة، صار قيداً على عودة الحريري ببركة الحراك الذي منح الحريري على ظهره فرصة الاستقالة في ذروة التصعيد، بدلاً من ترك الحراك يخوض معركة الضغط لتحقيق أهدافه.

ومع قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأجيل الاستشارات إلى الاثنين المقبل اتجهت الأزمة الحكومية إلى مزيد من التعقيد والغموض وفتح الباب على

الاحتمالات كافة، منها إطالة أمد الفراغ الحكومي وتفعيل جزئي لحكومة تصريف الأعمال

وتعميق وتعميم الفوضى المالية والاقتصادية والنقدية والمصرفية وربما الأمنية إلى أجل غير مسمّى مع اتجاه الشارع الى التصعيد.. لكن الأوساط السياسية تترقب نتائج مؤتمر باريس المزمع عقده الثلاثاء المقبل بحضور دول غربيّة وخليجية لحشد الدعم المالي للبنان وانعكاسه على الملف الحكومي.