الى متى الكذب على قناة "العالم" في السوشيال ميديا؟

الى متى الكذب على قناة
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٣٧ بتوقيت غرينتش

هناك مثل عربي يقول " اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك" وهذا هو لسان حال الاوضاع الراهنة في لبنان والعراق حيث يتم استغلال العالم الافتراضي لنشر الاكاذيب وزعزعة الاستقرار .

العالم كشكول

في اخر هذه الفبركات الاعلامية وليس آخرها يمكن الاشارة الى نشر صورة مزيفة من قناة العالم ويظهر في شريطها الاخباري خبر عاجل يشير الى "مرض السيد مقتدى الصدر" ، وهذا الاجراء يهدف من جهة الى الايحاء بان ايران وقناتها العربية الرسمية اي قناة "العالم" على انها كاذبة ، ومن جهة اخرى للنيل من العلاقات الطيبة القائمة بين ايران والتيارات والاحزاب داخل العراق .

هذا في حين ، كما هو واضح من الصور التالية ، فان غرافيك قناة العالم تم تغييره منذ حوالي عامين وان الخط المستخدم في القناة تغير بشكل كامل مقارنة بالماضي ، وثانيا ان مذيعة قناة العالم السيدة "عبير منصور سرحان" رحلت عن القناة منذ حوالى ستة اشهر وهي تعيش حاليا في لبنان، وفضلا عن ذلك فان الصورة المستخدمة صورة قديمة وتعود للاعوام الاولى التي بدأت فيها المذيعة مزاولة مهنتها في العالم، كما أن شعار القناة تغير منذ أكثر من سنتين حيث تم استخدام الشعار القديم على يمين الشاشة بدل يسارها.

لم نشهد خلال الاشهر الماضية القليل من الاكاذيب والافتراءات التي تم تداولها في الفضاء الافتراضي لهذين البلدين لاسيما العراق بغية استهداف العلاقات بين الشعبين الايراني والعراقي ، ولكن لم تمض فترة طويلة على هذه الاخبار حتى انكشف زيفها وفقدت فاعليتها .

ومن بين هذه الاخبار التي تم فبركتها وتداولها يمكننا الاشارة الى الاخبار بشان وجود عناصر ايرانية في العراق وفي المقابل انتشار عناصر من الحشد الشعبي في ايران ، لما زعمت بانها عمليات قمع للتظاهرات والاحتجاجات . اويمكننا الاشارة الى الصور التي تم التلاعب بها بالفوتوشوب من قبل الامبراطورية الاعلامية العربية - العبرية والتي غيرت الشعارات الاصلاحية المكتوبة على يافطات ولافتات المحتجين في العراق وفق اهوائها ومآربها الخاصة و ...

رغم ان العداء لايران والجهود التي تبذل للنيل من العلاقات بين الشعبين الايراني والعراقي تمتد بامتداد تحرر هذا البلد من الاستبداد الصدامي والاحتلال الامريكي ، لكن تداول مثل هذه الصورة يكشف ان الحركة الاصلاحية في العراق تتجه نحو الهدوء والاستقرار وبدات تاخذ منحى يكون القانون فيه فوق كل شيء ، واذا نظرنا للموضوع نظرة اكثر دقة فيمكننا ان نستنبط بانه حقد دفين تفجر للانتقام من الاحتجات المحلمية لابناء الشعب العراقي والتي انطلقت دفاعا عن المرجعية الدينية والاصلاحات وترسيخ الهدوء والاستقرار في هذا البلد وتنديدا بتدخل الاجانب وضرورة انسحاب القوات الامريكية من هذا البلد .