اجتماع باريس الخاص بلبنان.. بين  الدعم المالي والشروط السياسية

اجتماع باريس الخاص بلبنان.. بين  الدعم المالي والشروط السياسية
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٠١ بتوقيت غرينتش

تجتمع مجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان غدا على وقع الفراغ السياسي والتردي الاقتصادي.. فماذا يعول عليها؟

العالم - لبنان

تنطلق غدا الاربعاء في باريس اعمال اللجنة الدولية الخاصة بدعم لبنان في ظل معطيات لاتشير الى انها ستلبي حاجة لبنان خاصة وان الغرب يشترط الاخذ بالسياسة.. مقابل العطاء بالمال.

من هنا يقول المراقبون انه لا تبدو المؤشرات الأولية في شأن النتائج التي قد يخرج بها اجتماع مجموعة الدعم الدولية غداً متفائلة.

أولاً لأنّ مستوى المشاركة لا يرتقي الى الصف الاول، وثانياً لأنّ المشهد اللبناني لم يتغيّر لكي يجوز الرهان على تغيير مواقف الدول حيال تقديم مساعدات مالية للبنان.

ويشارك من لبنان وفد رسمي يضم كلّاً من مدير عام وزارة المالية آلان بيفاني ومدير عام وزارة الخارجية والمغتربين هاني الشميطلّي، ومستشارة الرئيس سعد الحريري هازار كركلا.

ومن المرجّح ألّا يخرج عن هذا الاجتماع أي دعم مادي أو مالي كما ينتظر البعض، لأنّ الهدف منه هو تأكيد المجتمع الدولي مجدداً على انه يقف الى جانب لبنان ومستعدّ للدعم والمساعدة شرط تشكيل حكومة تلبي تطلّعات الناس وتقوم بتطبيق الإصلاحات، ولا تكتفي فقط بالوعود كما حصل في مؤتمر سيدر الذي أقرّ 11 مليار دولار على شكل هبات وقروض منذ أكثر من عام ونصف العام ولم يحصل منها على شيء، لأنه لغاية اليوم لم يفِ بوعوده لا بل فاقم الوضع السيئ اقتصاديا.

ويتابع المراقبون بالقول وكما كان أحد شروط "سيدر" من أجل الافراج عن المساعدات، إقرار موازنة تقشفية وتطبيق الاصلاحات، فإنّ شروط اجتماع الغد ستكون بالحدّ الادنى حكومة جديدة، علماً انّ وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت امس أنّ الهدف من المؤتمر "هو الدعوة إلى التشكيل السريع لحكومة فاعلة وذات مصداقية تتخذ القرارات الضرورية لاستعادة الوضع الاقتصادي، وتلبية الطموحات التي عبّر عنها الشعب اللبناني".

وكان المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش قال لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، أمس، انّ الاجتماع سيكون بمثابة اشارة قوية لالتزام دول المجموعة العمل مع لبنان،

في سياق متصل، وبعد أن أوقفت بنوك عالمية مُراسِلة ومؤسسات مالية عالمية التعامل مع المصارف اللبنانية بسبب ارتفاع مستوى المخاطر الائتمانية لتلك المصارف، قام رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يوم الجمعة الماضي بطلب دعم مالي للبنان من دول أجنبية وعربية عدة لتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين، من خلال فتح اعتمادات للاستيراد من هذه الدول.

ورأت مصادر مطلعة، في هذا الاطار، انّ الحريري يسعى الى فتح خطوط ائتمان مع تلك الدول، مثل السعودية وفرنسا وروسيا ومصر وتركيا والصين وإيطاليا والولايات المتحدة، من أجل تأمين استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للانتاج لمختلف القطاعات. فهل يفضي اجتماع باريس الى ما يؤومل لبنانيا ام دون ذلك عقبات تتخطى الدعم المالي المشروط سياسيا الى تطويع لبنان باتجاه اجندات باتت معروفة الهدف ؟

* حسين عزالدين - العالم